ماذا لو كانت المتعة سر تحقيق النجاح؟

يكثر الكلام عن "الشغف" في أيامنا هذه، وعن ضرورة اتِّباعه في شتَّى مناحي حياتنا، بيد أنَّ السعي خلف الشغف عملية صعبة؛ بل إنَّ مجرد التفكير فيها يستنزف طاقة الفرد.



لكن لا بُدَّ من وجود سبب وراء الاهتمام المتزايد بمفهوم الشغف، وليس بالضرورة أن يرتبط النجاح في الحياة باتِّباع الشغف طوال الساعة؛ لكنَّنا ننصحك بالنظر في كمية المتعة والشغف الموجودَين في حياتك، فقد تكون عاملاً حاسماً في تحقيق مزيد من النجاحات.

تعريف مفهوم "الشغف":

يختلف مفهوم الشغف عن الهواية، فهو يعبِّر عن نشاط يثير حماستك وبهجتك، وتستطيع القيام به طوال الساعة بلا كلل ولا ملل، لدرجة فقدان الإحساس بالوقت والشعور بالإلهام والحماسة والرضى.

قد يكون الشغف أحد أنواع الفنون أو الحرف اليدوية، أو الاهتمامات التي يحب المرء ممارستها، كما قد يكون لبعض الأشخاص أكثر من شغف في الحياة، ويصرُّ الناس على ضرورة إيجاد "الهدف" في الحياة، وهو ما يعبِّر عن نشاط أو مهنة محددة تبعث فينا مشاعر الرضى.

قد يكون هذا النهج مناسباً لبعض الأشخاص وليس للجميع؛ وذلك لأنَّ غالبية الأفراد يتمتعون بقدرات عدة وأوجه الشغف، ما يعني وجود اهتمامات مختلفة تثير حماستهم، مع إمكانية تغيُّر هذه الاهتمامات مع مرور الوقت.

دور الشغف في تحقيق النجاح وكسب المال:

يحظى موضوع الشغف على قبول الأفراد؛ إذ يتوق الجميع لاتِّباعه، ويُعدُّ غالبية الأشخاص موضوع الشغف من الكماليات؛ إذ يمتلك هؤلاء أعمالاً ومشاريع - يُفترَض في الوضع المثالي أن ترتبط بشيءٍ من الشغف - يلتزمون بها التزاماً جدِّيَّاً ويقدِّمونها على أي شيءٍ آخر، بينما يؤجَّل الشغف إلى الوقت بدل الضائع بعد الانتهاء من تنفيذ ما يعدُّونه عملاً حقيقيَّاً.

أي تكمن المشكلة في تركيز الأفراد على كسب العيش، أو جمع الأموال لدرجة إهمال الهدف الأساسي في الحياة ألا وهو المتعة والشغف والحب واللحظات الجميلة المحفورة في الذاكرة.

شاهد بالفيديو: 10 أسباب تجعل اتباع شغفك أكثر أهمية من المال

هل الشغف أساسي أم ثانوي؟

قد يجادل بعض الأشخاص بأنَّنا نحتاج إلى تسديد نفقات معيشتنا، فضلاً عن أنَّ المشاريع التجارية تبعث مشاعر الرضى في النفس، إنَّنا لا نقترح عليك أن تتخلى عن الجوانب العملية في الحياة وتلاحق الشغف؛ بل نود مناقشة موضوع التركيز.

تَحدُث نقلة نوعية في طريقة تفكير المرء عندما يدرك أنَّ الهدف الرئيس لوجوده في الحياة يكمن في المتعة والشغف وبهجة القيام بعمل يحبه، تحدث هذه النقلة عندما نصب تركيزنا على مواضع شغفنا، ويصبح نمط حياتنا حافلاً بالبهجة والمتعة.

لا يحرمنا هذا التركيز من تأمين احتياجاتنا الأساسية مثل تسديد نفقات معيشتنا مثلاً؛ بل إنَّنا على النقيض من ذلك، سنحظى بمزيد من الوقت عندما نرتِّب أولوياتنا ترتيباً صحيحاً، فضلاً عن أنَّ كسب الأموال غير مرتبط بأعمال معينة أو رائجة؛ بل بتحقيق أرباح من استثمار الشغف.

إقرأ أيضاً: كيف تحوّل شغفك إلى طاقة إيجابية؟

الشغف من أسمى أشكال العناية الذاتية:

لا يوجد أسمى من تلبية شغفنا وإعطائه الأولوية في حياتنا عندما يتعلق الأمر بالعناية الذاتية الحقة؛ لأنَّه يمدنا بالبهجة والمحبة، لدرجة أن نتعامل مع الآخرين ونقوم بجميع أعمالنا بحب وشغف.

يشمل مفهوم الشغف الحياة المهنية والمشاريع (وما تجنيه من أموال بفضلها)، ولا سيما إذا أحببت عملك، ويستطيع أن يضفي الشغف المعنى والهدف على الأعمال المتواضعة؛ وبذلك نرى أنَّ الشغف والهدف مفهومان متلازمان يشترط كل منهما وجود الآخر، ولا بُدَّ أن تكتشف الهدف من وجودك وتتفاءل بالمستقبل عندما تقوم بالأعمال التي تحبها وتبعث السعادة في قلبك.

لا بُدَّ أن يتراءى لك الهدف من وجودك واضحاً جلياً حالما تبدأ التركيز على مواضع شغفك، وبالنتيجة ستصبح حياتك هادفة، وعامرة بمشاعر الرضى والامتنان الخالص.

إقرأ أيضاً: 30 عادة للرعاية الذاتية من أجل سلامة العقل والجسد والروح

في الختام:

ننصحك بأن تنظر في الأمور التي أسعدتك فيما مضى، والتجارب التي أردت خوضها، وتبدأ بالسعي وراءها في الحال؛ فلا جدوى من استمرار التأجيل؛ بل يجب أن تتحرَّك وتشهد بنفسك كيف ستتغير حياتك إلى الأفضل.




مقالات مرتبطة