لماذا تهاجم بعض الحيوانات الإنسان؟

من النحل إلى الفيلة، ينقلب المزيد من الحيوانات على البشر، وتختلف تقديرات وفيات هجوم الحيوانات من سنةٍ إلى أخرى؛ لذلك من الصعب العثور على رقمٍ عالميٍ محددٍ؛ إذ ترجع معظم هجمات الحيوانات إلى قيامنا نحن البشر بأشياء غبية، في حين أنَّ الهجمات الأخرى تستند تماماً إلى وليست أبداً بسبب الاستفزاز أو لأسبابٍ محددةٍ أخرى، وفي كلتا الحالتين تعرُّضك لهجومٍ من قِبل أي حيوانٍ هو أمرٌ مخيف وقد يكون مميتاً أحياناً.



  1. في دول شمال إفريقيا، تقتل الأسود نحو 100 شخص كل عامٍ.
  2. وفقاً لقناة (National Geographic) الوثائقية (Elephant Range)، يُقتل نحو 500 شخصٍ بهجمات الفيلة كل عامٍ.
  3. وفقاً لدراسةٍ أجرتها جامعة "ستانفورد"، فإنَّ أكثر الحيوانات التي تقتل الأمريكيين هي الدبابير والنحل والكلاب.

هذه ليست سوى بعض من الحالات من بين آلاف الحالات في جميع أنحاء العالم، والأسئلة التي تظهر بعد ذلك هي ما وراء هجمات الحيوانات القاتلة؟ وكيف تحافظ على سلامتك حول الحيوانات ولا تكون ضحيةً؟ تابع القراءة للحصول على درسٍ في الصراع بين الإنسان والحيوان.

أسباب هجوم الحيوانات:

تهاجم الحيوانات البشر لأسبابٍ متنوعةٍ، ومعرفة "لماذا" يمكن أن تساعد على فهم ما لا يجب فعله في حالات كهذه:

1. التهديد أو الخوف المتوقع:

تواجه معظم الحيوانات خطر الافتراس، ولتجنب خطر الإصابة أو القتل تستخدم الحيوانات تكتيكاتٍ لخداع الحيوانات المفترسة وفي بعض الحالات نحن البشر نُعَدُّ تهديداً - وفي حال فشل هذه الاستراتيجيات، تبدأ غريزة القتل لديهم بالتحرك وتبدأ بشن الهجمات.

فالجاموس الإفريقي المعروف أيضاً باسم الموت الأسود هو أفضل مثالٍ؛ إذ يُعَدُّ الجاموس الإفريقي الحيوان الأكثر عدوانيةً عندما يصاب أو إن اكتشف تهديداً يحيط بصغاره في القطيع، كما أنَّ الأسود قد تهاجم البشر بدافع الخوف لتحمي نفسها عند اقترابهم منها لمسافةٍ قريبةٍ.

2. لأجل الطعام:

عندما يهاجم حيوانٌ لاحمٌ إنساناً، غالباً هو لا يميز طبيعة الفرائس التي يقتات عليها، فالهام هو أنَّها لحمٌ، ويشير علماء الحياة البرية إلى عدم وجود تصنيفٍ يخضع له الحيوان في انتقائه الفرائس البرية الأخرى.

وفقاً لدراسةٍ نُشرت في مجلة (Human-Wildlife Interaction)، قام الباحثون في معهد "بريمان" بجامعة ولاية "يوتا" بتحليل هجمات النمور حول محمية "بينسار" للحياة البرية في "الهند"، وخلصوا إلى أنَّ النمور أُجبرت على قتل الماشية بسبب قلة فرائسها الطبيعية، وفي بعض الحالات هاجمت البشر لتقتات عليهم.

3. الحفاظ على النفس:

في بعض الأحيان تهاجم الحيوانات البشر لأنَّها تضطر إلى ذلك أو تجبر على ذلك، فمنذ زمنٍ بعيدٍ هاجم البشر الحيوانات البرية وحبسوها وقتلوها، وقد خلفت هذه الأفعال خوفاً عميقاً من البشر واندفاعاً متزايداً للهجوم عليهم إذا شعرت بالتوتر أو القلق أو الخوف من مجرد وجودنا حولهم.

4. حماية صغارها:

الحيوانات توفر حمايةً فائقةً لصغارها؛ إذ يوجد في مملكة الحيوان آباءٌ مخلصون مثل الأسود وذئاب القطب الشمالي والغوريلا والثعلب الذهبي والأمهات الوفيات مثل إناث الفيلة التي لن تتوقف عن حماية صغارها من الأذى، وهذا يشمل طرد البشر أو حتى قتلهم.

5. المقاطعات الجديدة:

بسبب الانفجار السكاني يحتاج العالم إلى بناء مليارات المنازل الجديدة كل عامٍ، ومع زيادة الطلبات على المنازل من المحتمل أن يستمر الجنس البشري في الانتقال إلى أماكن جديدةٍ، وكعادتنا نصبح فاعلين في إزالة الغابات وتهديد الحياة البرية، والنتيجة ستقوم الحيوانات البرية بالدفاع عن أراضيها وتصطاد الأشخاص الذين يهددون منازلها.

