لماذا يعد إظهار الضعف أقوى سلاح بيد رائد الأعمال؟

قال لي "جيري هينلي" (Jerry Henley)، الرئيس التنفيذي لشركة روبيكون كابيتال (Rubicon Capital)، عندما تحدَّثنا مؤخراً: "يتراجع رواد الأعمال جميعهم خوفاً عندما يبتعدون عن شركاتهم، وإنَّ الشخص الذي يمكِن أن ينهض من هذا الوضع هو القائد الحقيقي". لكنَّني سأذهب إلى أبعد من ذلك وسأقول إنَّ القادة الأبطال ينهضون من هذه الحالة ليقودوا ويتركوا فرقهم ترى كل شيء. هذا هو إظهار الضعف: الانفتاح على الآخرين، والشركات الرائدة والقادة الأبطال يجدون القوة في ذلك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "جيفري هايزليت" (Jeffrey Hayzlett) والذي يُحدِّثنا فيه عن تجربته في استخدام اللين ليصبح قائداً أفضل.

يتطلب إظهار الضعف الشجاعة؛ لأنَّ العديد من القادة يعتقدون أنَّ إظهار الضعف ليس إلا ضعفاً، لكنَّه في الواقع يُقوِّي العلاقات، فكم من علاقاتٍ شخصية قوية وحقيقية بُنِيَت في العمل وفي الحياة على إخفاء عيوبك أو الأخبار السيئة أو المشكلات؟ وكم استمرَّت هذه العلاقات عندما أخفيتَ خيانةً أو غلطةً؟ وكم عدد الأخطاء التي تغاضيتَ عنها لأنَّك أظهرتَ ضعفك بصدق؟

يطلق "شيا سيلي" (Shea Sealy)، رئيس ومؤسس شركة "أدفانسد بيلدينغ كير" (Advanced Building Care)، وهي شركة صيانة وحراسة، على هذه الشجاعة اسم "الوداعة"؛ لأنَّها تحمل أهميةً روحيةً ينساها كثير من القادة والمنظمات في كثير من الأحيان؛ إذ قال: "هل نعترف بصفتنا قادةً ومديرين تنفيذيين بسهولة وبشكل متكرر بإنجازات الآخرين، ونساعدهم على تحويل نقاط ضعفهم إلى نقاط قوة، ونغرس الثقة في نفوسهم؟ كيف نتصرف أو نستجيب عندما نتأذى من تصرفات موظفينا وعملائنا ومنافسينا؟ هل نتصرف بدافع الغضب ونسعى إلى الانتقام، أم أنَّنا نستخدم تلك التجارب الصعبة كفرص لتدريب وتعليم أنفسنا والآخرين؟ هل يبدي السيد يسوع المسيح كلاً من جانبه المُساعد وصفاته القيادية في جميع خدماته الأرضية والإلهية، ألم يفعل هذا بكل وداعة وانضباط وعدم الرغبة في ممارسة السلطة من أجل المنفعة الشخصية. أنا مقتنع تماماً بأنَّ التمتع بفهم أكبر وتطوُّر سمة الوداعة هما ما سيُغيِّر ثقافاتنا حقاً وما سيخلق في نهاية المطاف منظمات رابحة؛ إذ سنشهد من خلالهما زيادةً كبيرة في عدد العلاقات الجديرة بالثقة الموجودة داخل وخارج شركاتنا، وسنكون مستعدين بشكل أفضل للتعامل مع المحن التي لا مفر منها داخل مؤسساتنا".

