ما هو الدافع المظلم؟ وكيف يمكنك استخدامه لمصلحتك؟

إنَّني مسترخٍ في المنزل أقوم بأشياء عادية وأتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، أمَّا غداً فهو يوم هام بالنسبة إلي، فهناك كثير من الأمور التي عليَّ القيام بها؛ لأنَّني سأنتقل إلى مدينة أخرى، وعلاوةً على ذلك سيأتي عامل التصليحات في الساعة 8 صباحاً؛ لذا سأضطر إلى الاستيقاظ مبكراً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون فيكو أرفونين (Veikko Arvonen)، ويُحدِّثنا فيه عن الدافع المظلم وعن الطريقة التي يمكننا فيها استخدامه لمصلحتنا.

بالنسبة إلى الوقت الحالي إنَّني أخطط للاسترخاء ومشاهدة التلفاز؛ فهناك كثير ممَّا ينبغي لي القيام به غداً، وفي أثناء تصفحي لوسائل التواصل الاجتماعي لاحظت منشوراً من فتاة كنت على علاقة عاطفية معها منذ فترة، اكتشفت أنَّها قد ارتبطت بشاب جديد.

فجأةً لم أعد أرغب في مشاهدة التلفاز وشعرت بالدافع والحزن في آن واحد؛ إذ دفعني هذا الأمر إلى التخطيط للاستيقاظ مبكراً جداً في صباح اليوم التالي والقيام بمهام مختلفة وهذه الظاهرة أطلق عليها اسم "الدافع المظلم" وأودُّ أن أوضح في هذا المقال ما هو هذا الدافع وكيف يمكنك استخدامه لمصلحتك.

ما هو الدافع المظلم؟

الدافع المظلم هو نوع من الدافع الذي يعتمد على رغبة معينة لإكمال المهام وتحسين نفسك بأيِّ طريقة ممكنة؛ إنَّه ناتج عن مشاعر سلبية مختلفة، لكنَّها قوية للغاية، من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالغيرة وانعدام الأمان والرغبة في مقارنة نفسه مع الآخرين، وعلى الرَّغم من أنَّه من الأفضل التخلي عن هذه المشاعر إلا أنَّها قد تكون مصدراً رائعاً للتحفيز في بعض الأحيان.

فعندما رأيت ذلك المنشور شعرت أنَّني أريد أن أحرز تقدماً بشيء ما، وأراد عقلي الباطن أن أشعر بشعور جيد؛ وذلك لأنَّ معرفة أنَّ تلك الفتاة أصبحت مع شاب آخر تسببت لي في بعض المشاعر السلبية ومن أفضل الطرائق التي ستشعرني بشعور جيد هي تحسين نفسي بطريقة ما.

يُعدُّ الدافع المظلم عبارة عن وسيلة قوية للغاية لتحفيزك على الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك ودفع نفسك نحو أهدافك؛ فقد دفعني ألم الجلوس في المنزل وعدم القيام بأيِّ شيء إلى الخروج من هذا الوضع؛ وذلك من خلال العمل حتى وإن كنت لن أحظى بنوم كافٍ.

كما قال الطبيب هنري لينك (Dr. Henry Link): "تولد المخاوف في أثناء جلوسنا ونتغلب عليها بالعمل".

إقرأ أيضاً: نظرية الدافع وأمثلة عنها

أمثلة على الدافع المظلم:

يمكن أن ينتج الدافع المظلم عن أيِّ مشاعر سلبية إلى حد كبير؛ إذ تشمل هذه المشاعر الغيرة وانعدام الأمان والقلق وعدم الراحة وأيَّ شيء من هذا القبيل.

على سبيل المثال عندما ترى شخصاً لا تحبه يتمتع بلياقة بدنية رائعة، فعلى الأرجح ستشعر بالدافع لممارسة الرياضة، وعندما تُطرد من وظيفتك ستشعر بالدافع للبحث عن وظيفة ذات رواتب عالية وتتطور في حياتك المهنية، وإذا انفصلت عن شريكك قد يكون لديك دافع لتحسين مهاراتك الاجتماعية.

