كيف تكون صبوراً؟

كيف يمكن للمرء أن يتحول من شخصٍ قليل الصبر إلى شخصٍ صبور بطبيعته؟ يجب أن تدرك بادئ الأمر أنَّ الصبر، مثله مثل السمات الأخرى التي تتحلى بها، مزيجٌ من معتقداتك ببساطة، والتي تكونت نتيجة تربيتك أو نتيجة مواقف واجهتها سابقاً؛ هذا يعني أنَّك لست قليل الصبر بسبب طبعك أو لأنَّها سمةٌ ورثتها، بل جاء ذلك نتيجةً لبعض المعتقدات التي كونتها عن نفسك، وعن العالم من حولك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "سلستين تشوا" (Celestine Chua)، وتشرح من خلاله مشكلة نفاذ الصبر وتحلِّل أسبابها وتقدِّم بعض الحلول لمعالجتها بناءً على تجربتها الشخصية.

يمكن معالجة نفاد الصبر باستخدام عبارات التشجيع، وتنظيم التنفس، والتأمل، وغيرها من المهارات التي قد تكون فائدتها محدودة، نظراً لأنَّها لا تعالج السبب الجذري للمشكلة؛ لذا فالنقطة الأهم، أن تفهم السبب الجذري لنفاد صبرك، وتجد حلاً له من داخلك وليس من البيئة التي تحيط بك؛ الأمر الذي سيحدث تغييراً دائماً في سلوكك.

السبب الجذري لنفاد الصبر:

ما الذي يقود إلى نفاد الصبر إذاً؟

لفهم ذلك، علينا ابتداءً أن نعرف معنى كلمة "نفاد الصبر"؛ إذ وفقاً لقواميس اللغة، يعني نفاد الصبر قلة التحمل، التململ، عدم تقبُّل أيِّ أمرٍ محبطٍ، أو أيِّ تأخيرات وعراقيل.

لا يرغب الشخص قليل الصبر في انتظار الآخرين أبداً، أو يفعل هذا على مضض، ويشعر بالغضب عندما لا تسير الأمور كما خطط لها، وعادةً ما ينتابه إحساسٌ عميق بالضرورة الملحة للانتهاء من الأمور، والانتقال إلى الأمر التالي، أو المهمة التالية، أو المكان التالي، أو المحطة التالية، وقليلاً ما يكترث أو يهتم لما يجري في اللحظة الراهنة، نظراً لانشغال عقله بالتفكير فيما عليه فعله لاحقاً.

كما ترى، فإنَّ الشخص قليل الصبر غالباً ما يشعر بقدرٍ كبير من الإلحاح والضغط الداخلي والتوتر؛ إذ يبدو الأمر كأنَّه يحاول الاستعجال للوصول إلى مكان ما، أو يحتاج إلى إنهاء أمرٍ ما بأسرع وقت ممكن.

لكن لماذا يشعر الشخص قليل الصبر بالحاجة الملحة أكثر من غيره؟ ما سبب هذا الإلحاح؟ ما هو بالضبط كل هذا الاندفاع؟

إقرأ أيضاً: 8 خطوات كي تصبح أكثرَ صبراً وحِلماً

تجربتي مع نفاد الصبر:

ربما قد يكون في مشاركة تجربتي مع نفاد الصبر بعض الفائدة.

لقد اعتدتُ أن أكون شخصاً قليل الصبر للغاية، وكنت أشعر بالضيق عندما يقف الناس في طريقي؛ فلم أستطع قط انتظار الحافلة لأكثر من بضع دقائق، حتى يتملَّكني شعورٌ بالغضب من المدة التي استغرقها الأمر، وإذا كان تقدُّم الأمور أبطأ من المتوقع، كنت أشعر بالانزعاج والغضب، وتغدو الأسئلة التي تجول في خاطري مثل "لماذا هذا بطيء للغاية؟"، "لماذا لا يُنجز هذا الأمر على نحو أسرع؟ وماذا بعد؟"، أكثر من مألوفةٍ بالنسبة إليَّ.