أحب فكرة التمتع بالقوة خلال الشدائد، فالمرونة ضرورية للقيادة وللمنظمات العظيمة، ولكن لا يمكِنك إظهار المرونة إذا لم تكن لديك الشجاعة لتكون شفافاً بشأن المشكلات والأخطاء أمام موظفيك. تدرك كاثرين مونسون (Catherine Monson)، المديرة التنفيذية لشركة "فاستساينز العالمية" (Fastsigns International)، هذا الرابط بين الشجاعة وإظهار الضعف وكيف يمكِن أن يمنع المشكلات المستقبلية؛ إذ قالت: "يمكِن أن نرى هذه الشجاعة في أي تصرُّف من مواجهة المشكلات إلى إخبار فريقك بالمهام التي ارتكبتَ فيها أخطاءً، ونعقد اجتماعاً للجنة الإدارة كل أسبوعين حيث يجتمع المديرين والمديرين التنفيذيين معاً، وحتى بصفتي المديرة التنفيذية، يتوجب عليَّ استجماع الشجاعة لمشاركة الأخطاء التي ارتكبتُها أمام المجموعة، فلهذه الشجاعة في الحديث عن المشكلات تأثير كبير في الجميع، كما أنَّها تؤدي إلى الشجاعة في الاهتمام عندما يعاني الناس من مشكلات، فهي تقوي فينا الشجاعة لأن نقول: 'لا يهمني ما هي المشكلة، سنعتني بهذا الموظف أياً كانت المشكلة".

إقرأ أيضاً: 10 طرق يفكر فيها رواد الأعمال تفكيراً مختلفاً

كيف تصبح أكثر قدرةً على إظهار الضعف من أجل تقوية علاقاتك إذاً؟ إليك بعض الاقتراحات:

  • التوقف عن التفكير في أنَّك تعرف كل شيء، أو التوقف عن التظاهر بذلك.
  • الاستعداد لمواجهة التحديات والتعلم منها والسماح لفريقك بأن يدفعك قدماً.
  • عدم النظر إلى الاختلاف على أنَّه تحدٍّ لقيمك.
  • التواضع بما يكفي للاعتراف بالعيوب، وليس فقط بالفشل.
  • التعاون والاستعداد لمشاركة الفضل والنجاح.

شاهد بالفيديو: 8 مهارات أساسية يحتاجها رواد الأعمال لتحقيق النجاح

هذا الاقتراح الأخير هام بشكل خاص؛ إذ لم ينجح أي أحد أعرفه دون الآخرين. ربما هؤلاء الناس موجودون، ولكنَّني متأكد من أنَّهم وحيدون أينما كانوا. ولكنَّني لستُ كذلك، فأنا أحب فريقي، وأريدهم أن يدفعوا أنفسهم قدماً وأن يدفعوني معهم، ولقد وجدتُ إظهار الضعف هذا أسهل مع تقدُّمي في السن من بعض النواحي، ولقد حققتُ نجاحات أكثر بكثير من حالات الفشل؛ لذلك لدي ثقة أكبر في شخصيتي، كما أنَّني أقل ميلاً إلى جلد الذات مما كنتُ عليه في السابق، عندما شعرتُ بالقلق بشأن ما إذا كنتُ جيداً بما يكفي أو عندما ترددتُ في قراراتي، فكلما تقدَّمتُ في مسيرتي المهنية، زادت ثقتي بنفسي بشأن ما نقوم به وكيف نقوم به، وكما اكتشفتُ أيضاً ما أريد أن أفعله شخصياً وما لا أريد القيام به.

لكنَّ هذا لا يعني أنَّني أريد ذلك بشكل احترافي لفريقي وعملي، بل أريد أن يكون فريقي ريادياً، وأريده أن يفعل ويرى أشياء لا أراها لكي ننمِّي معاً شركتنا التجارية، لهذا السبب يتمتع فريقي بالحق في الإدلاء بآرائهم، وأحتاج إلى أن أكون قادراً على إظهار ما يكفي من الضعف للسماح لفريقي بالتأثير فيَّ، ليثقوا في أنَّهم قد يرون ويشعرون بأشياء لا أراها وبأنَّهم سيتخذون القرار الذي يصب في مصلحة الشركة رغم ذلك، حتى لو لم يكن هذا ما أريده أو ما أفعله، وهذا شيء جيد، لأنَّني أثق بهم.

 

المصدر




مقالات مرتبطة