خير مثالٍ عن ذلك هو فرس النهر؛ إذ يقتل أناساً سنوياً أكثر من أي حيوانٍ آخر، فمعظم هجمات فرس النهر هي بدافع الخوف من فقدان أرضه، وتكون فرص الهجمات المتعمدة عاليةً خاصةً عندما يتنقل البشر بين أفراس النهر حين تكون في المياه الضحلة.

6. لا يخوض البشر قتالاً جيداً:

على مر السنين قمنا نحن البشر بإزالة أنفسنا بشكلٍ فعالٍ من السلسلة الغذائية، وهذا جيدٌ بطريقةٍ ما لأنَّه لا يتعين علينا الذهاب في رحلات صيدٍ للحصول على الطعام أو القتال من أجل الأراضي والبقاء على قيد الحياة والتعايش مع أنواع الحيوانات البرية الأخرى.

لكنَّ الجانب السلبي هو أنَّ ذلك جعل من البشر فريسةً سهلةً، فنحن غير معتادين على المطاردة، لدرجة أنَّه عندما تسير الأمور بخلاف المتوقع، نشعر بالذعر ونبقى واقفين بدلاً من الفرار أو القتال، وينتهي بنا الأمر إلى أن نكون فريسةً مستساغةً.

تُظهر بعض الدراسات التي أُجريت على أنماط هجوم النمور أنَّ الحيوانات تنجذب إلى طعم دم الإنسان ولحمه بمجرد تجربته لمرةٍ واحدةٍ، وهذا ما يفسر الكثير من هجمات النمور الفردية على القرى والمناطق القريبة من الغابات.

7. عدم تحديد هوية الفريسة:

من الأسباب الأكثر شيوعاً وراء هجمات أسماك القرش غالباً لأنَّها تعتقد أنَّنا طعامٌ؛ إذ لا تستطيع رؤيتنا جيداً ولا تستطيع التمييز بيننا وبين فرائسها الطبيعية، ومن المرجح أن يكون راكبو الأمواج في منطقة الخطر؛ وذلك لأنَّ لوح التزلج يجعلهم يبدون وكأنَّهم فقماتٌ، والفقمة تُعَدُّ من الوجبات المفضلة للعديد من أنواع القروش.

8. الجهل البشري:

في معظم الحالات يتعرض البشر للهجوم بسبب أخطائهم، فإنَّ رؤية الحياة البرية عن قربٍ والتقاط الصور أمرٌ رائعٌ، لكن ثمة فرقٌ كبيرٌ بين الحفاظ على مسافةٍ آمنةٍ وبين الاقتراب منها لالتقاط صورةٍ ذاتيةٍ أو مقطع فيديو، ولسوء الحظ لا يعرف الكثير من الأشخاص الذين يخرجون لقضاء إجازاتهم في البرية ذلك؛ إنَّهم ببساطةٍ يغزون منازل الحيوانات ومساحاتها ويتعرضون للهجوم في المقابل.

ما الذي يمكن أن يفعله البشر لمنع تلك الهجمات؟

التحضير هو مفتاح الأمان في البرية والهروب من هجمات الحيوانات، وإليك ما يجب فعله:

1. قم ببعض الأبحاث:

إنَّ التجول في البرية دون عمل أبحاثٍ عنها وعن طبيعة حيواناتها هو أمرٌ غير مقبولٍ وخطرٍ، فقبل السعي وراء شغفك بالهواء الطلق، خصص بعض الوقت للتعرف إلى التضاريس والحيوانات المحلية التي يحتمل أن تكون خطرةً، ومن الهام أيضاً معرفة النقاط الساخنة التي يجب على المرء تجنبها.

يقول مرشدو وخبراء الحياة البرية أيضاً إنَّ السير في عالم الحيوانات بخوفٍ أمرٌ سيئ، واليوم أصبح التحضير الأساسي أسهل من أي وقتٍ مضى، بفضل العديد من مقاطع الفيديو والأدلة المتوفرة على موقع (YouTube)، وتمتلك معظم المنتزهات الوطنية مواقع ويبٍ تسرد جميع المعلومات التي يحتاجها المرء.

2. ابقَ هادئاً:

إنَّ الصراخ أو الجري أو أي شكلٍ آخرٍ من أشكال الذعر هو أسوأ عدوٍ، فعندما يفعل البشر ذلك، ستَعُدُّهم الحيوانات إما فريسةً أو خصماً أو خطراً يهدد حياتها؛ نعم، من المستحيل توقع كيف سنتصرف خلال لقاءٍ قريبٍ مع حيوانٍ بريٍ، لكنَّ الحفاظ على لغة جسدٍ لطيفةٍ وهادئةٍ أمرٌ هامٌ، ففي معظم الأوقات لا تتسبب الحيوانات في أي ضررٍ إلا إذا تعرضت للتوتر أو شعرت بالتهديد.

