لماذا نشعر بالذنب عندما نأخذ استراحة؟

يعاني بعضنا من صعوبة في أخذ استراحة حتى خلال الجائحة، وتشرح الكاتبة سيلسيت هيدلي (Celeste Headlee)، مؤلفة كتاب "لا تفعل شيئاً" (Do Nothing) السبب وراء شعورنا بالذنب إزاء الراحة.



تقول سيلسيت إنَّه وبصفتها كوتشاً، فقد تواصلت مع العديد من روَّاد الأعمال الذين استنفدوا طاقاتهم وأفنوا أنفسهم وشعروا بالذنب أكثر من اللازم، وهذا كله قبل اندلاع الجائحة، كما أنَّها تشارك في كتابها الجديد: "ابدأ تأسيس مستقبلك منذ هذه اللحظة" (Build From Now)، أنَّها لم ترغب أن تقول للناس إنَّها أخذت قيلولة في ذلك اليوم، بينما كان عملها الجديد يعاني من أزمة.

وأشارت هيدلي إلى نقطة هامة في المدوَّنة الصوتية: "أفضل ما في الأمرين" (Best of both worlds)، الذي قدمته خبيرة إدارة الوقت "لورا فاندركام" (Laura Vanderkam)؛ وهي أنَّها تحاول فصل فكرة الكسل عن الراحة من العمل؛ وذلك لأنَّهما يختلفان، وإذا كنَّا نظن أنَّ الراحة والكسل وجهان لعملة واحدة، فسينتابنا شعور الذنب كلَّما خفَّ نشاطنا عن العمل؛ وذلك لأنَّ الدماغ البشري لا يستمر في العمل طويلاً؛ إنَّما يعمل على فترات، ومن ثمَّ هناك ثلاثة دروس هامة هنا:

1. تستغرق العبقرية وقتاً:

لقد خصص أعظم أيقونات عالم الأعمال في السنوات الأخيرة، بدءاً من رجل الأعمال وارن بافيت (Warren Buffett) إلى بيل غيتس (Bill Gates) والراحل ستيف جوبز (Steve Jobs)، وقتاً للتفكير.

لقد علَّم وارن بافيت (Warren Buffett) صديقه بيل غيتس (Bill Gates) ألا يجعل جدول أعماله مكتظاً؛ حيث يأخذ الأخير ما لا يقل عن أسبوع في السنة للراحة وقراءة الكتب، كما كان ستيف جوبز (Steve Jobs) يأخذ نزهات طويلة تساعده على التخطيط للاجتماعات، أو ليتسنى له إيجاد الهدوء ليستطيع التفكير، وهذا هو السبب في أنَّ أفضل أفكارنا تأتينا في الحمام أو بينما نتدرب أو في أثناء اللعب مع الأطفال.

وقد كتبت هيدلي عن هذا الموضوع كثيراً؛ حيث يواصل دماغنا العمل للتوصل إلى حلول لمواجهة العقبات التي تعترضنا، حتى عندما لا نكون في وعي تام، ووجدت الدراسات أنَّ المشكلات تفسح مساحة للدماغ للعمل بهدوء، وهذا كله يتطلب جدولة مواعيدك لإيجاد وقت للراحة.

شاهد بالفديو: 6 أمور عليك فعلها عندما ينهكك العمل

2. تركيز الانتباه:

عندما تخفف من وتيرة عملك، يمكنك التخطيط لخطوتك التالية وتحديد الأمور التي عليك تخصيص الوقت لها؛ حيث ذكر المؤلِّف آدم غرانت (Adam Grant) في كتابه: "فكِّر ثانية" (Think Again)، أنَّ الأمر لا يتعلق بإدارة الوقت؛ وإنَّما بإدارة الانتباه، وعلى ماذا ينبغي أن يكون تركيزك محصوراً.

وقد أصبح الأمر الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى، فوفقاً لدراسات حديثة، ازداد وقت أيام عملنا في فترة الجائحة مدة ساعة تقريباً؛ وذلك لأنَّه من السهل جداً الاستمرار في العمل عندما تفعل ذلك من طاولة المطبخ أو غرفة الجلوس، بدلاً من الذهاب إلى المكتب؛ ولذا تحتاج إلى التوقف للتخطيط أو أخذ استراحة.

إقرأ أيضاً: لماذا يعدُّ التخطيط ليوم العمل أمراً حاسماً لتحسين الإنتاجية؟

3. عدم الشعور بالخجل عند أخذ استراحة:

انشغالك في العمل هو وسام شرف لك خاصة في الثقافة الغربية، ولكنَّ هذا الأمر لا ينجح؛ فأن تكون مشغولاً لا يعني أن تكون منتجاً، ومع ذلك نُصاب بالإحباط عندما لا نحرز التقدُّم المرجو؛ حيث أظهرت الجائحة أنَّ العمل 24 ساعة ليس الحل.

وكما هو الحال فنحن لا نعترف بأنَّنا مشغولون عندما لا نعرف السبب وراء انشغالنا، ويعزى السبب في بعض الأحيان إلى الخوف من أحكام الآخرين - وخاصة عندما نكافح للنجاح في العمل - أو ربما قد نحتاج إلى البقاء مشغولين لتجنب التفكير في أمر يقلقنا، مما سيؤثر سلباً في إنتاجيتنا في كلتا الحالتين.

المصدر




مقالات مرتبطة