كيف نعالج مشكلة الدوار؟

الدوار هو إحساس مُربِك ومُزعج يمكن أن يجعل المرء يشعر بحالة من عدم التوازن وعدم الاستقرار، إنَّها حالة يمكن أن تحدث في أي وقت دون سابق إنذار، ويمكن أن تنتج عن مجموعة كبيرة من المشكلات الصحية الأساسية، ومن مشكلات الأذن الداخلية إلى الاضطرابات العصبية؛ لذلك فإنَّ أسباب الدوار عديدة ومتنوعة، لكن بصرف النظر عن سبب الدوار لديك، فإنَّ الخبر السار هو: توجد علاجات فاعلة متاحة للمساعدة على إدارة هذه الحالة المُزعجة وتخفيفها، وقد يصل الأمر إلى إنهائها كلياً.



سوف نستكشف في هذا المقال الطرائق المختلفة لعلاج الدوار؛ إذ تستطيع العودة إلى الشعور بالثبات والأمان في وقت قصير؛ لذا كن مستعداً جداً ودعنا نغوص في عالم علاجات الدوار.

العلاجات الطبيعية للدوار، كيفية تخفيف الدوخة دون دواء:

من المفيد أن نفهم الطرائق الطبيعية لعلاج الدوار في المنزل دون اللجوء إلى الأدوية؛ لأنَّنا يمكن أن نقوم بها بأنفسنا، إليك فيما يأتي بعض النقاط المحتملة التي يمكن القيام بها:

1. التمرينات والحركات:

يمكن لبعض التمرينات والحركات أن تساعد على إعادة تدريب نظام توازن الدماغ، وهذا قد يخفِّف من أعراض الدوار، ويمكن أن تشمل هذه التمرينات مناورة "إيبلي"، والتي تتضمن تحريك الرأس والجسم بطرائق محددة لطرد أي جزيئات قد تسبب الدوار وتمرينات "براندت داروف"، والتي تتضمن سلسلة من الحركات لمساعدة الدماغ على التكيف مع التغيرات في الوضع وتمرينات إعادة التأهيل الدهليزي، والتي غالباً ما يصفها المعالجون الفيزيائيون لمساعدة الأشخاص المصابين بالدوار لتحسين توازنهم وتقليل الدوار.

2. التغييرات في النظام الغذائي:

قد تساعد بعض التغييرات الغذائية على تخفيف أعراض الدوار مثل تقليل تناول الملح، والذي يمكن أن يساعد على تقليل تراكم السوائل في الأذن الداخلية وزيادة شرب الماء، وهذا يمكن أن يساعد على منع الجفاف، وبعض المكملات الغذائية مثل الزنجبيل والجنكة بيلوبا قد تساعد أيضاً على تخفيف أعراض الدوار.

3. إدارة الإجهاد:

يمكن أن يؤدي التوتر أحياناً إلى ظهور أعراض الدوار أو تفاقمها؛ لذا قد يكون إيجاد طرائق للتحكم بالتوتر مفيداً لبعض الأشخاص، ويمكن أن يشمل ذلك ممارسات مثل التأمل أو اليوجا أو تمرينات التنفس العميق.

4. أخذ قسط كافٍ من النوم:

قد يساعدك الحصول على قسط كافٍ من النوم أيضاً على تقليل أعراض الدوار، وقد يتضمن ذلك إنشاء بيئة نوم مريحة، والالتزام بجدول نوم ثابت، وتجنُّب المنشطات مثل الكافيين والنيكوتين قبل النوم.

شاهد بالفديو: 12 حقيقة عن قلة النوم.. هكذا يقودك السهر إلى الهلاك!

5. العلاجات المنزلية:

توجد مجموعة متنوعة من العلاجات المنزلية التي قد تساعدك على تخفيف أعراض الدوار، مثل وضع ضغط دافئ على الرقبة أو الجبهة وشرب كثير من الماء والسوائل وتجنب حركات الرأس المفاجئة.

من الهام ملاحظة أنَّ هذه العلاجات الطبيعية قد تكون مفيدة لبعض الأشخاص المصابين بالدوار؛ لكنَّها قد لا تكون مناسبة للجميع، ومن الجيد دائماً التحدث مع اختصاصي الرعاية الصحية قبل تجربة أية علاجات، وخاصة إذا عانيت حالة طبية أخرى أو تتناول أدوية.