ما يبعث على الاستغراب في الأمر، أنَّني لم أدرك أبداً أنَّني أعاني من نفاد الصبر إلا منذ عام؛ إذ يبدو أنَّ المرء لا يدرك مدى تورطه في أمر ما، حتى يفكر في الأمر ملياً؛ لطالما اعتقدت سابقاً أنَّ ردود أفعالي كانت طبيعية، وأنَّها مجرد ردودٍ غير محسوبة يمكن أن يُقدِم عليها أيُّ شخصٍ واجه الموقف نفسه؛ لكن عندما توقفت للحظة، وتأملت في أفكاري وسلوكي، أدركت حينها أنَّني شخصٌ قليل الصبر للغاية بالحقيقة.

وعندما تعمقت في البحث عن سبب مشكلة نفاد صبري، فتحت إجاباتي عينيَّ على الحقيقة؛ إذ تساءلت بكل صراحة عن السبب الذي يجعلني دائماً في عجلة من أمري، واتضح أنَّني كنت مهووسة للغاية بالوصول إلى رؤية معيَّنة، وهدفٍ مستقبلي محدد، لدرجة أنَّني فوَّت عيش اللحظة الحالية كلياً.

ثم عندما تعمقت أكثر، أدركت أنَّ كل هذا التركيز على المستقبل، كان سببه الشعور المتأصل بعدم الرضى عن نفسي؛ إذ لطالما كان لديَّ اعتقادٌ راسخٌ نابعٌ من عقلي الباطن، بأنَّني لست جيدةً بما فيه الكفاية، وتصورت أنَّه إذا تمكنت من إحداث تغييرٍ في نفسي، وتحقيق رؤى أكبر وأهدافٍ أكثر، سأكون راضيةً وسعيدةً بنهاية المطاف؛ لذلك ركَّزت نظري على المستقبل، واتخذته منه مصدراً لخلاصي.

لكنَّ ذلك لم ينجح على الوجه الذي تخيلته؛ إذ في حين أنَّني كنت أشعر بالسعادة كلما وصلت إلى هدفٍ من أهدافي، غير أنَّ ذلك لم يكن ليتعدى مسألة مرور بعض الوقت، حتى أبدأ بالتساؤل عن الخطوة التالية، وأعود لتلك الشخصية التي لا تطيق صبراً، كنت دائماً في عجلةٍ من أمري، أحاول الانتقال من مكان - سواء كان ذلك تصوراً عقلياً أم مكاناً فعلياً - إلى آخر، وكنت مدفوعةً للاستمرار، ومتابعة السير، لتحقيق هذه الرؤية بعيدة المنال، كي أحظى أخيراً بالسعادة التي طالما تمنيتها.

عدم الرضى عن الذات وعلاقته بنفاد الصبر:

لم تكن المشكلة أنَّني لم أحقق هدفي الأسمى بعد؛ إذ لن تعرف أهدافي أو رؤيتي نهايةً، ما دام هناك دائماً مجال للنمو، وكذلك الأمر بالنسبة إلى رغبتي في وضع الأهداف أيضاً، فالرغبة في تحسين الحال جزءٌ لا يتجزأ من كوني إنسانة، وليس ثمة أسوأ من أن تكون شخصاً بلا رؤيةٍ أو أحلام.

كانت المشكلة تتمثل بأمرين؛ أولهما الشعور بالحزن الراسخ في نفسي، والثاني الاعتقاد بوجوب تحقيق شيء ما، كي أعيش بسعادة وأكون جيدةً بما فيه الكفاية، وقد استمر هذا الاعتقاد لديَّ بأنِّي أعاني من خطبٍ ما، وأنَّ ثمة أمراً لا بدَّ من إصلاحه، ما دفعني إلى مواصلة التطلع إلى المستقبل لسد هذه الثغرة.

لكنَّ هذا لم يكن صحيحاً؛ إذ لم أكن أعاني من أيِّ خطب، ولم يكن لدي أيُّ عيبٍ باللحظة الحالية التي أعيشها، كان اعتقادي الخاطئ هذا، سبباً في شعوري المتواصل بعدم الرضى، ومحاولتي المستمرة لمعالجة النواحي التي تبعث في نفسي هذا الشعور، والذي بقي يلازمني حتى بعد أن عالجتها.

