كيف نقيس السعادة؟

لم تتغيَّر مقاييس السعادة كثيراً خلال 3000 عام الماضية منذ العصور القديمة، لكنَّ الناس يتظاهرون بأنَّ كل شيء قد تغيَّر، وأنَّ الناس البائسين ازداد عددهم أكثر من أي وقتٍ مضى، ومن المفترض أن يكون السبب في ذلك تطور التكنولوجيا المتسارع، فأنت تقرأ هذه العبارة في كل مكان: "تجعل التكنولوجيا الناس يشعرون بالوحدة والاكتئاب".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن كيف نقيس السعادة؟

لقد تغيَّرت التكنولوجيا، لكن لم تتغيَّر الطبيعة البشرية، فلقد كان الناس غير سعداء ووحيدين وبائسين وحزينين منذ بداية الحضارة الحديثة، ولقد كنَّا نفكِّر بهذه الطريقة لقرون، فإذا كنت تفكِّر بنفس الطريقة، يمكنني أن أخبرك أنَّها خاطئة، فالتفكير التقليدي في السعادة يعني أنَّ الأشياء أو الناس الآخرين هم مصدر سعادتنا، فهل فكَّرت في ذلك من قبل؟ فلماذا نظنُّ أنَّ شيئاً ما يجب أن يجعلنا سعداء؟ أظنُّ أنَّ هذه هي أكبر مشكلة تتعلَّق بالسعادة، فلماذا نستمر في ربط السعادة بأشياء خارجية، مثل العمل، والحب، والمال؟

متى تكون سعيداً؟

هل عندما عندما يكون لديك عمل تحبه، أو علاقة جيدة مع شريك حياتك، أو الكثير من المال؟ لكن ماذا يحصل عندما تشعر بالملل من وظيفتك؟ أو عندما تصبح علاقتك سيئة؟ أو عندما لا تكون أموالك كافية؟ لقد كتبت عن كيفية السعي وراء الفائدة بدلاً من السعادة، فعندما تجعل نفسك مفيداً، فإنَّك تشعر بالسعادة، ولقد تفهَّم معظم الناس هذه الفكرة؛ لأنَّها تُحمِّلنا مسؤولية تحقيق السعادة بأنفسنا.

لكنَّ هذا أثار سؤالاً هامَّاً: "كيف أعرف أنَّني سعيد؟" إنَّه سؤال لا يمكنك طرحه إلَّا عندما تفكِّر في هذا المفهوم على مستوى أعمق، كما ترى لا يفكِّر معظمنا أبداً في قياس السعادة، أو نفترض أنَّنا نعرف كيف نقيسها؛ إذ يمكننا تحديد أهداف مهنتنا وعملنا وعلاقاتنا وصحتنا، ونجعل هذه الأشياء قابلة للقياس، ومع ذلك نحن لا نقيس الشيء الوحيد الذي يجعل كل هذه الأشياء تستحق العناء؛ سعادتنا.

شاهد: 8 طرق لإعادة إحياء السعادة في حياتك

لا تعتمد على العوامل الخارجية من أجل سعادتك:

هذا هو مقياس سعادتي الوحيد؛ إذ أسأل نفسي: "هل أعتمد على شيء ما أو على شخص ما لإسعادي؟"، إذ أريد أن تكون إجابتي "لا"، وإليك مثال عمَّا أقصده:

  1. أحب عملي، لكنَّه لا يجعلني سعيداً.
  2. أنا أحب عائلتي، لكنَّهم لا يسعدونني.
  3. أنا أحب شريكتي، لكنَّها لا تجعلني سعيداً.
  4. أنا سعيد فقط.

الحياة أقصر من أن تدعها تسبِّب لك المعاناة، فلا يمكننا أن نضع سعادتنا في أيدي الآخرين، فالسعادة حالة ذهنية، وهي تحت سيطرتك تماماً، فمثلما يمكنك اتخاذ قرار بفعل شيء مفيد بوقتك، يمكنك أن تقرِّر أنَّك سعيد.

إقرأ أيضاً: 9 نصائح لتنجح في تحقيق السعادة النفسيّة

في الختام:

إنَّ من يقول: "لكن لا شيء في حياتي يجعلني سعيداً"، هو شخص يفكر بالطريقة القديمة التي يسهل فيها إلقاء اللوم على الآخرين أو الظروف؛ إذ ألتقي دائماً بأشخاص يقولون إنَّ العالم مكان شرير، نعم يتعرَّض الناس للظلم، وبعض الناس أشرار، ولن أقول إنَّ هذه الأشياء لا تحدث، لكن هل هذا ضمن سيطرتك؟ لا؛ لذا توقف عن المبالغة ولا تدع الأشياء الأخرى تجعلك تعيساً، فقد حان الوقت للتوقف عن التشاؤم، وتذكَّر لا تحتاج إلى سبب لتكون سعيداً، وكل ما عليك فعله هو أن تقرِّر أن تكون سعيداً.

How I Measure Happiness




مقالات مرتبطة