ما هي الوصفة السرية لتحقيق النجاح لكل من جاك ما، ودلاي لاما، وجيف وينر

يشعر كثير من الناس في العالم الحديث - العالم الغربي تحديداً - بالوحدة والاكتئاب والقلق، وذلك رغم توفر جميع احتياجاتهم الأساسية. فهل يوجد ترياق يشفي وباء البؤس في المجتمع الحديث؟ ستفاجأ عندما تعلم أنَّ الإجابة هي: "بلى، يوجد". فقد كشفت الأبحاث التي أجراها جراح الأعصاب ذائع الصيت جيمس دوتي، بالإضافة إلى الأدلة العلمية الأخرى عن الحل؛ وهو حلٌّ تروج له الفلسفات الشَّرقية على الدَّوام. الدَّواء الذي يشفي بؤسَ المجتمعات الحديثة هو "التَّراحم - Compassion".



الرحمة والتراحم

يقولُ جيمس دوتي عن ذلك في إحدى مقالاته: "التَّراحم -أو التَّعاطف إن شئت أن تسميه بهذا الاسم- هو الاعتراف بمعاناة الآخر، مع الرَّغبة في تخفيف تلك المعاناة. غالباً ما يَنظر المجتمع الحديث إلى هذه الكلمة باعتبارها مصطلحاً دينياً مبتذلاً غير ذي صلة بالمجتمعات الحديثة، إلا أنَّ البيانات التجريبية الدقيقة تدعم وجهة نظر جميع الأديان الرئيسة في العالم أجمع، والتي تنصَّ على أنَّ التَّراحم أمرٌ مفيد. فقرنا في الغرب لا علاقة له بالحالة المادية؛ وإنَّما هو فقر في الروابط الاجتماعية".

كيف نستفيد من التراحم؟

أن نكون متراحمين ومتعاطفين ومترابطين اجتماعياً مع من نتواصل معهم؛ هو أمرٌ يعزز صحتنا ويساهم في سعادتنا ورفاهيتنا. والأهم من ذلك، هو أمرٌ يصبغ حياتنا بالهدف والمعنى.

يبدأ التَّراحم عندما نقوم بتجسيده في أماكن العمل على "شكل قيادة خدمية - Servant Leadership".

تُعرَّف القيادة الخدمية بأنَّها: مجموعة من الممارسات التي تثري حياة الأفراد، وتبني مؤسسات أفضل وتخلق في نهاية المطاف عالماً أكثر عدلاً وعطفاً.

إقرأ أيضاً: الاستفادة من الذكاء العاطفي في القيادة

كيف ينظر بعض أنجح القادة إلى التَّراحم؟

1. جاك ما Jack Ma:

جاك ما Jack Ma

يؤيد جاك ما، وهو مؤسس موقع "علي بابا" وملياردير عصامي ما يسميه "حاصل الحب - love quotient" أو (LQ) والذي يؤكد على أنَّه يتفوق على الذَّكاء العاطفي ومعدل الذكاء (IQ). إذ يقول جاك ما عن هذا: "بالنِّسبة لحاصل الحب، فأنت لا تقيس النَّجاح من خلال قيمتك أو قيمة شركتك، وإنَّما من خلال تبنيك ممارساتٍ رحيمة، ومعرفة عدد المشكلات التي قمت بحلها وعدد الأشخاص الذين ساعدتهم. بإمكانك أن تكون صرافاً آلياً إن أردت هذا، لكن ما الفائدة من ذلك؟ إذا كنت لا تقدم أيَّة قيمة في هذا العالم، فلن تمتلك أيَّ حاصل حب؛ إذ يجب أن يكون حبك وتعاطفك أحد ركائزك. وهذا هو بيت القصيد".

2. الدالاي لاما The Dalai Lama:

الدالاي لاما The Dalai Lama

يقول الدالاي لاما (تينزن غياتسو) عن التَّراحم: "إذا ما قلنا أنَّ ممارسة التَّراحم هو أمرٌ مقدس، فلن يصغي إلينا أحد. لكن إن قلنا أنَّ التَّراحم أو التَّعاطف يقلل ضغط دمك وقلقك وإجهادك ويحسن صحتك، سيصغي الناس حينئذٍ".

لكن يوجد فرق حاسم بين التَّعاطف والشفقة. إذ تتيح لك الشَّفقة أن تشعر بمعاناة شخص آخر بالفعل، لكنَّها تجعلك غير قادرٍ على المساعدة. بيد أنَّ التَّعاطف سيضعك في مكان ذلك الشخص ويساعدك على معرفة ما يمكنك فعله لتخفيف معاناته.

فالتَّراحم هو شكل أكثر موضوعية من الشفقة. والقدرة على رؤية الأشياء بوضوح من منظور شخص آخر هي الخصلة التي تجعل القادة ناجحين".

3. جيف وينر Jeff Weiner:

جيف وينر Jeff Weiner

يوافق الرئيس التنفيذي للينكد إن جيف وينر Jeff Weiner على أنه: "من الأفضل الذهاب إلى العالم كشخص حنون، قادر على مواجهة محن الآخرين. لذلك، من الأفضل أن تقود بتراحم، وليس بالتعاطف".

المصدر.




مقالات مرتبطة