ما هي أنواع صناديق الاستثمار؟

اتَّجهَ المستثمرون سابقاً في الاستثمار إلى العقارات أو الذهب، لكن بعد تجربة الكثير من المستثمرين أثبتت تلك المجالات انخفاض العوائد المالية فأدى ذلك إلى اتجاه المستثمرين لمجالات أخرى في الاستثمار مثل صناديق الاستثمار التي عُدَّت الذهب الجديد للجيل الحالي؛ كونها تتميز بالعديد من الميزات التي جذبت المستثمرين إليها، فمثلاً تتسم صناديق الاستثمار بكونها سهلة الفهم وبسيطة فلا تحتاج إلى الخبرة أو المعرفة الاقتصادية عند استخدامها للنجاح في ذلك، كما أنَّها سهلة الشراء فهي متوفرة لدى شركات الوساطة وشركاء صناديق الاستثمار المشتركة وشركات التأمين.



يمكن فتح حساب خلال وقت قصير، وبالنسبة إلى التكاليف فإنَّ صناديق الاستثمار تمتلك الحد الدنى من متطلبات الاستثمار، لذلك يعد البدء بهذا الاستثمار أسهل من البدء بأي استثمار آخر، ويستطيع المستثمر تنويع استثماراته بتكلفة أقل نسبياً من تنويع الاستثمار المباشر، فالمنهجية التي يتم اتباعها في تنويع وتوزيع الاستثمارات في الصناديق تجعل المخاطر أقل بكثير.

فضلاً عما سبق فإنَّ الميزة الأساسية للاستثمار بهذه الطريقة هي الاستفادة من خبرة مدير الصندوق التي تجعل المستثمر غير مضطر إلى الدراسة والإلمام بما يحدد الربح والخسارة وما شابه ذلك، فالمدير قادر على اتخاذ أفضل القرارات الاستثمارية لأنَّه بحالة تفرغ تام لمتابعة تطورات السوق في كل لحظة، ويمكنه التنبؤ بالعواقب من خلال المعطيات، لكن ما عليك معرفته بصفتك مستثمراً هو نوع الصندوق الذي تريد الاستثمار فيه، فأنواع صناديق الاستثمار كثيرة، وسنقدم لك فيما يأتي توضيحاً لأنواعها.

أنواع صناديق الاستثمار:

المستثمر لا يتخذ القرار بنفسه بشأن كيفية استثمار أصول الصندوق؛ بل يختار الصندوق فقط بناءً على أهدافه ورسومه ومخاطره وعوامل أخرى أيضاً؛ وذلك لأنَّ لصناديق الاستثمار العديد من الأنواع، ومن الهام فهم أنواع الصناديق وفوائدها ليتخذ المستثمر أفضل وأنسب قرار له. تقسم صناديق الاستثمار بالشكل الآتي:

1. صناديق الاستثمار المشتركة:

هي النوع الأقدم من أنواع صناديق الاستثمار، ويعد هذا النوع من الأنواع الجيدة لفترة التقاعد وما بعدها؛ وذلك لأنَّها مناسبة جداً للمدخرين ممن يريدون تنمية أموالهم مع مرور الزمن لمدة طويلة، ومن ثم هي ليست مناسبة كثيراً للمتداولين اليوميين؛ إذ إنَّ سعر الصندوق المشترك يتغير مرة واحدة في اليوم، ويجوز للمديرين تداول الأصول داخل الصندوق طيلة يوم التداول، لكن لا يمكن أن يتم كسب المال من خلال تداول أسهم الصندوق خلال اليوم.

تتمتع الصناديق المشتركة بميزات عديدة، فهي مثلاً تسمح للمستثمرين بالشراء من محفظة متنوعة من الأصول وعالية القيمة دون الحاجة إلى إدارة المحفظة، ولكنَّها بالمقابل تفرض رسوماً قد تخفض من قيمة العائدات، إضافة إلى وجود عيب آخر وهو عدم الكفاءة الضريبية، فعند بقاء الأموال في الصندوق مستثمرة تكون معفاة من الضريبة، لكن عندما يتم بيع جزء من المحفظة وتحقيق ربح ما فالقانون يلزم بتوزيع الربح على المساهمين، وتلك المدفوعات خاضعة للضريبة.

