كيف يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى تحررك؟

ثمَّة إحساس كبير بالضيق المرتبط بالحديث عن الاكتئاب؛ لكنَّ الحقيقة هي أنَّ الجميع يتعامَل معه؛ فهو ببساطة جزءٌ من التجربة الإنسانية؛ لذلك هو ليس فكرةً أو تجربةَ حياةٍ يجب أن تخجل منها؛ فإذا حاولت اكتشاف ذاتك خلال فترات الاكتئاب يمكنك تحويل هذه اللحظات إلى لحظات من اكتشاف الذات والتغيير الجميل.



ما هو الاكتئاب؟

من الهام أن نفهم ما هو الاكتئاب قبل وضع استراتيجية عن أفضل طريقة للتعامل مع أعراضه؛ فمن الناحية العلميَّة الاكتئاب هو خلل كيميائي في الدماغ ينتج عن نفاد إحساسك بالمتعة، وتكون عواطفك خلاله متعبة ولا تجد الفرح في أيِّ يوم، وتخوض معارك عقلية مؤلمة التي بدورها تسبب مجموعة من المشاعر المؤذية، وانعدام القيمة، والشعور بالذنب والعار والحزن والانهزامية؛ فإذا تركت هذه الأفكار والعواطف دون معالجة قد تؤدي إلى أفكار مظلمة أو انتحارية.

نحن البشر نتكوَّن من مكوِّنَين اثنين:

1. الجسد أو ما يُعرف بالوعي المحيطي:

إذ إنَّنا نحتاج إلى أجسادنا لتحديد ما إذا كان الجو حاراً أو بارداً بالخارج.

شاهد بالفيديو: 10 أشياء عليك تذكرها إذا كنت تحب شخصاً مصاباً بالاكتئاب

2. الروح أو ما يعرف بالوعي الذاتي:

أرواحنا هي الذكريات التي نخزنها في أذهاننا والتي تساعدنا على تشكيل كيف وماذا نفكر في أنفسنا.

من الهام أن تدرك هذين المكونين حتى تصبح متماسكاً ومتوازناً؛ فإذا أهملت أيَّاً منها سيؤدي ذلك إلى خلل في العقل؛ ولأنَّ عقلك هو واقعك فهذا يؤثر سلباً في طريقة تفكيرك، وشعورك، وتصرفاتك.

جميع المجالات التي يتألف منها البشر تتعرض للخطر عند التعامل مع الاكتئاب؛ حيث يصبح جسدك منهكاً، وعقلك مضطرباً، وتفقد كل إيمان وأمل في روحك.

إقرأ أيضاً: الاكتئاب المعطِّل: أعراضه، وأسبابه، وطرق علاجه

كيف يمكنني التعامل مع الاكتئاب؟

إنَّ أفضل طريقة للتعامل مع الاكتئاب هي تحدِّي الأفكار التي تدور في رأسك عن الظروف وعن الآخرين وعن نفسك؛ فمن الهام حقاً أن تلتزم الصمت تجاه الأفكار التي تدور في رأسك وتستعيد قوَّتك؛ فاستعادة القوة تعني تحويل تفكيرك من تأدية دور الضحية إلى الشعور بأنَّ الكون يمنحك فرصة لاكتشاف نفسك والتعرف إلى القوة التي دفنتها في روحك.

إقرأ أيضاً: كيف تتجنب الاكتئاب الناتج عن العمل؟

في الختام:

لقد ثبتَ علميَّاً أنَّ أفضل طريقة للتعلم هي الألم؛ إذ ثمَّة قول مفاده أنَّك عندما تتأذى تكون النتيجة ألماً، ولا يمكن السيطرة على هذا النوع من الألم، ومع ذلك فإنَّ ما يمكن السيطرة عليه هو رد فعلك على ذلك الألم؛ إمَّا بالغضب، أو بالتخطيط للانتقام، أو بقبوله على أنَّه فرصة للتحسن، ويمكنك إمَّا أن تختار عيش المعاناة أو إنشاء فرصة للتحرر، وفرصة للتحول إلى نسخة أفضل من نفسك؛ إذ إنَّنا فقط من خلال الألم نتعلَّم تقدير المتعة، وتقبُّل الألم هو فرصة للنموِّ والتحوُّل الجميل واللافت.




مقالات مرتبطة