دور التوتر في الدوار، كيفية إدارة الدوخة المرتبطة بالقلق:

يمكن أن يكون الإجهاد مُحفِّزاً للدوار؛ إذ يمكن أن يسبِّب تغيرات في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب والاستجابات الفيزيولوجية الأخرى التي يمكن أن تعطل أنظمة توازن الجسم، وقد يجد الأشخاص الذين يعانون الدوار أنَّ أعراضهم تزداد سوءاً عندما يشعرون بالتوتر أو القلق.

تتمثل إحدى طرائق إدارة الدوار المرتبط بالقلق في معالجة مصدر التوتر الأساسي، وقد يتضمن ذلك ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التأمل أو اليوجا، والتي يمكن أن تساعد على خفض مستويات التوتر وتقليل احتمالية ظهور أعراض الدوار، ويمكن أن تشمل استراتيجيات الحد من التوتر الأخرى ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام، أو قضاء الوقت في الطبيعة، أو ممارسة اليقظة.

توجد طريقة أخرى للتعامل مع الدوار المرتبط بالقلق وهي طلب المساعدة المتخصصة، ويمكن أن يكون العلاج أو الاستشارة طريقة فاعلة لمعالجة الأسباب الجذرية للتوتر والقلق ولتطوير استراتيجيات التأقلم للسيطرة على هذه المشاعر، وفي بعض الحالات يمكن أيضاً وصف الأدوية للمساعدة على تخفيف أعراض القلق.

من الهام أيضاً أن يهتم الأشخاص المصابون بالدوار بصحتهم العامة ورفاهيتهم، وقد يشمل ذلك الحصول على قسط كافٍ من النوم واتباع نظام غذائي صحي وتجنب الكحول والكافيين اللذَين قد يؤديان إلى التوتر والقلق؛ ومن ثَمَّ تفاقم أعراض الدوار، ومن الهام أيضاً تجنب النشاطات التي يمكن أن تزيد من خطر السقوط، مثل القيادة أو تشغيل الآلات الثقيلة حتى تسيطر على أعراض الدوار.

بذلك تضمن إدارة الدوار المرتبط بالقلق معالجة الإجهاد الأساسي من خلال تقنيات الاسترخاء وطلب المساعدة المهنية والعناية بالصحة العامة والرفاهية، ومن خلال تنفيذ هذه الاستراتيجيات يمكن للأشخاص الذين يعانون الدوار إدارة أعراضهم إدارة أفضل وتحسين نوعية حياتهم، ويكونون بذلك قد أصابوا عصفورين بحجر واحد، القلق والدوار.

هل يمكن للعناية بتقويم العمود الفقري أن تساعدك على علاج الدوار؟

الرعاية بتقويم العمود الفقري هي نوع من الطب البديل الذي يركز على الجهاز العضلي الهيكلي وخاصة العمود الفقري وكيف يؤثِّر في الجهاز العصبي، ويستخدم ممارسو العلاج بتقويم العمود الفقري المعالجة اليدوية وغيرها من التقنيات لتحسين وظيفة المفاصل وتقليل الألم وتحسين الصحة العامة.

توجد بعض الأدلة التي تشير إلى أنَّ العلاج بتقويم العمود الفقري قد يكون مفيداً في علاج الدوار، وخاصة عندما يكون ناتجاً عن مشكلات في الرقبة أو العمود الفقري العنقي، والفكرة هي أنَّ المعالجة اليدوية للرقبة يمكن أن تحسِّن تدفق الدم إلى المخ والأذن الداخلية، وهذا يساعد على تخفيف الدوخة وأعراض الدوار الأخرى.

وجدت إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة Journal of Chiropractic Medicine أنَّ نوعاً معيناً من العلاج بتقويم العمود الفقري يُعرف باسم "مناورة Gufoni" كان فاعلاً في تقليل أعراض الدوار لدى المرضى الذين يعانون نوعاً معيناً من اضطرابات الأذن الداخلية، وقد أظهرت دراسات أخرى نتائج متباينة؛ إذ اقترح بعض الأشخاص أنَّ العلاج بتقويم العمود الفقري قد يكون مفيداً لأنواع معينة من الدوار دون غيرها.

