لماذا فرصتك في تحقيق النجاح كبيرة؟

هل سبق أن خطرَت على بالك فكرة ألهمتك للقيام بشيء مذهل في حياتك؟ بالتأكيد حصل معك ذلك؛ فلا يقتصر الأمر على أشخاص محددين، فالجميع يحلم، ومن المؤكد أنَّ معظم هذه الأحلام تتلاشى مع انتقالنا إلى مرحلة البلوغ التي تستدعي مواجهة ما يسمى الواقع المتمثل في كسب لقمة العيش وتكوين أسرة والتفكير في مستقبلنا، لكن هذا لا يعني أنَّه لا يوجد جزء صغير منك يتمسك بهذه الأحلام على أمل أنَّها قد تتحقق بطريقة ما.



لتحويل هذا الأمل إلى حقيقة، يجب عليك الالتزام بتحقيق أحلامك واتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيقها، وبقدر ما يتخيل كثيرون منا القيام بذلك، فإنَّ القليل منهم سيتجاوزون هذه العتبة؛ لذا سنتحدث اليوم عن سبب ذلك، وفي الواقع، سنركز على سبب واحد هام، الذي يمثل العامل الرئيس في منعك من الإقبال على مغامرة العمر.

انعدام الإيمان بأنَّ تحقيق الأحلام أمر ممكن:

بالتأكيد هذه هي نقطة الخلاف بالنسبة إليك، إضافة إلى عدم وضوح ما هو حلمك في الواقع، ففكر في الأمر، ما هي الرسالة الرئيسة التي تسمعها عندما يتعلق الأمر بفرص قيامك بشيء غير عادي في حياتك؟ أقبل على تحقيق هدفك، وكرِّس نفسك له، ففرصتك كبيرة في النجاح، أو حذارِ، فنسبة قليلة جداً من الناس استطاعت تحقيق النجاح.

اعتماداً على عمرك في ذلك الوقت، قد تأتي هذه الرسالة من الآباء والمعلمين والاستشاريين المهنيين وزملاء العمل، وحتى الأصدقاء والشركاء، فعندما تتكرر وتعززها وسائل الإعلام أيضاً، فإنَّ حلمك في القيام بأمر هام في حياتك سيبدو سخيفاً في النهاية.

هذا ما يحدث، تتكرر الرسائل السلبية مراراً وتكراراً، ونقبلها في النهاية، وتتحول إلى اعتقاد مُقيِّد يمنعنا من العمل، فنحن أشخاص عقلانيون، وسنختار العمل بحذر تجنباً للفشل، ونقبل بحياة متواضعة بدلاً من خوض التحديات التي قد تؤدي إلى كارثة وفرص نجاحها ضئيلة جداً، ولكنَّ هذا المفهوم غير صحيح؛ وذلك لأنَّ احتمال نجاحك أكبر مما تعتقد.

شاهد بالفيديو: 5 اقتباسات من روبن شارما تساعدك على الانتقال إلى مستوى جديد من النجاح

تقسيم الناس إلى فئات:

يمكن تقسيم الناس إلى أربع فئات متميزة عندما يتعلق الأمر بعيش أحلامهم، وتنطبق هذه الفئات - بصرف النظر عن عدد الأشخاص المتنافسين - على حلمهم المحدد (على سبيل المثال، شخص حلمه أن يصبح لاعب كرة قدم محترفاً، وآخر حلمه أن يصبح رساماً مشهوراً، وشخص حلمه نشر كتاب عن الطبخ).

في الواقع، يوجد كثير من الأشخاص المنافسين من حولك، فمن الواضح في حالة لاعب كرة القدم المحترف، ستكون المنافسة أوسع بكثير، وفي مجال الرسم ستكون المنافسة أقل، لكن بصرف النظر عن عدد منافسيك، يمكنك إزاحة 90% منهم، وهؤلاء هم:

1. الأشخاص المماطلون:

إنَّهم من الأشخاص الذين يتحدثون كثيراً، ولكنَّهم يفعلون القليل جداً؛ فلن يتواصلوا مع الآخرين، ولن يشتركوا في دورة تدريبية، ولن يبحثوا عن أي شيء، وكل ما سيفعلونه هو الكلام.

2. الأشخاص المحاولون:

إنَّهم في مستوى أعلى من الأشخاص المماطلين، ومع ذلك، ليسوا منافسين مباشرين؛ إذ سيعمل الشخص المحاول على السعي إلى تحقيق أهدافه لمدة عام أو نحو ذلك، وعندما يجد صعوبة في المهمة التي يواجهها، سينسحب بسبب إيمانه بضآلة فرص نجاحه.