يعتمد الدافع المظلم على المشاعر السلبية كلياً، فقد يقول بعض الناس إنَّ هذه المشاعر غير ناضجة وطفولية، ومع ذلك فهي طبيعية بالنسبة إلينا، ويمكنك بالتأكيد استخدامها لمصلحتك.

عندما تحسِّن حياتك المهنية بعد طردك من وظيفتك على سبيل المثال، سيرغب جزء من عقلك في الانتقام من مديرك في العمل وأن يشعره بالندم على قراره، أو عندما ترتبط بشخص آخر بعد الانفصال عن شريكك السابق، فإنَّ جزءاً من عقلك سيرغب في أن يشعره بالغيرة لتثبت أنَّك أفضل دونه.

عادةً ما تكون هذه الأشكال من الدافع أقوى بكثير من الدافع في المواقف العادية؛ فالرغبة في الابتعاد عن الألم أقوى بكثير من الرغبة في التوجه نحو السعادة.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح للحصول على الدافع والبقاء متحفزاً

كيفية استخدام الدافع المظلم لمصلحتك:

يشبه إثارة دافعك بهذه المشاعر إضافة مكمل غذائي قوي لروتين تمريناتك الرياضية سيكون فعالاً جداً؛ ولكنَّه قد يكون ضاراً إذا استخدمته كثيراً، وإذا قارنت نفسك بالآخرين باستمرار وسمحت للغيرة وانعدام الأمان بالسيطرة عليك، فمن المحتمل أنَّك ستواجه مشكلات تتعلق بصحتك العقلية.

إليك نصيحتي: تذكر أنَّك لست بحاجة إلى مقارنة نفسك بالآخرين والإنجازات لا تجعل أيَّ شخص أفضل؛ وذلك لأنَّ الثقة الحقيقية تأتي من الداخل ولست مضطراً إلى إثبات نفسك لأيِّ شخص.

مع ذلك فإنَّ الدافع المظلم مفيد جداً إذا استخدمته بين الحين والآخر فعندما تعلم أنَّ لديك شيئاً ما يجب عليك القيام به؛ ولكنَّك لا ترغب في فعله ابحث عمَّا يكسبك الدافع المظلم ولاحظ كيف ستشعر.

في المرة القادمة التي تعلم فيها أنَّه يجب عليك ممارسة التمرينات الرياضية أو إكمال مهمة ما، انظر إلى داخل عقلك بعمق ولاحظ ما إذا كان لديك شعور معين بانعدام الأمان أو الغيرة التي من الممكن أن تعطيك دافعاً، وبمجرد الانتهاء من المهمة التي يجب عليك القيام بها، انسَ الأمر، وقد تشعر بعدم الراحة لبعض الوقت، لكن لا يأتي شيء عظيم في الحياة دون جهد.

جميعنا لدينا بعض المخاوف والمشاعر الكامنة التي يمكننا استخدامها بوصفها دافعاً مظلماً، فلماذا لا تستخدمها لمصلحتك؟ تعلَّم كيفية التحكم بها بطريقة غير مزعجة بالنسبة إليك في حياتك اليومية، ويمكنك الكشف عنها عندما تحتاج إلى ذلك؛ فهذه هي أفضل طريقة لاستخدام الدافع المظلم لمصلحتك.

إقرأ أيضاً: الفرق بين الدافع الداخلي والدافع الخارجي

في الختام:

لقد كان هذا دليلي المتعلقة بالدافع المظلم، ومع القليل من الممارسة يمكنك تحويل مشاعرك السلبية إلى دافع وفي النهاية ستكون ممتناً لها، لكن على الرَّغم من ذلك استخدم الدافع المظلم بحذر، فأنا أعتقد أنَّك ترغب في أن تكون شخصاً سعيداً بشكل عام؛ لذلك طبقه بطريقة لا تضر بجودة حياتك العامة وكافية لمساعدتك على تحسين نفسك باستمرار.

المصدر




مقالات مرتبطة