لقد كان مجرد اعتقادٍ خاطئ، ذلك الذي عزز هذه الرغبة غير المتناهية في الاستعجال دائماً، وتسريع الخطى، ومتابعة التقدم، كي أتمكن من الانتقال إلى الأمر الأهم الذي يليه.

كان هذا على وجه التحديد ما جعل كل شيء تقريباً يثير أعصابي، لأنَّ كل أمرٍ صغير - تأخُّر الحافلة أو تعطل آلة النسخ - كان عائقاً في طريق تحقيق رؤيتي النهائية، والتي بدورها منعتني من أن أصبح شخصاً محبوباً ومرغوباً فيه؛ كل هذه الأشياء الصغيرة وقفت عائقاً في طريقي تحقيق سعادتي، وكان الشعور بالذعر من العالم الخارجي، سببه خوفي من أن أقضي ثانيةً أخرى وأنا على هذه الحالة التي أكرهها.

كان الحل لمشكلة نفاذ الصبر أخيراً، معالجة المعتقدات التي آمنت بها، والتي كانت تحد من قدراتي؛ إذ تساءلت عن السبب وراء شعوري المستمر بأنَّني لست جيدةً بما فيه الكفاية، وعن مبررات كرهي لنفسي على هذا النحو، وعندما فعلت ذلك، تلاشت مشاعر نفاد الصبر بسهولة، وهكذا أصبحت صبورة.

شاهد بالفيديو: 7 خطوات لبلوغ الرضا عن الذات

نفاد الصبر: عاطفة لا مكان لها في قلبك

قد لا يكون السبب الجذري لنفاد الصبر متشابهاً لدى الجميع، وتُعَد قصتي التي شاركتها مثالاً عن أنَّ نفاد الصبر هو في الحقيقة نتيجة، وليس مشكلةً تجب معالجتها.

ورغم أنَّه من الطبيعي أن تتطلع إلى المستقبل، وترغب في تحقيق أهدافك بأقرب وقت ممكن، إلا أنَّ هناك بالتأكيد خطباً ما، عندما تتجلى هذه الرغبة بصورةٍ متكررة كشعور دائمٍ بنفاد الصبر، وسببٍ للشعور بالضغط على الذات على نحو غير صحي، واستياءٍ من العوائق التي تقف في طريقك؛ إذ إنَّ جميعها مشاعر سلبية مشحونة بالتوتر، أساسها الشعور بالخوف، ولا مكان لها في حياتنا؛ بل عادةً ما يشير وجودها إلى معتقدات غير بنَّاءة ينبغي معالجتها بأقرب وقت.

من حق المرء أن تكون لديه رغبة في تحقيق مستقبلٍ أفضل، وفي العيش بسلامٍ في ظل اللحظة الراهنة، لكنَّهما خياران لا ينفي أحدهما الآخر.

سأطلعك الآن على تمرينٍ بسيطٍ مدته 15 دقيقة، للبحث عن السبب الكامن وراء نفاد الصبر لديك؛ فإذا كنت تمر بنوباتٍ من نفاد الصبر في بعض الأحيان، أو كنت تفقد صبرك معظم الوقت، اعتمد هذا التمرين لاكتشاف السبب الجذري وراء هذه السمة غير المرغوب فيها.

تمرين للكشف عن نفاد الصبر:

أحضر قلماً وورقة، أو افتح معالج النصوص المفضل لديك، واستعد للكتابة:

  1. فكر في الأحداث الأخيرة التي فقدت صبرك خلالها.
  2. اسأل نفسك عن سبب نفاد صبرك، واكتب كل ما يتبادر إلى ذهنك.
  3. تعمَّق أكثر في إجاباتك عن طريق التشكيك فيها؛ تساءل عن سببها، أو اطرح أسئلة إضافية كي لا تنقطع سلسلة أفكارك.
  4. كرر الخطوة السابقة حتى تصل إلى جذر المشكلة.

مثال 1:

خذ على سبيل المثال، رجلاً نزقاً باستمرار في التعامل مع الأشخاص من حوله، بالرغم من أنَّ الجميع يتجنب إزعاجه.

