كيف يدمر العمل دون مقابل حياتك المهنية؟

في أيَّة مرحلة أصبح المُسوِّقون يعملون دون مقابل؟ ومَن جاء بفكرة تحويل أنفسنا إلى مؤسسة خيرية تسويقية جديدة؟ لقد كانت هذه فكرةً سيئة للغاية.



تبيَّن أنَّ العملاء قد وجدوا طريقةً ذكية للغاية لجعلنا نعمل كالعبيد؛ إذ يأتي عميل إليك ويخبرك أنَّه سيُقدِّم إليك فرصةً رائعة؛ فيطلب منك إنشاء استراتيجية تسويق رقمية مجانية، ويقنعك بأنَّ آلاف الأشخاص سيرون عملك، وإذا قمتَ بذلك بشكل جيد، فستحصل على آلاف العملاء، وستصبح مليونيراً، لتشكره بعدها على هذه الفرصة الرائعة، لكن هل تنفعك هذه الفكرة فعلاً؟ بالطبع لا، فهي مغالطة ولا أساس منطقي لها.

من بين جميع الأوقات التي ارتكبنا فيها خطأ العمل بهذا الشكل، كم عدد المرات التي كان فيها العمل جيداً فعلاً؟ ومتى جعلك العمل دون مقابل سعيداً حقاً؟ وهل أمَّنتَ حاجاتك، وسددتَ الديون المتراكمة عليك، ودفعتَ الرسوم الدراسية لأطفالك؟ قد تكون هناك فرص تستحق العناء، ولكن 80% من هذه الحالات لن تفيدك بشيء سوى هدر طاقتك.

قد تبدو بعض الحالات أكثر إغراءً من غيرها، أو أنَّنا نرغب بتصديقها؛ فالعملاء ليسوا وحدهم مَن يقع عليهم اللوم، فنحن أيضاً نزيد الطين بلة من خلال الاعتماد على آمال لن تتحقق، على سبيل المثال: قد نظنُّ أنَّنا إذا عملنا مع عميل دون مقابل، فسيدرك مهاراتنا وسيوظفنا بشكلٍ دائم، أو أنَّنا سنكسب ثقته إذا قدَّمنا إليه بعض الخدمات المجانية، أو أنَّ العميل ذو أهمية كبيرة، وربما هذه أفضل طريقة لنتمكن من العمل معه، وما إلى ذلك. وهكذا، فإنَّنا نخلق قصصاً تنتهي دائماً بالإحباط وجيوب فارغة.

شاهد بالفيديو: 7 علامات تدل على ضرورة ترك عملك والبحث عن عمل جديد

سنُقدِّم فيما يلي 5 أسباب تدفعك لترك العمل دون مقابل:

1. تجعلك تنفق المال من حسابك الخاص:

ببساطة، "العمل المجاني" ليس مجانياً حقاً؛ فكم ساعة استغرقتَ لإنشاء العرض؟ وكم كنتَ تتقاضى في الساعة؟ وما هي المواد التي استخدمتَها؟ وهل دفع لك أحد هذه النفقات؟ من الواضح أنَّ لا أحد فعل ذلك؛ لذا فأنت لا تعمل دون مقابل فقط؛ بل تدفع للعميل مقابل عملك له أيضاً.

2. التقليل من قيمة عملك:

يُنظَر إلى كل ما هو مجاني على أنَّه قليل القيمة؛ فإذا قدَّمتَ خدماتك مجاناً، فلن يمنحها أحد القيمة التي تستحقها بالفعل، وبعد ذلك، عندما يحاول الآخرون طلب المبلغ المناسب، سيجد العملاء طريقةً للحصول على العمل مجاناً أو بخصم كبير.

لذا، سيتعين على الوكالات والمهنيين خفض أسعارهم ليكونوا قادرين على المنافسة، وخفض عدد الموظفين والعمل لساعات أطول، مما سيجعلنا نعاني من خيبة الأمل، وسيرافقنا الإحباط إلى حياتنا الشخصية، وسيؤثر فيها، مما سيؤدي إلى حدوث مشكلات في حياتنا الزوجية ومع أطفالنا، واتخاذ الكثير من القرارات السيئة التي ستُدمِّر كل شيء.

3. التعامل مع عملاء سيئين:

العميل الجيد هو الشخص الذي يُقدِّر العمل، أمَّا الشخص الذي يُقرِّر أنَّ عملك يجب أن يكون مجانياً هو بالتأكيد ليس عميلاً جيداً، ويجب عليك التهرب منه بأيَّة طريقة؛ ونظراً لأنَّه سيتعين عليك بالتأكيد مواصلة العمل في مشاريع أخرى، فلن تبذل جهدك بالعمل، وستكون هذه العلاقة محكوم عليها بالفشل، ولا يَحقُّ للعميل الذي لا يدفع مقابل العمل إجراء تغييرات وتعديلات؛ بالتالي سيتدنَّى مستوى عملك.

إقرأ أيضاً: التّعامل مع العملاء الغاضبين، تحويل التّحدي إلى فرصة

4. ستكون الحياة صعبةً عليك عند تقديم خدماتك دون مقابل:

لن تتمكن من دفع الديون والضرائب عندما تعمل دون مقابل، وستتراكم عليك أكثر وأكثر بسبب عدم قدرتك على سد حاجاتك وحاجات أفراد عائلتك.

5. لا يُقدِّم العمل دون مقابل أيَّة فائدة:

العمل دون مقابل هو أحد أكثر الأنشطة إذلالاً وإرهاقاً؛ لذا بدلاً من قضاء الوقت في توظيف إبداعك في عمل دون مقابل، يجب أن تقضي هذا الوقت في تعلُّم استخدام أداة جديدة، أو التدريب على بعض البرامج، أو الخَبز، أو ممارسة اليوغا، أو تعلُّم الرقص؛ فأي شيء تفعله سيكون أفضل وأكثر إنتاجيةً من العمل دون مقابل.

في الختام:

خذ نفساً عميقاً، فعملك ذو قيمة كبيرة للغاية لدرجة أنَّ أي شخص قد يدفع لك ما تريد للعمل؛ فأنت ذو قيمة، وأفكارك تُغيِّر مجرى العالم، لذلك كن عادلاً مع نفسك.

سيطرق اليأس بابك عندما لا تجد عملاء، وتُفكِّر أنَّ "العمل دون مقابل" فكرة رائعة، لكن فكِّر في أنَّ هذه ليست طريقةً لجذب العملاء؛ بل لإبعادهم والوقوع في شرك حلقة مفرغة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة