لماذا يجب ألا نفعل شيئاً إذا كنا نخشاه؟

يمكنك أن تقوم بكلِّ ما تريده بسلام، عندما بدأت في قراءة كتب عن تحسين الذات، شعرت بالتحفيز والإلهام، ولم أملك أدنى فكرة عمَّا يجب أن أقوم به بالضبط أو لماذا، ولكنَّني شعرت بجرعةٍ من الطاقة، ورغبة في القيام بعمل هائل.



لقد أخبرني كثيراً من معلمي المساعدة الذاتية بأن أخرج من منطقة الراحة الخاصة بي، لدرجة أنَّني اعتقدت أنَّ هذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق أهدافي، والتي ستساعدني لكي أصبح ناجحة.

تقبل فكرة الحاجة إلى "الشعور بالخوف، والقيام بما يجب مهما كلَّف الأمر":

لقد كان الخوف يراودني بشدة قبل القيام ببث مباشر، أو إرسال الرسائل الإخبارية، أو نشر صورٍ لي، أو بيع المنتجات الرقمية، أو مشاركة تقارير الدخل الخاصة بي علناً لأكون صريحةً قدر الإمكان، ولقد أخبرني كثيراً من الناس كيف يعجبون بثقتي، وبالطريقة التي أظهر بها على الإنترنت، لكنَّهم لا يرون ارتفاع مستويات الكورتيزول (Cortisol) لديَّ، أو مدى تعرُّق راحة يدي، أو ارتفاع معدل ضربات قلبي قبل القيام بكلِّ هذه الأشياء المخيفة.

من بعض النواحي، هذا أمر جيد لأنَّ وظيفتي هي أن أجعل الأمور تبدو أسهل، وكذلك تشجيع رواد الأعمال الطموحين على المحاولة، لكنَّ هذا الأمر سيئ ​​أيضاً لأنَّه يعطي تصوراً خاطئاً للواقع.

أنت تشعر بالخوف في مثل هذه المواقف لأنَّك تتوقع الألم، وكذلك لا تخشى ما عليك القيام به، لكن تخشى ما قد يحدث عندما تسوء الأمور، وبالنسبة إلي، كنت خائفة عندما استضفت أول تدريب مباشر قدمته بالفيديو؛ لأنَّني كنت أعرف أنَّ ثمة كثيراً من الأشياء التي يمكن أن تسوء:

  1. قد يكره الناس صوتي أو لهجتي أو المحتوى الخاص بي.
  2. قد يتركون تعليقات بغيضة في أثناء البث المباشر.
  3. قد يكرهون المحتوى الذي أشاركه.
  4. قد يتعطل اتصال الإنترنت أو الكمبيوتر المحمول أو الكاميرا فجأة.
  5. قد أنسى ما يجب أن أقوله أو أتكلم كلاماً فارغاً.

هذه بعض سيناريوهات الرعب العديدة، ولو حدث أيٌّ من ذلك كنت سأشعر بشعور مروِّع؛ لهذا السبب شعرت بالخوف؛ فجميعنا نعلم كيف هو شعور الخوف؛ تتسارع نبضات قلبك، وتتعرق راحة يديك، وتشعر بالضيق في صدرك، وبشعور مزعج في معدتك، وترغب في الهروب فقط.

عندما تشعر بهذا الشعور، لديك خياران:

  1. يمكنك تجاهل الخوف، والقيام بما يجب عليك على أيَّة حال هذا ما قمت به.
  2. أو يمكنك محاولة القضاء على الخوف، والتأكد من أنَّك تشعر براحة أكبر قبل القيام بما يجب عليك فعله.

لقد اتخذت الخيار الأول دائماً لأنَّني شعرت أنَّه ليس لدي خيار آخر حتى، وهذا ما كانت تعظ به جميع الكتب التي قرأتها، ومقاطع الفيديو التي شاهدتها؛ لذلك اعتقدت أنَّها الطريقة الوحيدة للحصول على ما أريد، لكن بالنظر إلى الوراء، أصبحت أعرف أنَّ الأمر ليس كذلك، وأتمنى لو أنَّني كنت أكثر تفهماً ولطفاً مع نفسي.

بدلاً من دفع نفسي لتجاهل المواقف المخيفة أحاول الآن أن أعامل نفسي كما لو كنت أعامل شخصاً أهتم به حقاً، وبدلاً من مجرد تجاهل خوفي أصبحت أسأل نفسي ما الذي أخاف منه بالضبط، وما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث، وكيف يمكنني أن أجعل نفسي أكثر راحة لأكون أقل خوفاً، وأكثر حماسة بشأن الأشياء التي يجب أن أقوم بها.