3. ابقَ بعيداً حتى لو كان الحيوان ودوداً:

ما لم يكن هناك مدربٌ للمساعدة لا تقترب من الحيوانات حتى لو كانت لطيفةً أو ودودةً أو تبدو مروَّضةً، فمعظم هجمات الحيوانات البرية في المتنزهات ومحميات الحياة البرية المبلَّغ عنها حتى الآن "غير متوقعةٍ" ومن الحيوانات المروَّضة، وتذكَّر دائماً "تجنَّب المواجهات القريبة خاصةً عندما يتعلق الأمر بالفيل أو الزرافة أو الكنغر أو الحمار الوحشي أو فرس النهر".

4. توقَّف وابقَ منتصباً:

تشتهر القطط الكبيرة بمطاردة ضحيتها عن عمدٍ، وسوف تتبع أيَّة فريسةٍ حتى تجد اللحظة المناسبة للقتل، ولا تهاجم عموماً البشر الذين يسافرون في مجموعاتٍ، أما إذا تقطَّعت بك السبل وواجهت قطةً كبيرةً فلا تركض؛ بل قف منتصباً ولا ترفع عينيك عن الحيوان أو تدير ظهرك أو تنحني، فهذا سيوفر لك بعض الوقت ليدعك ويرحل أو لتستغفله وتهرب.

5. أصدِر ضجيجاً:

عند الاستكشاف أو التنزه في منطقةٍ تنتشر فيها الدببة، قم بإصدار أكبر عددٍ ممكنٍ من الأصوات الصاخبة؛ إذ يمكنها سماع البشر قبل أن تراهم وستتجنب مصدر الضوضاء العالية، وغالباً ما يحمل المتجولون والمتنزهون في الجبال علباً من الصفيح لإبعاد الدببة.

6. احمل رذاذ الفلفل:

البخاخات ستُثني الحيوانات البرية مثل الدببة عن الاقتراب من البشر، ورذاذ الفلفل سيجعل عيون الحيوانات تحترق وتختنق.

7. اتبع قواعد التخييم:

عند الخروج للتخييم، حافظ على نظافة المنطقة واحفظ الطعام غير المأكول في حاوياتٍ محكمة الإغلاق ولا تترك الطعام في مكانه، ولا تطعم أبداً حيواناتٍ مثل السناجب أو الغزلان، فقد تجذب اللبوات والحيوانات المفترسة الأخرى، وأيضاً تجنَّب الرائحة النفاذة أو الأطعمة النيئة لأنَّها ستجذب الحيوانات البرية إلى منطقة المخيم وهو أمرٌ خطيرٌ؛ لذلك استخدم دائماً الأطعمة المعلبة عند الذهاب إلى التخييم.

8. لا تخرج من مركبة السفاري:

إذا كنت في رحلة سفاري للحياة البرية، فابقَ في سيارتك، فمن الأسباب الرئيسة لذلك هو أنَّ الحيوانات البرية في رحلات السفاري توجد حول السياح ومراكبهم، وفي اللحظة التي ترى فيها الحيوانات الناس يخرجون من السيارة، فإنَّها تشعر بالتهديد وتشن هجوماً.

9. لا تطعم الحيوانات:

أحياناً بدافع الإثارة أو من خلال رؤية الطبيعة الودية للحيوانات، يحاول الناس إطعامها، فيمكن أن يكون هذا خطأً خطيراً وخاصةً في أثناء جولات الحياة البرية، ويقول خبراء البرية إنَّ إطعام الحيوانات قد يعوق غرائزها الطبيعية في البحث عن الطعام.

10. احتفظ بالمصابيح الكهربائية مطفأةً:

فهذا من أهم أسباب هجمات الحيوانات في جولة الحياة البرية، وعلى الرغم من النصائح الإرشادية لإيقاف تشغيل مصابيح الجوال والكاميرا، لا يكاد الكثير من الزوار ينتبهون إليها أو يراعونها؛ إذ يخيف المصباح الحيوانات البرية وتصبح عنيفةً وتهاجم الزوار في النهاية.

إقرأ أيضاً: المحميات الطبيعية: أنواعها وأهميتها

11. حاول الاندماج:

معظم محميات الحياة البرية والمتنزهات لديها قواعدٌ لارتداء ملابس مموهة أو ألوان محايدة خاصةً للجولات سيراً على الأقدام؛ وذلك لأنَّ ارتداء الألوان الزاهية قد يجذب الحيوانات، ومن ثمَّ يزيد من مخاطر التعرض لهجماتٍ غير متوقعةٍ.

إقرأ أيضاً: روعة الحياة البرية ورحلات السفاري في كينيا

في الختام:

لا ينبغي أن تكون لدى المرء فكرةٌ خاطئةٌ مفادها أنَّ هجمات الحيوانات القاتلة محصورةٌ في الحيوانات المفترسة مثل القطط الكبيرة والزواحف، والحقيقة هي أنَّ حتى حيوان المزرعة غير المؤذي يمكن أن يتسبب أيضاً في وفياتٍ؛ لذا من الأفضل أخذ الحذر دائماً في أثناء التعامل مع أي حيوانٍ ولو كان قطاً صغيراً ولطيفاً، ودمتم سالمين.

Why Do Animals Attack Humans (and Ways to Prevent it)




مقالات مرتبطة