كيف نعزز استخدام الطاقات المستدامة؟

منذ الثورة الصناعية، كان استهلاك الطاقة في العالم يمثل مشكلة متزايدة؛ إذ يرفع النفط والغاز درجة حرارة كوكبنا، ومع وجود المزيد من الأجهزة التكنولوجية التي تحتاج إلى الطاقة والنفط والغاز، فإنَّ حرارة كوكبنا ترتفع بمعدل أسرع؛ لذلك يجب أن يتغير شيء ما إذا أردنا تجنب تحويل كوكبنا إلى صحراء، فيمكننا إمَّا تغيير عاداتنا أو تغيير مصادر طاقتنا إلى طاقات مستدامة.



كما تعلم يُعَدُّ تغيير العادات أمراً صعباً للغاية؛ لذلك قد يكون المسار الأفضل والأسهل هو تغيير مصادر طاقتنا إلى طاقات مستدامة؛ لذا دعنا نلقي نظرة إلى ما يتطلبه الأمر، وأين نحن في الوقت الحالي فيما يتعلق بذلك، وما هي عواقب هذا التغيير؟

ماضي الطاقات المستدامة وحاضرها:

لفترة طويلة كان مصدر طاقتنا الوحيد هو الوقود الأحفوري، ولم تكن لدينا المعلومات أو التكنولوجيا اللازمة لتطوير طاقات مستدامة، ومع ذلك فقد تعلمنا في النهاية استخراج الطاقة من الرياح والشمس والماء والذرات؛ ممَّا أدى إلى ظهور فرص جديدة.

كانت بعض هذه الفرص باهظة الثمن في البداية،؛ إذ لم تكن الطاقات المستدامة مثل طواحين الهواء وألواح الطاقة الشمسية ذات أسعار معقولة بالنسبة إلى معظم البلدان والشركات أو حتَّى الأفراد، لكن لحسن الحظ لقد تغير هذا الأمر وأصبحت طاقة الرياح والطاقة الشمسية اليوم من أرخص مصادر الطاقة في التاريخ، وهكذا قد مُهِّدَ الطريق للطاقات المستدامة بالكامل، ولم يكن هذا الأمر بهذه السهولة من قبل.

لكن أدت بعض هذه الفرص الجديدة أيضاً إلى حدوث الكوارث؛ فبعد كارثتي تشيرنوبيل (Chernobyl) وفوكوشيما (Fukushima) أصبح الناس متشككين أو خائفين من الطاقة النووية، ولعقود من الزمن كان يتمتع هذا المصدر من الطاقة بسمعة سيئة.

بالطبع من المنطقي توخي الحذر؛ لكنَّ التكنولوجيا تطورت كثيراً منذ حدوث تلك الكوارث، لقد أصبح هذا المصدر أكثر أماناً وقد نحتاج إليه من أجل إجراء تحول كامل، فطاقة الرياح لا تعمل إلَّا عندما يكون هناك رياح فقط، والطاقة الشمسية لا تعمل إلَّا عندما يكون هناك شمس فقط.

صحيح أنَّ الطاقة المائية تعمل دائماً إلَّا أنَّ هذه التكنولوجيا لم تُطَوَّر بعد كالطاقة النووية، كما أنَّ الطاقة المائية من الممكن أن تُحدث كارثة؛ فتخيل انهيار محطة طاقة مائية لتغمر كل شيء من حولها بالماء؛ لذا في الوقت الحالي نشهد نهضةً للطاقة النووية وتحسيناً لسمعتها.

نحن بحاجة إلى هذه النهضة؛ لأنَّ التحول إلى الطاقة المستدامة له حد زمني أيضاً؛ فالوقود الأحفوري ينفد؛ لذا حتى إذا كنت لا تهتم بتغير المناخ فما يزال يتعين عليك الاهتمام بمصادر الطاقة المستدامة.

شاهد بالفديو: 10 طرق سهلة لتكون صديقاً للبيئة

التحول إلى الطاقة المتجددة:

إنَّنا في طريقنا إلى إجراء التحول، لكن توجد أيضاً بعض التحديات في هذا المسار:

  • البطالة: ستختفي الوظائف في قطاع الوقود الأحفوري نتيجة لهذا التحول.
  • الصعوبات الجغرافية: معظم الناس لا يرغبون في أن يعيشوا بجانب طواحين الهواء أو مزارع الطاقة الشمسية، لكن أين يجب وضع محطات الطاقة إذاً؟
  • البنية التحتية النشطة: صُمِّمَت الأسلاك والعديد من الأنظمة لنقل طاقة الوقود الأحفوري، وسنحتاج إلى بنية تحتية جديدة للاستمرار في العمل على مصادر الطاقة المستدامة، وتعد محطات شحن السيارات الكهربائية مجرد واحدة من العديد من هذه الموضوعات.
  • الدعم السياسي: يعد هذا التحول هائلاً وستتبعه أفضل النتائج بصورة طبيعية إذا حظي بدعم سياسي كامل.

إذا تمكنا من النجاح في التحول من الطاقة الأحفورية إلى الطاقة المتجددة، فهذا يعني أنَّنا قد اتخذنا خطوة كبيرة في إنقاذ العالم، على الرَّغم من أنَّنا ما زلنا بحاجة إلى تقليل التلوث والاستهلاك وتغيير عاداتنا الغذائية من أجل إنقاذ عالمنا حقاً، لكن سيؤدي تغيير مصدر الطاقة لدينا إلى كثير من الوعي والاهتمام السياسي لقضية تغير المناخ، وهذا بالتأكيد سيؤثر إيجاباً في عاداتنا الأخرى غير المستدامة.

ما يمكنك فعله لمساعدة العالم للقيام بهذا التغيير:

  • اتخاذ خيارات استهلاكية مستدامة.
  • دعم المبادرات البيئية مثل مجموعات الشباب السياسية، والمنظمات غير الحكومية التي تُعنى بشؤون البيئة، وحركات الحفاظ على البيئة، وما إلى ذلك.
  • التقليل من إنتاج النفايات، وتناول المزيد من الخضراوات والقليل من اللحوم وما إلى ذلك.

المصدر




مقالات مرتبطة