كيف نقيس شعورنا بالضيق؟

إذا تلقيت يوماً رسالة بريد إلكتروني تسألك: "ما مدى احتمالية أن تزكي شركتنا؟"، فمن المحتمل أنَّك كنت جزءاً من تجربة صافي نقاط الترويج للشركة (وهو مؤشر على رضى العملاء وولائهم، ويقيس احتمالية تزكية العميل شركتك أو منتجاتك أو خدماتك) وهو يقيس شيئاً بسيطاً مثل مشاعر العملاء تجاه الشركات التي يتعاملون معها على مقياس مُرقَّم من 1 إلى 10.



توجد طريقتان لتفسير هذه الممارسة:

  1. إنَّه مقياس قوي يسمح للشركة بتقييم مشاعر العملاء بسرعة على مدار فترات زمنية محددة.
  2. إنَّه شيء مؤسسي غبي تعلمه الرئيس التنفيذي بعد قراءة نصف فصل من كتاب قبل أن يقرر أنَّه شيء يجب على الشركة فعله من الآن فصاعداً.

تكمن الحقيقة ربما في مكان ما في الوسط، وعلى أيَّة حال فإنَّ هذا المقال يدور حول شيء أفضل وأكثر تخصيصاً بكثير من نتيجة صافي نقاط الترويج، وهو الوحدات الذاتية لمقياس شدة مشاعر الضيق (Subjective units of distress).

شاهد بالفيديو: كيف تحفز نفسك عندما تشعر بالضيق في الحياة؟

إليك كلُّ ما تحتاج معرفته:

اسأل نفسك طوال اليوم عن مدى شعورك بالضيق اعتماداً على مقياس من 1 إلى 10؛ إذ تكون عند الرقم (1) في حالة سلام تماماً وعند الرقم (10) تشعر كأنَّ العالم يحترق وسجِّل إجاباتك، ثم بمرور الوقت انتبه إلى كيفية تغير الترتيب استجابةً للمحفزات المختلفة.

يمكنك إجراء مراجعة سريعة في المساء، وتسأل نفسك مرَّةً واحدةً في اليوم كيف شعرت بالحزن اليوم؟ ولا تفرط في التفكير في الإجابة، قيِّمها فقط من 1 إلى 10 ثم امضِ قُدماً.

أحياناً يكون مصدر محنتك شخصياً، مثل شجار مع شريكك أو اختبار قادم أو مقابلة عمل، أو يمكن أن يكون عامَّاً، مثل حرب طائشة أو جائحة عالمية على سبيل المثال؛ هذه هي مصادر الضيق الواضحة إلى حد ما؛ إذ لا يتعين عليك إجراء اختبار لمعرفة سبب إزعاجك، ومع ذلك في أوقات أخرى يكون مصدر قلقك أكثر غموضاً أو تعقيداً.

يمكن في هذه الحالات أن يمنحك تتبع الوحدات الذاتية لمقياس شدة مشاعر الضيق بمرور الوقت بياناتٍ سريعةً ومفيدةً، مثل صافي نقاط الترويج، تُعدُّ الوحدات الذاتية لمقياس شدة مشاعر الضيق بسيطة في التصميم، وتسهل الإجابة عنها، فهي مبنية على مفهوم أنَّ "قياس الشعور بالرضى لا يتطلب الدقة"؛ إذ يكفي التخمين الجيد.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلص من المشاعر السلبية في منزلك؟

ما هي الخطوة التالية؟ ربما لا شيء

ربما تحتاج إلى تنمية قدرتك على الملاحظة فقط؛ ففي بعض الأحيان بمجرد ملاحظة ما تشعر به سيبدأ عقلك وجسمك في إجراء تحولات صغيرة دون أن تقرر أيَّ شيء على الإطلاق، وأنت تعرف ما تحتاجه فأنت أهم شخص في عالمك.

لذلك مارس أولاً قبل محاولة "إصلاح" أيِّ شيء فن الانتباه، واسأل نفسك الآن: على مقياس من 1 إلى 10، ما مدى شعورك بالضيق؟ ودوِّن ذلك بسرعة، ثم اسأل نفسك مرة أخرى في وقت لاحق من اليوم أو غداً أو كلَّما غيرت مكانك أو عملك أو وضعك، مثلاً من العمل إلى المنزل أو من مكتب إلى الهواء الطلق.

في الختام:

تذكَّر أنَّك لست بحاجة إلى القيام بأيِّ شيء بخلاف تسجيل مدى شعورك بالضيق في ظلِّ الظروف المختلفة؛ جرب ذلك الآن.




مقالات مرتبطة