ما هي لوحات الرؤية؟ وما فائدتها؟

كثيراً ما نسمع الناس يتحدثون عن لوحات الرؤية بأنَّها صيحةٌ عابرةٌ لا تستحق العناء ولا أن نُلقي لها بالاً، وهذا غير صحيح؛ وذلك لأنَّها مفيدة جداً وتستأهل أن نُكرِّس لها أوقاتنا، ولهذا السبب يختار العديد من المشاهير والشخصيات البارزة في العالم ابتكارها واستخدامها.



لقد عُرف عن المغنية المشهورة بيونسيه أنَّها تستخدمها لمساعدتها في تحقيق أهدافها المستقبلية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى مُقدِّمة البرامج الحوارية أوبرا وينفري، وإذا كان ذلك يعود بالنفع على هاتين المرأتين القويتين والموهوبتين فمن المنطقي أن يستفيد منها أي شخص آخر.

تتعدى لوحات الرؤية كونها مجموعة من الصور فحسب، ولكي تتعلم المزيد عنها؛ نضع بين يديك الدليل الشامل لمعرفتها وكيف تستطيع إنشاءها في أربع خطوات والسبب الذي يدفعك لبذل الجهد في صنع واحدة خاصة بك.

ما هي لوحة الرؤية؟

نحن جميعاً نملك رؤى وأهدافاً نريد تحقيقها سواءٌ على الصعيد الشخصي أم المهني أم العملي، ورغم أنَّنا قد نكون على علم بما نريد تحقيقه فهذا لا يعني أنَّ التركيز عليها قد يكون بالأمر البسيط، وتتجلى فكرة لوحة الرؤية في كونها تُجسِّد مرئيَّاً ما نريد تحقيقه، ويمكن استخدامها لبيان هدفنا النهائي وحيث نرى أنفسنا مستقبلاً، وليس هذا فحسب، بل وتساعد على توضيح طريق الوصول إلى تلك الأهداف.

يمكن صنع تلك اللوحات من مجموعة متنوعة من الصور التي يرجع اختيارها إليك، ومع ذلك تحتاج للتأكد من أنَّها تُذكِّرك بهدفك وما يعنيه لك، وتعرض ما ترغب بعرضه بحق بطريقةٍ تُلفِت الانتباه قدر الإمكان، وتُعَدُّ الألوان والملمس أجزاءً أساسيَّةً في أي لوح رؤية، أما استخدامها فهو أمرٌ يعود لك.

كيف تصنع لوحة الرؤية؟

قد يبدو صنع لوحة الرؤية أمراً بسيطاً ولكنَّه قد يكون أكثر تعقيداً مما تظن، فهناك أشياء عدة تحتاج للتفكير بها، وفي حين أنَّ الطريقة التي تصنعها بها منوطة بك، فهناك أربع خطوات عليك اتباعها للتأكد من تحصيل الفائدة على الأمد الطويل:

1. الخطوة الأولى" تحديد أهدافك":

إنَّ أول ما ينبغي لكَ فعله هو تحديد أهدافك، وللقيام بذلك عليك النظر إلى مجالات حياتك وتحديد ما تعده أهمها، فلا يمكن لأحدٍ أن يُملي تلك الأمور عليك؛ وذلك لأنَّها مسألةٌ شخصية، ولكن يمكن مساعدتك بذكر الأمثلة الأكثر شيوعاً لهذه المجالات، وهي: العائلة والأصدقاء والهوايات والصحة الجسدية والرفاهيات والأمور المادية، وبعد أن تقوم بذلك يمكنك التوسُّع في تلك المجالات وتحديد الأهداف التي تطمح لها داخل هذه المجالات.

فإذا كنت تركز على الرياضة واللياقة البدنية فربما كنت ترغب في تعلُّم اليوغا أو ممارسة الرياضة، أما إذا كان السفر هاماً بالنسبة إليك فربما تُخطِّط لرحلة حول العالم، أما فيما يخص العقل وتوسيع المدارك فبوسعك أن تجد آلة أو لغة ترغب في تعلُّمها، وفيما يتعلق بالحياة المهنية وحتى الأمور المادية فربما ترغب في بدء عمل تجاري.

احرص ألا تنفق وقتاً كثيراً في ذلك؛ إذ من المُحتمَل إن حدث ذلك أن تُطيل التفكير في الأمور عوضاً عن التوصُّل إلى الأفكار تلقائيَّاً دون عناء؛ لذا خصص نحو عشر دقائق لهذه الخطوة، واكتب كل ما قد يخطر في ذهنك لتستخدمها لاحقاً.