3. الأشخاص الثانويون:

هذه الفئة تحقق أحلامها لكن بمستوى منخفض، لذلك في حالة لاعب كرة القدم المحترف، سيتمكن من توقيع عقد، لكن مع فريق من درجة أدنى، وبالنسبة إلى الشخص الذي يرغب في أن يصبح رساماً مشهوراً، سيتمكن من بيع بعض اللوحات، لكن ليس بما يكفي لدعمه مالياً، ومع ذلك، بعد بضع سنوات، سينسحب هؤلاء الأشخاص من السعي وراء أحلامهم، وبالنسبة إلى لاعب كرة القدم، قد يكون السبب هو الخوف من الإصابة، وبالنسبة إلى الشخص الذي يرغب في نشر كتاب الطهي الخاص به، فقد يكون السبب هو الرفض المتكرر لنشر كتابه.

4. الأشخاص الحالمون المُنجِزون:

تتضاعف فرصك في النجاح بسبب عامل يتجاهله الحالمون المنجزون عندما يتعلق الأمر بالنجاح في عيش أحلامهم، وهو أنَّك لست مضطراً أن تكون الأفضل، ففي حالة كرة القدم، يوجد "ميسي" (Messi) و"رونالدو" (Ronaldo)، وفي مجال الطبخ، يوجد الشيف "جوردون رامزي" (Gordon Ramsey)، والشيف "جيمي أوليفر" (Jamie Oliver)، وفي مجال صناعة المشروبات الغازية، هناك شركة "كوكا كولا" (Coca Cola) وشركة "بيبسي" (Pepsi)، لذلك لا تدع الخوف من أن تكون الأفضل يمنعك من تحقيق حلمك، فليس من الضروري أن تكون كذلك.

إقرأ أيضاً: الشخصية الواقعية والشخصية الحالمة: 8 أمثلة على اختلاف الشخصيتين

مثال عن نظرية العمل:

يقيني في النظرية العملية يأتي من عملي بصفتي كوتش تنس، ولأكثر من 10 سنوات، رأيت الأطفال يتطورون ويتقدمون ويتوقفون عن أحلامهم للعب التنس المحترف، فهي رياضة صعبة، وربما يوجد 600 لاعباً في العالم يمكنهم دعم أنفسهم من اللعب وحده، ومنهم 200 فقط يكسبون الأموال اللازمة لإعالة أنفسهم بعد التقاعد.

نتيجة لذلك، لا يوجد والد يفكر بجدية في فكرة أنَّ طفله سيصبح محترفاً؛ بل سيكون سعيداً بالدفع من أجل تدريبه وسيُسعد بتقدمه، لكن سرعان ما يجد بأنَّ فرصه في النجاح ضئيلة جداً، ومع ذلك، يحدث شيء غريب بسبب هذا الاعتقاد.

في حين أنَّه يوجد الآلاف من الأطفال الموهوبين يتنافسون، لكنَّ القليل منهم يظن أنَّه سيصل إلى الاحتراف، وسيتوقف جميع الأطفال تقريباً عن التنافس في مرحلة ما بين سن 10 و18 عاماً، وإذا استمر البطل الطامح في هذا المسار، فسيكون لديه فرصة حقيقية لتحقيق ذلك.

كذلك الأمر بالنسبة إلى الكتابة؛ إذ يوجد عدد كبير ممن يظنون أنَّهم قادرون على تأليف كتاب، ولكنَّ عدداً قليلاً منهم يشرع بالكتابة، وعدداً أقل يكمل كتابه حتى النهاية، وبذلك يخلو لك الميدان وتزيد فرصك في النجاح.

إقرأ أيضاً: 15 مهارة جديدة مطلوبة يجب أن تتعلمها حتى تحقق النجاح

في الختام:

لا تقلل أبداً من مدى قوة اتخاذ القليل من الإجراءات نحو تحقيق حلمك، وبالتأكيد، هذا لا يضمن النجاح، ولكنَّ التغلب على المعتقدات المُقيِّدة يمنحك الفرصة لتعلُّم المزيد والنمو والتطور وزيادة ثقتك من خلال بناء النجاح، والآن لديك صورة أوضح بكثير عن طريقة تحقيق حلمك، وما بدا مستحيلاً سيبدو ممكناً.




مقالات مرتبطة