لماذا أنا نافد الصبر للغاية؟

أنا لا أتحلى بالصبر لأنَّ الآخرين بطيؤون للغاية، ولقد سئمت وتعبت من وقوف الناس عقبةً في طريقي، لا مزيد من الانتظار، فقد حان الوقت لفعل الأمور بطريقتي الخاصة.

ما الذي يجعلني في عجلةٍ من أمري؟

أحلامي، مستقبلي المثالي.

لماذا أنا في عجلةٍ من أمري للوصول إليها؟

لأنَّني أضعت وقتاً كافياً بانتظار الآخرين، أنا لم أتقدم بالعمر بعد، وكل مرة أنتظر فيها، هي وقتٌ ضائع.

لماذا أنا في عجلة من أمري للوصول إلى ما أريد؟

لأنَّني لا أريد أن أموت من دون أن أحقق إنجازاً يُنسب إليَّ، وإلا سأضع نفسي في موقفٍ مؤسفٍ للغاية.

لماذا؟

لأنَّ من الهام ألَّا أموت من دون أن أترك إرثاً ما خلفي.

لماذا؟

لأنَّني إذا لم أفعل ذلك، سأُعَد شخصاً معدوم الجدوى.

لماذا؟

لأنَّني فاشل.

الاستنتاج:

نفاد الصبر لدى هذا الشخص ينبع من اعتقاده بأنَّه لا يصلح لفعل شيء، ومن ثم فهو دائماً في عجلة من أمره لبذل المزيد، وفي محاولة مستمرةٍ لإثبات قدراته، وقد اتضح أنَّ والده كان يحط من قدره منذ صغره، ما جعله ينظر إلى نفسه على أنَّه شخصٌ معدوم الفائدة، وعلى الرغم من أنَّ والده فارق الحياة، إلا أنَّ هذا الشعور ما زال يلازمه حتى اليوم.

الحل: يكمن الحل في معالجة الاعتقاد الخاطئ بأنَّه شخصٌ معدوم الفائدة؛ فالسبب الذي يدفعه إلى التفكير على هذا النحو، هو الطريقة التي عامله بها والده عندما كان صغيراً، وليس لأنَّه لا يصلح لشيء، ومعالجة الاعتقاد الخاطئ ستحرِّره من قيود ماضيه، والذي بدوره سيخلصه من مشكلة نفاد صبره الدائم.

إقرأ أيضاً: 35 قول وحكمة عن أهمية الصبر في حياة الإنسان

المثال رقم 2:

المثال الثاني هو الأم التي تفقد صبرها مع أطفالها على الدوام.

لماذا أفقد صبري مع أطفالي؟

أنا لا أصبر عليهم لأنَّهم دائماً يعبثون وينشرون الفوضى ولا ينفذون تعليماتي، ويتشتت تركيزهم بسرعة.

لماذا يضايقني هذا الأمر؟

لأنَّهم بحاجة إلى تعلُّم إنجاز الأمور على النحو الصحيح؛ إذ سيأتي يومٌ لن أكون إلى جانبهم فيه، وعندما يحدث ذلك، سيتعيَّن عليهم الاهتمام بأنفسهم، ولست متأكدةً إن كان بإمكانهم فعل ذلك في غيابي.

لماذا يزعجني هذا؟

لأنَّ والدتي لم تكن موجودةً لتعلمني الأشياء البسيطة في الحياة؛ توفيت عندما كنت طفلةً صغيرة؛ لذا كان عليَّ تعلُّم كثير من الأمور بعد معاناة؛ تلك الأمور التي يتعلمها الآخرون من والديهم بسهولة؛ وبسبب ذلك، شعرت أنَّ نصيبي من الأمور كان الأسوأ دائماً، على عكس الآخرين الذين كان والديهم بجانبهم، وشعرت بأنَّ الحياة لم تكن عادلة.

الاستنتاج:

تحمل هذه الأم شعوراً بالتظلم تجاه والدتها لموتها وهي صغيرة، وتجاه الحياة لأنَّها سلبتها إيَّاها قبل أوانها، وهي تخشى ألَّا تكون دائماً بجانب أطفالها لترشدهم وتقدِّم العون إليهم؛ لذا فرضت هذه المشاعر من غير قصدٍ على أطفالها، ما أدى إلى نفاد صبرها معهم، في حين أنَّها بالواقع تتصرف بناءً على ماضيها، بدلاً من رعاية أطفالها بالطريقة المناسبة.

