لِمَ تُعدُّ قدرتك على الإبداع من أهم مهارتك؟

يُعدُّ الوصول إلى أقصى إمكاناتنا الإبداعية في وظائفنا أو مهننا، أمراً بالغ الأهمية لتحقيق النجاح وعيش حياة مُرضية وذات معنى؛ حيث أجرت العديد من الشركات، ومن ضمنهم شركة الحواسيب آي بي أم (IBM) وشركة البرمجيات أدوبي (Adobe)، استبيانات مكثفة مع شركاتٍ تعمل في عشرات المجالات في مختلف أرجاء العالم، ووجدوا أنَّ الإبداع هو أكثر مهارة مطلوبة يصعب العثور عليها.



لم يكن الوقت في يومٍ من الأيام ملائماً أكثر ممَّا هو الآن لتطوير إبداعنا وقدرتنا على الإبداع، بغضِّ النظر عن هويتنا وما هو عملنا؛ وذلك لأنَّ كل فرد منَّا لديه القدرة على الإبداع والابتكار، وقد تم الاستيلاء على هذين المفهومين من قِبل بعض الشركات في عالم التكنولوجيا والعلوم والأعمال على مدار الثلاثين عاماً الماضية، ولكن حان الوقت لاستعادتهما ليستفيد منهما أيُّ شخص يريد التغيير في حياته وأعماله.

في عامي 2019 و2020، حلَّل موقع "لينكد إن" (LinkedIn) المعلومات الموجودة في شبكته، بحثاً عن المهارات الأكثر طلباً، فكانت المهارة الأكثر طلباً هي الإبداع، وفي الوقت نفسه تقريباً، أطلق المنتدى الاقتصادي العالمي (World Economic Forum) على الإبداع اسم "المهارة الوحيدة التي ستدعمك في المستقبل في سوق العمل"، ولكن عندما سُئل الموظفون والموظفون المستقلون عمَّا إذا كانوا مبدعين، اعتقد 25% منهم فقط أنَّهم كذلك، وأكد 40% أنَّهم لا يملكون الأدوات، أو إمكان الوصول إلى الأدوات، التي يحتاجون إليها ليصبحوا مبدعين.

أصل ريادة الأعمال:

الإبداع هو أصل ريادة الأعمال؛ إذ إنَّ الأمر لا يقتصر على الطريقة التي توصلت من خلالها إلى الأفكار التي أتاحت لك بناء عملك، ولكن أيضاً كيف تستمر في العثور على أفكار، وكيفية تنفيذها للتكيف وتخطي التغييرات المستمرة التي يواجهها جميع أرباب العمل.

من تعامل مع العديد من الشركات، ومئات رجال الأعمال والفنانين، سيسمع الناس يقولون: "أنا عالق في دوامة الأفكار نفسها، أنا لست مبدعاً، الأفكار توقفت عن الظهور، مهما كان العمل المبتكر أو الأصلي الذي أنتجته في الماضي، فقد كان ذلك محض حظ"؛ بمعنى آخر، إنَّهم يعانون من "متلازمة المحتال" ويعتقدون أنَّهم لن يتمكنوا أبداً من تقديم حلول مبتكرة أو تقديم عملٍ فريد ومقنع مرة أخرى.

شاهد بالفديو: 10 أساليب للتدرب على التفكير الإبداعي

العملية الإبداعية تبقى عملية إبداعية بغضِّ النظر عمَّا تفعله:

أثبتت دراسة حديثة نُشرت في مجلة التفكير والمهارات والإبداع (Thinking، Skills and Creativity)، أجراها ثلاثة أساتذة جامعيين من جامعة ماستريخت في هولندا (Maastricht University in the Netherlands) وجامعة جنوب أستراليا (University of South Australia)، أنَّ العمليات الإبداعية بكل حالاتها متشابهة عبر المجالات والتخصصات.

وفي حين أنَّه من الصحيح أنَّ الرؤساء التنفيذيين والمهندسين والفنانين يُنشئون أنواعاً مختلفة جداً من العمل بنوايا ونتائج مختلفة تماماً، فإنَّ العملية التي يستخدمونها للوصول إلى هناك متشابهة جداً؛ حيث قال ديفيد كروبلي (David Cropley)، الذي شارك في تأليف الدراسة: "الجزء الجديد من الاكتشاف أنَّ هذه الاختلافات في العمليات الإبداعية هي في الواقع صغيرة جداً، وصغيرة بما يكفي لدرجة أنَّني أتصور أنَّها لا تُحدِث الكثير من الاختلاف".

إقرأ أيضاً: الإبداع عمليةً وليس حدث... لماذا؟

الإبداع ليس مجرد شيء واحد:

أحد أهم العوامل لتعزيز ثقافة الإبداع هو الاعتراف بأنَّه ليس مفهوماً فريداً متاحاً لعدد قليل من الأشخاص المختارين، ولكنَّه مفهوم يسهل الوصول إليه، ويمكن الوصول إليه من قِبل كل فرد منَّا؛ وهو أيضاً خليط من المهارات القابلة للتعلم، مثل المخاطرة والفضول.

يتطلب الإبداع أفكاراً مميزةً وصادقة؛ أي أنَّك عندما تتراجع عن التعبير عن أفكارك "المجنونة" لأنَّك تخشى الحكم من زملائك أو رؤسائك، أو تخشى ردود الفعل السلبية في السوق، فأنت تتخلى عن فرصة إعلام العالم باختراعك ​​الجديد أو منتجك أو خدمتك، سواء كانت كتاباً أم فيلماً أم أي شيء آخر يمكن أن يحقق الكثير من القيمة للمجتمع.

في معظم الأوقات، توجد العشرات من الأفكار المربحة إلى جانبك تماماً، لكنَّك غير قادر على رؤيتها؛ ذلك لأنَّ المعايير العالية والملفَّقة أعمتك إلى حد كبير عمَّا يستلزمه الإبداع والابتكار؛ لذلك لا تدع هذا الأمر يحدث لك؛ حيث يمكنك أنت أيضاً أن تتعلم أن تكون أكثر إبداعاً.

المصدر




مقالات مرتبطة