كيف يمكن لشغفك أن يفتح عالماً جديداً من الفرص؟

عندما يتعلَّق الأمر باختيار المسار الوظيفي، أو البدء بعمل جديد، أو اتِّخاذ أي قرار بشأن عملك، فإنَّ قيامك بما تحبه سيضيف قيمةً ومعنى لحياتك؛ إذ نحتاج جميعنا إلى كسب المال من أجل العيش، وكسبه من خلال العمل فيما نحبه يمنحنا إحساساً بوجود هدف في حياتنا؛ فإنَّ العمل في مجال يُلهمك، يساهم كثيراً في نجاحك المهني على الأمد الطويل، والأهم من ذلك، يساعدك على أن تُخرج أفضل ما لديك.

ليس عليك تحديد مهنتك المستقبلية على أنَّها شغف الآن:

غالباً لا يكون لدى الناس شغفٌ في أمر ما، أو يعتقدون أنَّهم أحبوا مجالَ عمل ولكن بعد سنوات يكتشفون أنَّهم غير مستمتعين بما يفعلونه، فليس بالضرورة أن يكون ما تفعله يمثِّل شغفاً في البداية، ففي كثير من الأحيان عند الدخول في مجال جديد في العمل، يجب أن يعجبك أولاً، والعناصر الأساسية الثلاثة لفكرة عمل مربحة وبسيطة، هي:

• العنصر الأول: ما تحب أن تفعله، ويمثِّل الأمور التي تعجبك وما تشعر بالشغف تجاهه.
• العنصر الثاني: ما تجيده، ويمثِّل مهاراتك ومواهبك الأساسية.
• العنصر الثالث: تحديد العميل المناسب الذي سيكون مستعداً وقادراً على الدفع.

يجب أن تكون هذه العناصر الثلاثة جاهزة حتى تكون فكرتك مناسبة ومربحة تماماً، فإذا كنت لا تستمتع بعملك، فلن تسعى وراءه، وإذا لم يكن لديك بالفعل مستوى المهارة المطلوب، فسيكون ذلك صعباً جداً، وإذا لم تكن فكرتك شيئاً سيدفع شخص ما مقابله، فلن تكون فكرة عمل مربحة.

الفكرة المثالية:

يعدُّ اكتشاف الطرائق التي يتداخل فيها شغفك ومهاراتك وعملاؤك المحتملون، أحد أقوى الطرائق لاختيار فكرة العمل المناسبة لك، فعندما تنجح في تحديد الفكرة المثالية لمشروعك التجاري، ستتمكَّن من الحصول على المال مقابل الشيء الذي تحب فعله وتجيده.

ستتمكَّن من استخدام نقاط قوتك في أثناء حل مشكلات عميلك المثالي، ومن ثمَّ من الممكن أن تحصل على نتائج رائعة، فعندما ترى تأثير عملك في حياة الناس، فإنَّك ستشعر بمزيد من الإلهام، وستستمتع بالعمل أكثر، وسيستمر الشعور الإيجابي.

شاهد بالفيديو: 8 أشياء يجب أن تقوم بها حتى تعيش شغف الحياة

البدء بنشاط تجاري قائم على الشغف لا يحدث بسلاسة فوراً:

عندما يبدأ الأشخاص نشاطاً تجارياً بناءً على شيء يحبونه حقاً، فقد يشعرون بعدم الارتياح، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بطلب المال أو التعامل مع مشكلات العميل، فإذا تُرِكَ الأمر دون معالجته، فقد يؤدي ذلك إلى تساؤل الناس عمَّا إذا كان هذا هو شغفهم حقاً أو ما إذا كان هذا هو العمل المناسب لهم، فلا أحد يشعر بالراحة عند القيام بشيء جديد لأول مرة، تحديداً عندما يتعلق الأمر بمجال يتطلَّب طلب المال.

ما دمتَ تؤمن بما تفعله، وتستطيع تجاوز مشاعر الانزعاج تلك؛ فإنَّ استمتاعك بالعمل سيزداد كلما شعرت بالراحة أكثر، وسرعان ما سترى نتائج عملك وستُفتح أمامك أبواب لم تكن موجودة من قبل.

ما هي الفرص الجديدة التي تصبح متاحة لك عندما تعمل حقاً بما تحبه؟

إليك ما يقوله المؤلف "شون أكور" (Shawn Achor) في كتابه المُصنَّف ضمن قائمة أكثر الكتب مبيعاً "ميزة السعادة" (The Happiness Advantage): "من المتعارف عليه أنَّنا إذا عملنا بجدٍّ سنكون أكثر نجاحاً، وإذا كنَّا أكثر نجاحاً فسنكون سعداء، فإذا تمكَّنا فقط من العثور على وظيفة جيدة، وتمكَّنا من الحصول على الترقية التالية، فسيترافق ذلك بالسعادة، وقد أظهرت الاكتشافات الأخيرة في مجال علم النفس الإيجابي أنَّ السعادة تحقِّق النجاح، وليس خلاف ذلك، فعندما نكون إيجابيين، تصبح أدمغتنا أكثر تفاعلاً وإبداعاً وتحفيزاً وحيويةً ومرونةً وإنتاجيةً في العمل، ولقد أُثبتَت هذه الاكتشافات مراراً وتكراراً من خلال الأبحاث الدقيقة في علم النفس وعلم الأعصاب والدراسات الإدارية والمنظمات في جميع أنحاء العالم".

عندما نندمج في نشاطات نستمتع بها حقاً، ولا سيما أنَّ العمل يمثِّل جزءاً كبيراً من حياتنا، تكون احتمالية نجاحنا أعلى كثيراً في جميع المجالات، فمن خلال العمل فيما تحبه، من الممكن أن تعيش حياة يندمج فيها العمل مع المتعة، ليغيِّر بذلك حياتك بصورة كبيرة.