ما تعلمته من تجربة بعض حيل تحسين الإنتاجية

لطالما كنت شغوفاً بتحسين الإنتاجية؛ ربَّما لأنَّ علاقةً سيئة تربطني بالوقت؛ فالتفكير في حجم العمل الذي عليَّ إنجازه وقلة الوقت المتوافر جعلني في حالة قلق دائمة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "إيلي سترو" (Eli Straw)، ويشرح لنا فيه حيل الإنتاجية المختلفة والحيلة المثالية التي توصَّل إليها.

لذلك أصبحت مصمِّماً على اكتشاف كيفية تحقيق أكبر قدر من الإنتاجية كلَّ يوم، لم أكن أرغب في القيام بالمزيد من العمل فحسب؛ بل أردت أن يكون عملي فعالاً؛ ففي النهاية لا فائدة من العمل عندما يفتقر إلى الجودة.

عندما شرعت في البحث عن أفضل الطرائق لزيادة إنتاجيتي اكتشفت عدة أفكار مختلفة، يحتوي الإنترنت على كمٍّ هائلٍ من النصائح المتعلقة بالإنتاجية؛ لكنَّني اخترت أربع حيل بدت أنَّها الأكثر شيوعاً.

بعد تجربة كلِّ واحدةٍ منها، تعلمتُ أموراً كثيرة، فبعضها يعمل وبعضها لا يجلب سوى مزيد من القلق، ومن خلال هذا البحث والتجريب كله توصلت إلى مزيجٍ مثاليٍّ من الحيل التي ما زلت أستخدمها اليوم.

ما أود القيام به هو تسليط الضوء على الدروس التي تعلمتها خلال تجربة هذه الحيل الأربع ومن ثمَّ تقديم المزيج الذي ابتكرته بنفسي.

حيل الإنتاجية التي جربتها:

1. العمل المحدد بوقت:

إنَّها ممارسة شائعة؛ حيث تحدد الوقت المخصص للعمل في يوم معين، فيمكنك تخصيص اليوم كله لعملك، وقد تنجز العمل مبكراً وتنتهي منه لذلك اليوم، أو يمكنك قضاء فترات من العمل تليها فترات راحة قصيرة.

2. قائمة المهام:

باستخدام هذه الحيلة تدوِّن جميع المهام التي تريد إنجازها في قائمة مهام نموذجية، وبعد الانتهاء من كلِّ مهمة تشطبها من القائمة.

شاهد بالفديو: 4 مواقع وتطبيقات رائعة تساعدك على زيادة الإنتاجية

3. الجدول اليومي:

تنشئ جدولاً لكل يوم، ومن المفترض أن يُبقيك هذا الجدول في المسار الصحيح ولن تحتاج إلى تخمين المهام المطلوبة منك، عليك جدولة جميع المهام التي ترغب في إنجازها.

4. اتباع الحدس:

إنَّها الحيلة الأغرب على الإطلاق هنا؛ إذ تدور حول فكرة القيام بما نجده مناسباً فقط، سوف يسمح ذلك بمزيد من الإنتاجية؛ لأنَّه يقلل التسويف فلن نضطر إلى القيام بأشياء لا نريد القيام بها.

إقرأ أيضاً: كيف يساعدك الحدس على اتخاذ القرارات المعقدة في عالم الأعمال؟

المزيج المثالي:

بعد تجربة كل من الحيل المذكورة أعلاه لم أقتنع بأيٍّ منها؛ فقد ساعدتني جميعاً إلى حد ما؛ لكنَّها فشلت في نواحٍ أخرى؛ على سبيل المثال في البداية ظننتُ أنَّ استراتيجية العمل المحدد بوقت هي الخيار الأمثل بالنسبة إلي.

فقد أبقتني ملتزماً بعملي وسمحت لي بأداء العمل بطريقة منتجة وفعالة ضمن الإطار الزمني المحدد، ولكن بعد الالتزام بها لمدة أسبوع أو نحو ذلك بدأت في ملاحظة تحوُّل في تركيزي؛ فبدلاً من تقييم أيامي بناءً على ما أكملته من عمل أصبحت مهووساً بالمدة الزمنية للعمل بحد ذاتها.

في الحيلة التالية ظننتُ أنَّ التركيز على المهام فقط سيكون هو الحل؛ لكنَّني وجدتُ بسرعة أنَّني سأنسى القيام بمهمة أو سأقضي كثيراً من الوقت مشغولاً بمهمة بسيطة.

بعد ذلك جربت حيلة الجدول اليومي آملاً أنَّها ستجمع أفضل ما في الحيلتين السابقتين، ولكن لم يكن الحال كذلك؛ فمع الالتزامات المختلفة التي تظهر كل يوم أصبح الالتزام بجدول زمني صارم أمراً صعباً.

أمَّا بالنسبة إلى الحيلة الأخيرة فإنَّ طريقة التفكير هذه سببت لي قلقاً شديداً، لقد أحببت الحرية التي توفرها؛ لكنَّني كنت دائماً أفكر فيما يجب فعله.

وهكذا انتهى بي الأمر بإيجاد مزيج مثالي؛ فبعد كثيرٍ من التجارب والفشل جمعت ميزات مختلفة من الحيل الأربع المذكورة لإيجاد حيلةٍ واحدة تناسبني أكثر.

أبدأ حالياً بإعداد قائمة بجميع المهام التي أريد إنجازها خلال يوم، هذه المهام موجهة نحو تحقيق الأهداف التي حددتها مسبقاً، وبعد ذلك أفكر في جميع الالتزامات لليوم التالي.

في هذه المرحلة أبدأ في إنشاء جدول اليوم التالي، ومع ذلك فأنا لا أحدِّد أوقات للقيام بكل مهمة؛ بدلاً من ذلك أضعها في مخططي بالترتيب الذي أريد إكمالها به.

في الختام:

إنَّها جدولة تركز على المهام مع إضافة بعض الأعمال المحددة بوقت، وأنا أحاول العمل على مهامي لأطول قدر من الوقت، فإذا أنجزت المهمة مبكراً لن يتعين علي العمل طوال اليوم، ويمكنني القول إنَّ هذه الممارسة قد رفعت من إنتاجيتي بصورة مذهلة.




مقالات مرتبطة