مُبطلات الصيام المتفق عليها والمُختلف فيها

يُعرّف الصيام بأنّه امتناع المسلم عن تناول أو شرب أي نوع من الأطعمة والمشروبات وكافة المُفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وقد اختلف العلماء في دراساتهم حول الأمور التي تُبطل الصيام، فيما يلي سنُسلط الضوء على هذا الموضوع وسنتحدّث عن مُبطلات الصيام المُجمع عليها والمُختلف عليها.



أولاً: مُبطِلات الصيام المُجمع عليها

1- الأكل والشرب:

يُعتبر الأكل والشرب من مُبطلات الصيام الأساسيّة، ويقع على فاعلها إثم شديد، وعليهِ قضاء كل الايّام التي أفطرها.

2- ممارسة العلاقة الحميمة مع الزوجة:

يُعتبر ممارسة العلاقة الحميمة من مُبطلات الصيام الأساسيّة وعلى من فعلها إثم عظيم، وكفارة إمّا أن تكون بفك رقبة، أو صيام شهرين متتابعين، أو إطعام ستين مسكين.

 

اقرأ أيضاً: أحكام تخص الأزواج في رمضان

 

3- الحيض والنفاس:

يُعتبر الحيض والنفاس من مُبطلات الصيام حتّى لو كانت قبل الغروب بلحظاتٍ قليلة، ويجب هنا على المرأة القضاء بعد انتهاء رمضان، ولكن لا إثم عليها على الإطلاق لأنّ الله سبحانهُ وتعالى قد أحلّ لها الإفطار.

4- الردّة:

لا يُقبل الصيّام إلّا من الإنسان المسلم، وذلك لأنّ الصوم كالعبادات الأخرى يحتاج إلى نيّةٍ صادقة، والكافر هو شخصٌ خارجٌ بنيتهِ عن الإسلام، ويُمكنهُ قضاء أيامه بعد عودتهِ الصادقة إلى الإسلام وبعد عقد النية.

5- القيئ المُتعمّد:

إنّ تقيئ الإنسان المُتعمد يُبطل صيامه، وفي هذه الحالة عليهِ أن يقضي صيامهُ بعد رمضان، وإلّا وقع عليهِ إثم من الله.

ثانياً: مُبطلات الصيام المُختلف عليها

1- أكل ما لا يؤكل:

كبلع الأشياء التي لا تؤكل في العادة كالحصى، التراب، الحديد، وقد اختلف الفقهاء حول هذا الموضوع وكان الرأي الغالب هو أن من شروط الصيام عدم إدخال أي شيئ إلى الجوف سواء عن طرق الفم أو غيرهِ كاستخدام قطرة الأنف أو الأذن، وضع الكحل، الحقنة الشرجيّة، قطرة الإحليل، جراحة الدماغ والجوف.

2- الحجامة:

اختلف الفقهاء حول هذا الموضوع، إذ رأى كل من الحنفيّة والمالكيّة والشافعيّة وابن حزم بعدم إفسادها للصيام، وقال الحنابلة بأنّ الحاجم والمحجوم يُفسد صيامهما.

 

اقرأ أيضاً: الحجامة و فوائدها للرجال والنساء

 

3- مضغ اللّبان:

يقول بعض الفُقهاء بأنّ اللبان لا يفطر إلّا إذا وصل إلى الحلق ككحل العين تماماً، أمّا المالكيّة فقد ألزم بالكفارة لأّن من أكل اللبان عمداً فكان إفطاره عامداً، أمّا عند فقهاء الحنفيّة فإنّهُ يُكره ولا يُفطر.

4- الوطر بغير ممارسة العلاقة الحميمة:

بالنسبة للتقبيل إذا قبّل فأنزل فإنّه يفطر دون خلاف الأئمة، وإذا قبّل فلم ينزل فإنّهُ لم يُفطر دون اختلاف، أمّا إذا قبّل فأمذى فإنّ كل من الحنفيّة والشافعيّة قالوا بأنّ هذا لا يُبطل الصوم، أمّا المالكية والحنابلة رأووا أنّه يُفطر لأنّ في خروجه شهوة.

5- أمّا بالنسبة للاستمناء:

فقد اتّفق فُقهاء المذاهب الأربعة على أنّه يُفطر سواء كان باليد أو بأي شيئٍ آخر، وذلك لمشابهتهِ بالقبلة المصحوبة بالشهوة.

 

اقرأ أيضاً: العادة السرّية: أضرارها وكيفية التخلّص منها!

 

6- أمّا بالنسبة لموضوع التفكير بالشهوة فهناك رأيان:

الأول إذا فكّر فنزّل فلا يُفطر، أما النظر إلى الشهوة فإنّ كل من الحنفيّة والشافعيّة رأووا بأنّ هذا لا يُفسد الصوم لعدم احتوائهِ على صورة العلاقة الحميمة، إلّا أنّ الملكيّة والحنابلة قالوا بفساد الصوم لاحتوائهِ على فعل الشهوة والتلذذ.




مقالات مرتبطة