إقرأ أيضاً: 6 حقائق غريبة عن الشعور بالخوف

الحقيقة المزعجة:

الحقيقة المزعجة هي أنَّ الخوف يبقيك في منطقة الراحة الخاصة بك. صحيح أنَّ معظم الأشياء التي تريدها في الحياة تقع خارج منطقة راحتك، سواء الجسم الذي تريد التمتع به، أم التغييرات المالية التي تريدها، أم سيارة أحلامك، أم العلاقة التي تسعى إليها، كلُّ شيء تقريباً يستحق الحصول عليه، يتطلب منك القليل من الانزعاج، لكن ما يزال بإمكانك أن تكون لطيفاً ومرناً بدلاً من أن تكون قاسياً.

كان بإمكاني بدلاً من دفع نفسي للظهور في عدد من مقاطع الفيديو المباشرة المليئة بالخوف، قضاء مزيد من الوقت للاستعداد والبدء بالبث بثقة وسعادة أكبر، وكان بإمكاني أن أخطو خطوة واحدة في كلِّ مرة بتسجيل مقاطع الفيديو وتحميلها قبل أن أبدأ بالبث المباشر، وبدلاً من استضافة جلسات لمدة ساعة، كان بإمكاني القيام بالبث المباشر لمدة 10-15 دقيقة فقط أولاً.

إنَّ الخوف هو أمر طبيعي، وإذا كنت تريد إجراء التغييرات، فعلى الأرجح ستحتاج إلى التغلب على خوفك، لكن ليس عليك إخافة نفسك لدرجة كبيرة جداً؛ بل بدلاً من ذلك، يمكنك استثمار خوفك بوصفه إشارة لأخذ مزيد من الوقت واكتشاف سبب خوفك وسبب أهميته، وكيف يمكنك تجنب الألم المحتمل.

شاهد بالفديو: 8 أسرار لتعزيز الثقة بالنفس

إليك تمرين سهل لمساعدتك على التعامل مع مخاوفك ومواقفك المزعجة تعاملاً أفضل:

كلَّما تغلبت على تحدٍّ ما دوِّنه على الورق، واحتفظ بدفتر يوميات أو مستند مليء "بلحظات النجاح" التي تفتخر بها حقاً، وفي المرة القادمة التي تكون فيها على وشك الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك، ألق نظرة على اللحظات التي تفتخر بها، وذكِّر نفسك بكلِّ الصعوبات التي تغلبت عليها بالفعل.

في الواقع، يمكنك أن تبدأ الآن، ما عليك سوى إحضار دفتر ملاحظات أو قطعة من الورق وتدوين الملاحظات المتعلقة بالتحديات التي تغلبت عليها في السنوات القليلة الماضية، والحقيقة هي أنَّنا جميعنا نواجه الصعوبات، وبصرف النظر عن مدى حظنا أو نجاحنا ما تزال الحياة مليئة بالتحديات؛ لذا اكتب ما تفتخر به، وتأكد من استخدام هذه القائمة بوصفها مصدراً للتشجيع.

بالنسبة لي بعد اتباع قاعدة "الشعور بالخوف والقيام بما يجب عليَّ على أيَّة حال" لمدة طويلة بعض الشيء، اعتدت على القيام بأشياء أشعرتني بالإزعاج، لقد وضعت نفسي في عديد من المواقف المزعجة لدرجة أنَّني قمت ببناء المقاومة والثقة حتى لا تخيفني التحديات بعد الآن، لكنَّني أعلم أنَّ الأمر يختلف من شخص لآخر.

إقرأ أيضاً: كيف تواجه مخاوفك اللامنطقية وتبقى قوياً رغم جميع الظروف؟

في الختام:

أنا هنا لأخبرك أنَّك لست بحاجة إلى الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك أو القيام بأشياء مخيفة بالنسبة إليك بصرف النظر عمَّا تسعى إليه بالضبط، لديك على الأرجح عشرات الطرائق المختلفة لتحقيق هدفك؛ لذا اختر المسار الذي يناسب شخصيتك واحتياجاتك بأفضل شكل.

ليس بالضرورة أن تخرج نفسك من منطقة الراحة الخاصة بك إذا كان ذلك سيشعرك بالتعاسة والقلق، اشعر بالخوف، وتوقف، وفكر، وخذ نفساً عميقاً، وقم بما تريد القيام به إذا كنت ترغب في ذلك فقط.

المصدر




مقالات مرتبطة