شاهد بالفيديو: 5 أسئلة تحدد هدفك في الحياة

2. الخطوة الثانية "جمع مصادر الإلهام":

بمجرد أن تحدد أهدافك تحتاج إلى البدء في التفكير بكيفية تجسيد هذه الأهداف؛ لذا فكر في الكلمات والصور التي تلائم ما تريد تحقيقه.

من الواضح أنَّك تستطيع أن تبحث عن هذه الصور وتجدها في المجلات، غير أنَّه لا ينبغي أن يقتصر البحث فيها فحسب، فهناك أماكن أخرى تستلهم منها، مثل: البطاقات البريدية والملصقات وأوراق التغليف وبعض المعدات فضلاً عن أشياء من الطبيعة وبعض البحوث على الإنترنت.

عندما تجد شيئاً قد يفيدك قُصَّه أو انزعه وضعه جانباً، فقد تتفاجأ بالأماكن التي قد ترى فيها أشياء تُثير الإلهام، ولا تُقلِّل من شأن الأشياء لمجرد أنَّها لا تتناسب مع أفكارك المسبقة عما يمكن أن يلهمك.

قد تستغرق هذه الخطوة وقتاً أطول من سابقتها؛ لذا عندما تقرر أن تبحث عن مصادر تستمد الإلهام منها احرص على وجود كأس من شرابك المفضل إلى جانبك.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح مهمة للبحث عن الإلهام

3. الخطوة الثالثة "تحديد شكل اللوحة المرغوب":

هذه النقطة التي تبدأ فيها بالتفكير حول الهيئة التي ستبدو عليها لوحتك، وتحتاج إلى بعض المعدات لهذه الخطوة، مثل: الورق المقوى والمقص والصمغ والأقلام وربما قطع من القماش والشريط المزخرف والملصقات أو حتى الأحجار الكريمة والغليتر.

أولاً؛ عليك تنسيق صورك قبل وضعها على اللوحة ليتسنى لك التفكير في المكان المناسب لها حيث يأتي ذلك كخطوة أخيرة بعد أن تضمن اتِّخاذ قرارٍ نهائي، وعندما تتضح الفكرة في ذهنك ألصق الصور، ويمكنك إضافة بعض الزينة مثل الشريط المزخرف أو الغليتر أو حتى بعض الملصقات أو استخدام الأقلام الملونة أو حتى بعض الطلاء لإضافة اللون.

وتذكَّر دائماً أنَّ هذه اللوحة شيء يخصك ومتعلق بك؛ لذا فإنَّ ما تبتكره ينبغي أن يكون جذاباً بالنسبة إليك، ويمكنك البحث في الإنترنت عن كيفية جمع الأمور معاً وإنشاء لوحتك، وخذ بالحسبان أن تُمثِّلك تلك اللوحة.

4. الخطوة الرابعة "تصميم اللوحة":

تتمثل الخطوة الأخيرة في حرصك على أن ترى لوحتك النور، فاحرص على أن تعرضها في مكان يكون واضحاً لك؛ لأنَّ ذلك هو السبب الرئيس لصنعها في المقام الأول.

ضعها في مكان تذهب إليه يومياً، قد يكون مكتباً في منزلك أو غرفة نومك أو حتى في مدخل المنزل حيث تخرج كل يوم، ذلك أنَّ وجودها هناك يُذكِّرك باتباع تلك الأحلام وتحقيق تلك الأهداف والطريقة التي ستفعل بها ذلك.

وبعد معرفتك أنَّ كل شي متعلق بك افعل ما يتطلبه الأمر لتحققه؛ شجع نفسك وركز على ما تريد تحقيقه، ربما قد تختلق الأعذار عندما يخطر لك أنَّك لا تستطيع فعلها ولكن ستصل إلى ما تريد يوماً ما.

وبطبيعة الحال، إنَّ لوحة الرؤية هي جزء من العملية برمتها، أما تحقيق ما تتضمنه فيقع على عاتقك.

لماذا نقوم بصنع لوحة الرؤية؟

قد يبدو إنشاء لوحة الرؤية أمراً صعباً ويحتاج إلى الكثير من العمل، ولكنَّ الحقيقة هي أنَّها صعبة بقدر ما تجعلها أنت كذلك إلا أنَّها تستحق كل الجهد المبذول لصنعها.

وتستطيع عبرها أن ترى ما تريده في المستقبل وترسم الطريق للوصول إلى مبتغاك، وعندما ترى ذلك بأم عينيك ستشعر بتحفيز أكبر ورغبة أقوى للوصول إلى مآربك فضلاً عن المتعة التي تحصل عليها عند إنشائها، ولذلك يمكنك أن تتطلع إلى القيام بذلك بدل تجاهل تلك الأهداف ومنع نفسك من تحقيقها في المستقبل.

 

المصدر




مقالات مرتبطة