الحل: التخلي عن خوفها وشعورها بالتظلم، من خلال معالجة تلك المشاعر المكبوتة، والنظر إلى أطفالها على أنَّهم أرواحٌ شابة بريئة بحاجة إلى الرعاية، ولا ذنب لهم بالفقد الذي عانت منه في طفولتها، ولا ينبغي لهم التعامل مع ذلك.

بعض الأفكار المتعلقة بمعالجة المعتقدات من الماضي:

بالنظر إلى الماضي، أدركت أنَّ نفاد صبري كان ضاراً جداً بصحتي، ولم يكن ممكناً حينها ملاحظة الكثير من آثاره السلبية على الفور، وإنَّما أخذت تتفاقم ببطء مع مرور الوقت، وشعرت بالفرق فقط عندما تخلصت من نفاد صبري.

على سبيل المثال، لم أدرك كم كانت عضلات وجهي متشنجة، ومن ذلك جبهتي، حتى عالجت السبب الجذري لنفاد صبري؛ إذ في السابق، كنت أبدو كأنَّني شخصٌ دائم العبوس، وكنت أعرف أنَّ وجهي لطالما كان متشنجاً قليلاً، لكنَّني لم أكن أعلم أنَّ نفاد صبري كان السبب في ذلك.

كنت دائماً أقلق بشأن أبسط الأمور، على الرغم من أنَّني لم أكن أظهر ذلك، وهذا ما جعلني شخصاً سريع الانفعال، كنت أحاول بعدها محاربة تلك المنغصات داخلياً كي لا تظهر السلبية إلى العلن، ما جعلني أشعر بأنَّني أحترق من الداخل.

ربما كانت المشكلة الأكبر أنَّ نفاد صبري جعلني أعيش في المستقبل بدلاً من الحاضر؛ إذ غالباً ما كنت لا اكترث بما يجري في الوقت الحاضر، نظراً لانشغالي الشديد بالتفكير فيما هو آت.

على النطاق الضيق، كان هذا يعني أنَّني غالباً ما فوتت تفاصيل كنت سألاحظها لو كنت حاضرة الذهن أكثر من ذلك، وكما يقولون، في العجلة الندامة وفي التأني السلامة، أمَّا على النطاق الواسع، فلم أكن أتنعَّم بالحياة كما يجب؛ إذ كنت مجرد عاملة، تتنقَّل من مكانٍ إلى آخر بكل نشاط، ولم أكن أعيش حياةً حقيقية كما كان من المفترض أن أفعل.

أمَّا اليوم فأنا سعيدة لأنَّني أتنعَّم بفضيلة الصبر، لقد تغيرت حياتي كلياً، وأنا الآن أكثر سعادةً من أيِّ وقت مضى؛ أحيا في سلامٍ مع نفسي، وأعيش اللحظة الحالية لا المستقبل، وفي الوقت نفسه، ما زالت لديَّ آمالٌ كبيرة للمستقبل، أسعى باستمرارٍ إلى تحقيقها، فأنا أحب اللحظة الحالية التي أعيشها، وأتوق إلى تحقيق مستقبلٍ أفضل؛ إنَّها اللحظة التي أعيش من أجلها الآن؛ لا المستقبل، ولا الماضي بالتأكيد.

في الختام:

أتمنى أن يكون هذا المقال مفيداً في تنمية فضيلة الصبر لديك، ولتعلم أنَّ الصبر موجودٌ في داخلك بالفعل، ولست مضطراً إلى فرضه عمداً على نفسك، ولكي تصبح شخصاً صبوراً بالفعل عقلاً وقلباً وجسداً وروحاً، ما عليك إلا معالجة المعتقدات الخاطئة التي تفقدك صبرك، وعندما تفعل ذلك، ستجد الصبر فضيلةً لا تحتاج إلى عناء.

المصدر




مقالات مرتبطة