لقد ولَّى زمن الاهتمام بمشاركة الموظفين وحان وقت الاهتمام بشغفهم

يتم كتابة الكثير من الأمور المتعلقة بمشاركة الموظفين، والكثير منها يبدو متشابهاً، لكن يوجد أمران واضحان:



  1. تعتقد المؤسسات في كل مكان أنَّ مشاركة الموظفين أمراً في غاية الأهمية.
  2. أرقام المشاركة عموماً، للقوى العاملة منخفضة جداً.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون "جون هولون" (John Hollon)، يُحدِّثنا فيه بأنَّ الشغف قد أصبح أهم من المشاركة في مكان العمل.

إذاً، ماذا لو كنا نسعى وراء الشيء الخاطئ هنا؟ وماذا لو لم تكن المشاركة أمراً هاماً كما يعتقد الجميع؟ ويوجد شيء آخر أكثر أهمية بكثير

هل المشاركة لم تعد هامة؟

تحدثت صحيفة "بلومبرج بيزنس ويك" (Bloomberg Businessweek) مع "جون هيغل الثالث" (John Hegel III)، المدير المشارك لمركز "ديلويت كونسولتينغز سينتر فور ذا إدج" (Deloitte Consulting’s Center for the Edge)، وهو يعتقد أنَّ "عدَّ مشاركة الموظفين بوصفه مقياساً لقوة العمل تتسم بقصر النظر، وهي من بقايا التفكير الإداري في القرن العشرين والتي تمتد بجذورها إلى مفاهيم مرَّ عليها الزمن عن القابلية للتطوير والكفاءة".

لذا، فإذا كانت المشاركة تُعَدُّ أمراً قديماً، فما الذي ينبغي لنا أن نريده من موظفينا بدلاً من ذلك؟ وفقاً لـ "جون": "تتطلب الضغوطات التنافسية المتزايدة اليوم والأسواق العالمية سريعة الحركة، أن تحتاج منظمات القرن الواحد والعشرين إلى موظفين ليسوا مشاركين ببساطة، لكن شغوفين بعملهم"، أجل، لقد ولَّى زمن المشاركة، وبدأ زمن شغف الموظفين.

الشغف في مقابل المشاركة:

لا بد أنَّك تسأل ما هو الفرق بين مشاركة الموظفين وشغفهم؟ وفقاً لصحيفة "بيزنس ويك": "عادةً ما تستخدم المنظمات مشاركة الموظفين لمعرفة ما إذا كان العمال يقبلون أهداف الشركة، أو إذا كانوا يحبون العمل لدى مديرهم، أو ما إذا كانوا يجدون أنَّ الشركة مهتمة بمسألة التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وغير ذلك، وهذا يخدم الشركات بشكل جيد عندما ترغب في توسيع نطاقها وحمل العمال على "المشاركة" في المهمة اللازمة لتوسيع شركاتها وتطويرها".

العامل الشغوف، أو الوصف الذي تستخدمه شركة "ديلويت" هو "شغف المستكشف"؛ يعني أولئك الذين ينظرون إلى التحديات الجديدة بِوصفها فرصاً لتعلُّم مهارات إضافية. تؤكد الشركة أنَّ هذا الموقف يصبح أساسياً لأنَّ مهارة العمل النموذجية سوف تصبح قديمة في غضون خمس سنوات، ويقول "جون": "هؤلاء الأشخاص يندفعون إلى تنمية مهارات جديدة بسرعة فائقة، وهم مولعون بذلك، والأشخاص الشغوفون يكونون أكثر مرونة".

بطبيعة الحال، لا يستطيع المرء أن يقوم بتوظيف مجموعة من الموظفين الشغوفين، على الرغم من أنَّ التقرير يشير إلى أنَّه يجب على الشركات تحويل توظيفها من التركيز على مهارات محددة إلى توظيف أشخاص يظهرون شغفاً بوظائفهم، وسوف يأتي الدعم الحقيقي من إنشاء مكان عمل يشجع الشغف بين الموظفين من خلال التصميم الملموس، والتكنولوجيا الجديدة، والسياسات الإدارية.

وفقاً للأبحاث قام عدد قليل فقط من الشركات بالاعتراف بهذه الحاجة، وتحرك عدد أقل في هذا الاتجاه، وخاصةً المنظمات التي لديها 1000 موظف أو أكثر، وعلى الرغم من أنَّني مع فكرة الموظفين الشغوفين، فأنا أتساءل: هل سيكون من الأسهل أن نبث المزيد من الشغف في العاملين مقارنةً بحملهم على المزيد من المشاركة؟ ألن يكون لدينا الكثير من المشكلات التي تحاول تعريف الشغف كما فعلنا عند تعريف مشاركة الموظفين؟

شاهد بالفيديو: 6 طرق مبتكرة لرفع معنويات الموظفين

دفع أجور أعلى للحصول على موظفين أكثر شغفاً:

هذه كلها أمورٌ منطقية، لكن يوجد شيء آخر، وهو أنَّ الشغف عند العمال ينهار نوعاً ما كما هو متوقع، وكما ورد في تقرير "بيزنس ويك" (Businessweek)، "وجد البحث أنَّ أقل العمال شغفاً موجودون في خدمة العملاء 5%، وفي المحاسبة أو المالية 7%، وفي الموارد البشرية 7%، وفي التصنيع 7%، ومن المرجح أن يكون أكثر العمال شغفاً موجودين في وظائف الإدارة والتسويق 17% و16% على التوالي".

في الواقع، أنا لست مندهشاً إلى حدٍّ كبير لأنَّ الموظفين في خدمات العملاء، وفي المحاسبة، والموارد البشرية ليسوا شغوفين في عملهم للغاية، ولكنَّ الغريب هو أنَّ 17% فقط من العاملين الأكثر شغفاً في مجال الإدارة ينطبق عليهم هذا الوصف، فربما الشغف من الصعب الحصول عليه كما هو الوضع بالنسبة إلى المشاركة.

بالمناسبة، ذكر تقرير "بيزنس ويك" أيضاً أنَّ "44% من الأشخاص الذين يتقاضون أجراً أكثر من 150000 دولار أمريكي هم أشخاص شغوفون، مقابل 15% فقط أو أقل من الفئات ذات الدخل المنخفض"؛ إذاً، فقط ادفع رواتب جيدة للموظفين نحو 150 ألف دولار، وسيكونون أكثر شغفاً بعملهم من هؤلاء الموجودين في نطاقات الأجور المنخفضة.

إقرأ أيضاً: 5 خطوات لتعزيز الشغف لدى الموظفين

الخلاصة:

أهذا هو المفتاح الأساسي لشغف الموظفين؟ على الرغم من كل الصعوبات التي ترافق تعريف المشاركة، على الأقل الأمر ليس بقدر الوقاحة التي يتطلبها التشجيع على المزيد من "الشغف" من الموظفين.

المصدر




مقالات مرتبطة