كيف يؤثِّر الذكاء الاصطناعي على الطب؟

لقد أحدث الذكاء الاصطناعي تأثيراً مذهلاً في معظم مجالات حياتنا اليومية؛ إذ يستمر في الاندماج بسلاسة مع جميع وظائفنا اليومية، أمَّا عن القطاع التالي الذي يؤثِّر فيه الذكاء الاصطناعي بطريقة مُجدية، فهو مستقبل الرعاية الصحية، والذي شهد تغيرات سريعة وتحولات هائلة.



لقد أثَّر الذكاء الاصطناعي بالفعل في البحث والتحليل تأثيراً كبيراً لدرجة أنَّه أنتج بعض العلاجات والحلول الطبية؛ لكنَّ الذكاء الاصطناعي قد أثَّر أيضاً في إنتاج العقاقير الصيدلانية وفي كيفية صنعها ووقتها.

البحث والتطوير:

إنَّ كلَّ تقنية جديدة تمنحنا الفرصة لشق طريق جديد، إضافة إلى إعادة النظر في طرائقنا القديمة بصورة جديدة، ويمكن للذكاء الاصطناعي بالطريقة نفسها أن يساعد الباحثين في مجال الأدوية على معالجة المشكلات الجديدة، وكذلك إعادة النظر في المشكلات القديمة.

غالباً ما تكون التجارب الدوائية طويلةً وشاقة، فقد يستغرق البحث والتطوير سنوات أو حتى عقوداً في ظل ظروف معينة، والأسوأ من ذلك، تحاول الشركات المنتجة للأدوية استرضاء المستثمرين الذين يبحثون عن عائد هائل في هذه الصناعة المتقلبة والمربحة في الوقت نفسه.

عادةً ما تُبتكَر هذه الأدوية وتُنتج من خلال التجارب الدوائية التي تُجرى على المشاركين المتطوعين، وعادةً ما تكلِّف هذه التجارب أموالاً طائلة، وما تزال تسفر عن نتائج محدودة تحتاج إلى تطبيق لتعميم التأثيرات، بدلاً من ذلك يمكن لشركات الأدوية هذه استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل وفهم عقود من تجارب الأدوية وغيرها من المعلومات بسرعة لاكتساب فهم أفضل عن الدواء وتأثيره في المستخدمين.

شاهد بالفيديو: أنواع الذكاء ومجالات استخدامه

تحليل التجارب الطبية:

يمكن لمحاكاة التجارب الطبية إضافة إلى المركبات الكيميائية المحتملة وما شابه ذلك أن تجعل من تركيب الأدوية واختبارها عمليةً أكثر فاعلية، بالنسبة إلى هذا المجال المحفوف بالمخاطر والمليء بالتقلبات، فإنَّ محاكاة تطوير الأدوية وتحليلها واختبارها بمساعدة الذكاء الاصطناعي هي تقنيةٌ نحتاج إليها بشدة.

التعليم والتدريب:

يُعدُّ التعليم والتدريب من أكثر تطبيقات التعلم الآلي التي لا تحظى بالتقدير الكافي؛ ففي حين أنَّ التعليم غالباً ما يكون موضوعاً مثيراً للجدل، سواء فيما يتعلق بمحتوى التعلم أو سياسات الميزانية، فإنَّ التعليم العام غالباً ما يضيع بين أيدي البيروقراطيين غير المبالين والشركات الأنانية.

إنَّ الوضع التعليمي اليوم في القطاع الطبي أشبه بالفوضى إلى حدٍّ ما؛ لذلك توجد حاجة ماسة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي للمساعدة على إعادة صياغة طريقة تعلُّم الطلاب لفنون الطب، ويمكن لطلاب الطب الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لمساعدتهم على محاكاة التجارب الواقعية، وإجراء الأبحاث الطبية، والمشاركة في مجموعات التدريب التي تستخدم تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز بمساعدة الذكاء الاصطناعي.

إقرأ أيضاً: تعلَّم من "تعلُّم الآلة"

الصحة النفسية:

ما تزال الصحة النفسية موضوعاً يتجنبه الجميع؛ إذ لا ترغب شركات التأمين في تغطيتها، ولا يريد الناس الحديث عنها، ويواجه الأطباء صعوبةً في معالجتها؛ لكنَّ الذكاء الاصطناعي يساعد حالياً على معالجة الأمراض النفسية.

إنَّ تطبيقات تتبُّع الحالة المزاجية، والتحليلات المباشرة، وتصوير الدماغ بمساعدة الذكاء الاصطناعي هي بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتعلقة بالصحة النفسية.

يمكن أن تساعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي أيضاً أولئك الذين يعانون مرضاً نفسياً مزمناً على تحليل بياناتهم الطبية وإدارتها، وتمنحهم كذلك استراتيجيات إدارة مخصصة للفرد إضافة إلى ممرضات ومساعدين طبيين افتراضيين.

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لفرز التجارب الدوائية وإجرائها عشوائياً، ممَّا يوفر نتائج رائعة ومعلومات متعمقة، ويمكن للذكاء الاصطناعي نفسه بعد ذلك تحليل البيانات الناتجة وكتابة أوراق بيانات معقدة توثِّق العملية وتوضِّح النتائج، ويعدُّ تدريب طلاب الطب والصيادلة أيضاً نشاطاً مكلفاً لكلٍّ من الطلاب والمعلمين، لكن بمساعدة الذكاء الاصطناعي يمكن تخفيف معظم الأعباء، ويستخدم طلاب الطب الذكاء الاصطناعي للمساعدة على البحث والتجارب وجمع البيانات على نطاق واسع.

إقرأ أيضاً: هل يسيطر الذكاء الاصطناعي على حياتنا؟

في الختام:

تُستخدم تطبيقات الرعاية الصحية عن بُعد أيضاً لرؤية المرضى والطلاب الآخرين الذين يرغبون في أن يكونوا اختصاصيين طبيين، ويمكن تحقيق كلِّ ذلك من خلال سلسلة من تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تدير عرض النطاق والاتصال بالإنترنت لتوفير تجربة تفاعلية سلسة، إضافة إلى ذلك، يمكن للطلاب والاختصاصيين استخدام الخدمات الصحية عن بُعد للتفاعل أو أداء أنشطة جماعية أو استخدام الواقع المعزز في وقت واحد.

لكنَّ الذكاء الاصطناعي يُستخدَم أيضاً بطريقةٍ مباشرة أكثر من خلال مساعدة الجرَّاحين مباشرةً من خلال تحليل البيانات والتنظيم الطبي، ويمكن للذكاء الاصطناعي جمع البيانات عن المريض بسرعة وتحديد مسار العمل الأنسب لكلِّ مريض على حدة، وبشكل عام، فإنَّ هذه التقنيات معاً تُكوِّن نظام ذكاء اصطناعي شاملاً ومعقداً وقادراُ على تدريب الطلاب وتغيير حياة الناس.




مقالات مرتبطة