لا أتذكّر كم يوم عليّ قضاؤه من أيام صيام رمضان.. ماذا أفعل؟

"أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ" البقرة - 184، قد يفطر البعض في رمضان لسبب ما، ولكن المشكلة إذا أفطرت ولم تتذكّر هل تم قضاء الأيام أم لا، ماذا تفعل؟



يقول الشيخ محمد بن صالح المنجد: "لا يلزمك القضاء إذا كنت تعتقد أنّك قضيت، ويكفيك العمل بغلبة الظن".

والعمل بغلبة الظن في العبادات ورد به الشرع، فمن ذلك قوله صلّى الله عليه وسلّم: (إذا شك أحدُكم في صلاته فليتحرَّ الصوابَ، فليتم عليه، ثم ليُسلِّم، ثم يسجد سجدتين بعد السلام).

إقرأ أيضاً: أنواع النسيان وأهم أسبابه

وأكّد ابن تيمية أنّ المراد بالتحري في هذا الحديث: العمل بغلبة الظن، وضعّف ما قاله بعض العلماء من أنّ المراد العمل باليقين، كما لو شك هل صلّى ركعتين أم ثلاثاً فيجعلها ركعتين.

كما أشار الشيخ ابن عثيمين في منظومته في قواعد الفقه وأصوله إلى أنّ على الإنسان إذا لم يمكنه العمل باليقين فإنّه يعمل بغلبة الظن.

فإذا كان يغلب على ظنك أنّك قضيت فلا شيء عليك، ولا يلزمك قضاء هذه الأيام مرة أخرى، أمّا لو كنت تشك هل قضيت ما عليك أم لا؟ ولم يغلب على ظنك أحد الأمرين فإنّه يلزمك القضاء.

سُئل الشيخ ابن عثيمين، في فتاوى الصيام، إذا أفطرت المرأة أياماً من رمضان ولكنّها نسيت هل صامت تلك الأيام أم لا! علماً بأنّ كل ما تذكره تلك المرأة أنّه لم يبقَ عليها إلّا يوم واحد، فهل تعيد صيام تلك الأيام أم تبني على ما تتيقنه؟

إقرأ أيضاً: تعرّف على أهم المعلومات المتعلقة بالنسيان

فأجاب ابن عثيمين: إذا كانت على يقين أنّه ليس عليها إلّا يوم واحد فإنّه لا يلزمها إلّا صيام يوم واحد، ولكن إذا كانت على يقين أنّ عليها يوماً واحداً، ولكنّها لا تدري أصامته أم لا؟ وجب عليها أن تصومه، لأنّ الأصل بقاؤه في ذمتها، وأنّها لم تبرئ ذمتها منه فيجب عليها أن تصومه، بخلاف ما إذا شكت: هل عليها صوم يوم أو يومين؟ فإنّه لا يلزمها إلّا يوم، وأمّا من علمت أنّ عليها صوم يوم أو أكثر ولكنّها شكت هل صامته أم لا فإنّه يجب عليها أن تصومه، لأنّ الأصل بقاؤه.

والآن اسأل نفسك يا ترى هل قضيت ما عليك أم لا؟ الأفضل أن تكتب ورقة أو مذكّرة حتى لا تنسى.

المصدر: مكتوب




مقالات مرتبطة