إقرأ أيضاً: صناديق الاستثمار في السعودية وأنواعها

2. صناديق الاستثمار المتداولة:

التي تميل لأن تكون أرخص من صناديق الاستثمار المشتركة بشكل قليل؛ إذ إنَّها تقدم فاتورة ضريبية أصغر، فلا يجب توزيع ربح رأس المال على المساهمين، ومن ثم هي أكثر كفاءة من الناحية الضريبية، ومن مزاياها أيضاً إمكانية بيع وشراء صناديق الاستثمار المتداولة بسهولة، فإن انهار السوق يوماً يمكنك البيع قبل نهاية يوم التداول بخلاف الصناديق المشتركة التي ستنتظر حتماً للساعة 4 مساءً لتقوم ببيعها، ومع صناديق الاستثمار المتداولة يمكن الاستثمار في كل شيء مثلاً الأسهم والتكنولوجيا والسندات.

3. صناديق التحوط:

تستثمر هذه الصناديق في السلع أو السندات أو العقود الآجلة أو في الأسواق الخارجية، والهدف الذي تعمل به هذه الصناديق هو كسب المال بصرف النظر عن الاتجاه الذي تسير فيه سوق الأسهم، وفي يومنا الحالي أصبحت صناديق التحوط ذات نفوذ لا مثيل له على الأسواق العالمية؛ وذلك لأنَّها مسؤولة عن جزء أكبر من تداول الأسهم في السوق.

لصناديق التحوط الكثير من المزايا، فمثلاً تشتت المخاطر لأنَّها تساعد على توزيع مخاطر الاستثمار بين العديد من الشركاء فيحقق هذا الأمر الأمان للبنوك الاستثمارية أو ما شابه ذلك من المقرضين، ولكنَّ صناديق التحوط تفرض رسوماً أعلى من غيرها من الصناديق.

شاهد بالفديو: 8 أمور هامّة لنجاح استثمارك الخاص

4. صناديق المؤشرات:

يمكن تشبيهها بالسلال؛ إذ تحاول صناديق المؤشرات احتواء جميع الأوراق المالية في مؤشر معين، فمن خلال الاستثمار في هذه الصناديق ستحصل على قطعة من كل شيء، فتحقق هذه الاستراتيجية عوائد ثابتة ومخاطر أقل، فقد يحدد الصندوق الأسهم ونسبتها المقابلة في مؤشر السوق ويضع المال في نسبة مماثلة في الأسهم المماثلة، وإن لم يتمكن من التفوق في السوق فسيبقى في أمان قدر الإمكان.

أنواع الصناديق حسب مجالات الاستثمار:

يمكن تصنيف صناديق الاستثمار بحسب مجال الاستثمار الذي تعمل به لتحقيق أهدافها:

1. صناديق سوق النقد:

تتميز هذه الصناديق بسيولتها العالية وبأنَّ مخاطرها قليلة، لكن لا يعني ذلك أنَّ المخاطر معدومة، إضافة إلى قصر مدتها الاستثمارية، لكن بالمقابل فإنَّ عوائدها قليلة نسبياً والمبلغ المستثمر فيها معرض للانخفاض أو التذبذب كثيراً.

2. صناديق الأسهم:

تعد هذه الصناديق مخصصة لأسهم الشركات على اختلافها المحلية أو الإقليمية أو الدولية، ويمكن تصنيفها لأنواع عدة تبعاً للهدف من الصندوق، فتوجد صناديق الدخل التي يتم الحصول على الدخل منها بالاستثمار في أسهم الشركات التي تملك سجلاً متميزاً من عائدات التوزيعات، وتوجد صناديق أسهم النمو التي تستثمر في الشركات والتي من المتوقع أن ترتفع قيمتها السوقية، فالاعتماد هنا على تحقيق الأرباح الرأس مالية دون أن تعدَّ دخل التوزيعات عاملاً هاماً.

أما النوع الثالث فهو صناديق أسهم النمو والدخل التي تعد مزيجاً من النوعين السابقين، فيتم السعي إلى تحقيق الربح عن طريق تنمية رأس المال وتحقيق الدخل، ويوجد أيضاً صناديق الأسهم الدولية التي تسعى إلى الاستثمار في أسهم الشركات غير المحلية، أما النوع الأخير فهو صناديق القطاعات التي تعتمد في الاستثمار على أسهم قطاع محدد كالزراعة أو العقارات أو البتروكيمياء أو التعدين وما شابه ذلك من الصناعات.

3. صناديق أدوات الدين ذات الدخل الثابت:

يتم الاستثمار في هذه الصناديق في أدوات الدين كالسندات وما شابهها التي تصدر عن جهات حكومية أو شركات خاصة غير حكومية يحق لها إصدار أي نوع من أنواع أدوات الدين؛ إذ تتأثر أدوات الدين بعوامل عدة كمعدل الفائدة أو تصنيف السندات من شركات التصنيف.