من الهام ملاحظة أنَّ بعض الأشخاص قد يجدون الراحة من أعراض الدوار من خلال العناية بتقويم العمود الفقري، فإنَّ هذا النهج غير مناسب أو فاعل للجميع، ومن الأفضل دائماً استشارة مقدم الرعاية الصحية قبل البدء في أي علاج جديد للدوار خاصةً إذا عانيت حالات صحية أساسية أو تناولت الأدوية.

بذلك ما يزال الدليل على فاعلية العلاج بتقويم العمود الفقري للدوار محدوداً إلى درجة ما؛ لكنَّه قد يكون خياراً قابلاً للتطبيق بالنسبة إلى بعض المرضى، ويجب على أي شخص يفكر في العلاج بتقويم العمود الفقري للدوار مناقشة المخاطر والفوائد مع ممارس مؤهل، واتخاذ قرار مستنير بشأن خيارات العلاج الخاصة به.

إقرأ أيضاً: 9 نصائح مفيدة للتخلص من آلام الرقبة

الحفاظ على صحة جيدة للأذن والدماغ جيدة ضروري لتجنب أخطار الدوار:

يمكن أن يكون الدوار حالة مُحبِطة وغير مُريحة للإنسان المصاب به، لكن توجد خطوات عديدة تستطيع اتخاذها للمساعدة على منع حدوثه في المقام الأول، وتستطيع من خلال الحفاظ على صحة جيدة للأذن والدماغ، تقليل خطر الإصابة بالدوخة والأعراض الأخرى المرتبطة بالتوازن.

من أهم الأشياء التي تستطيع القيام بها للوقاية من الدوار حماية أذنيك من التلف أو التعرض لضغوطات، فقد يؤدي التعرُّض للضوضاء الصاخبة على سبيل المثال إلى إتلاف الخلايا الرقيقة في الأذن الداخلية، وهذا قد يخل بنظام التوازن ويسبب الدوار، وحاول لحماية أذنيك تجنُّب البيئات الصاخبة قدر المستطاع، أو ارتد سدادات الأذن أو غيرها من وسائل حماية السمع إذا كان لا بُدَّ من الوجود في جو من الضوضاء العالية.

إضافة إلى حماية أذنيك من الهام أيضاً أن تظل رطباً؛ إذ يمكن أن يتسبب الجفاف في حدوث دوار وأعراض أخرى تتعلق بالتوازن؛ لذا احرص على شرب كثير من الماء طوال اليوم، وتجنَّب الكحوليات والكافيين؛ لأنَّهما قد يساهمان أيضاً في الجفاف وتعطيل نظام التوازن، وهذا قد يسبِّب ظهور الدوار أو تفاقم أعراضه بشدة.

عامل رئيسي آخر في منع الدوار هو الحفاظ على وضعية جيدة؛ إذ يمكن أن يؤثِّر سلباً الوضع السيئ للرأس والرقبة، وهذا قد يؤثِّر بدوره في الأذن الداخلية ونظام التوازن؛ لذلك حاول الجلوس والوقوف مستقيماً وتجنَّب الانحناء أو التراخي لفترات طويلة من الزمن.

إقرأ أيضاً: 6 طرق آمنة للتخلص من الشمع المتراكم داخل الأذن

في الختام:

يُعدُّ علاج الدوار جانباً هاماً لإدارة الحالة الصحية للإنسان، ويتطلب نهجاً متعدد التخصصات لتحقيق النتائج المُثلى، من الأدوية التي يصفها الطبيب إلى التمرينات الرياضية وحتى الجراحة في الحالات الشديدة والمستعصية.

توجد خيارات علاجية عديدة متاحة للتخفيف كثيراً من أعراض الدوار وإعادة التوازن إلى حياة الفرد المصاب، ومع ذلك فمن الهام جداً استشارة مقدِّم الرعاية الصحية لتحديد السبب الكامن وراء الدوار ووضع خطة علاج شخصية تناسب احتياجات الفرد الخاصة، ومن خلال التشخيص والعلاج المناسبَين يمكن لأولئك الذين يعانون الدوار التغلب على هذه الحالة الصعبة والمزعجة، والتمتع بحياة مُرضية وسعيدة مع كثير من الاستقرار والثقة.




مقالات مرتبطة