4. الصناديق المتوازنة:

هي الصناديق الاستثمارية التي تجمع في أصولها بين الصكوك والسندات وبين الأسهم، كما أنَّها تخصص جزءاً من الاستثمارات للأدوات المالية ذات الأمد القصير.

صناديق الأستثمار

أنواع الصناديق حسب الهيكلة:

1. الصناديق المفتوحة:

هي الصناديق التي تسمح للمستثمرين بالاستمرار في السعي، فلا يوجد قيود على المبلغ الذي يمكنهم استثماره فتكون الوحدات مفتوحة للشراء أو الاسترداد خلال العام؛ لذلك تعد هذه الصناديق مناسبة لمن يريد الاستثمار مع السيولة لأنَّه غير ملزم بأيَّة فترات استحقاق محددة، ومن ثم يمكن أن يسحب أمواله في أي وقت يريد، لكن بالمقابل فإنَّ هذه الصناديق تفرض رسوماً أعلى من غيرها.

2. الصناديق المغلقة:

يتم في هذه الصناديق شراء الوحدات فقط خلال فترة العرض الأولية والاسترداد ويتم فقط في تاريخ استحقاق محدد.

3. الصناديق الفاصلة:

تتسم هذه الصناديق بصفات الصناديق المفتوحة والمغلقة في نفس الوقت؛ وذلك لأنَّها تُفتَح من أجل إعادة الشراء على فترات مختلفة خلال مدة الصندوق، وتوجد فرصة لإعادة شراء الوحدات من مالكيها خلال نفس الفترات السابقة.

إقرأ أيضاً: 10 قواعد عليك اتّباعها إذا كنت ترغب في استثمار أموالك في الأسهم

أنواع الصناديق بحسب طريقة الإدارة:

1. الصناديق المدارة بنشاط:

مدير الصندوق في هذا النوع من الصناديق يبقى في حالة بحث مستمر وتحرٍّ وتحليل ليستطيع اختيار الاستثمارات الأساسية المحتفظ بها في الصندوق بالنيابة عن المستثمر بشكل نشيط، ومن ثم سيقرر إن كان الصندوق سيشتري أو سيبيع أصولاً مختلفة بحسب الظروف السائدة في السوق.

2. الصناديق المدارة بطريقة سلبية:

تفرض الصناديق ذات الإدارة السلبية على المستثمرين رسوماً أقل من الرسوم التي تفرضها الصناديق التي تدار بنشاط كونها تحتاج إلى إدارة يومية أقل، فالبحث والتحليل الإضافي يفرضان على المستثمر دفع مزيد من الرسوم لأنَّ الإدارة الجيدة مكلفة، لكن على الرغم من ذلك فيمكن عَدُّ هذا النوع من الصناديق وسيلة منخفضة التكاليف ومريحة لتحقيق عوائد مالية جيدة وفي نطاق واسع من الاستثمارات.

في الختام:

يقوم المستثمر باختيار صندوق الاستثمار الأنسب له بالاعتماد على أهدافه ورسومه ومخاطره، وقبل اختيار صندوق الاستثمار يجب أن يكون لدى المستثمر فكرة جيدة عن أنواع صناديق الاستثمار التي تقسم إلى صناديق الاستثمار المشتركة، وهي النوع الأقدم التي يتم استخدامها بكثرة بوصفها خططاً للتقاعد أو من يرغب بتنمية أمواله على فترة طويلة من الزمن، وصناديق الاستثمار المتداولة الأرخص من سابقتها، وصناديق التحوط وصناديق المؤشرات أيضاً.

أما بالنسبة إلى مجالات الاستثمار فتقسم إلى صناديق سوق النقد التي تتسم بانخفاض مخاطرها، وصناديق أدوات الدين التي تستثمر في السندات وما شابهها، وصناديق الأسهم التي تستثمر في أسهم الشركات، والصناديق المتوازنة التي تجمع بين السندات والأسهم، وأيضاً يمكن تقسيم صناديق الاستثمار بالنسبة إلى الهيكلة إلى صناديق مفتوحة ومغلقة وفاصلة، كما يمكن تقسيمها بحسب طريقة الإدارة إلى صناديق مدارة بنشاط وصناديق مدارة بشكل سلبي ويختلفان عن بعضهما بالرسوم التي تفرضها على المستثمر.




مقالات مرتبطة