كيف تقابل أشخاصاً مثيرين للاهتمام؟

من الهام أن تقابل أشخاصاً يشبهونك بالتصرف والتفكير ويشاركونك أهدافك ويقدمون لك الدعم لتحقيقها، لكن ماذا لو كان كلُّ شخص تعرفه شخصاً ممِّلاً؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون سكوت إتش يونغ (Scott H Young)، ويخبرنا فيه عن تجربته في البحث عن أشخاص مميزين في الحياة.

قد يقول أحدهم إنَّ معظم الأشخاص الذين يعرفهم هم أشخاصٌ مملين؛ فقد يجد صعوبةً في التواصل مع أشخاصٍ يفتقرون إلى الطموحات أو الشغف بالحياة أو الدافع لفعل أيِّ شيء رائع.

أرى أنَّ هذا شائع إلى حدٍّ ما؛ فإذا كنت شخصاً طموحاً تسعى إلى تحسين ذاتك، تبدو غالباً الجموع من حولك كسولةً ومتوسطة المستوى، ويهتمون بالأمور البسيطة في الحياة، ويشغلون تفكيرهم بتفاصيلها الدقيقة، ونادراً ما يتطرقون إلى القضايا الهامة حقاً.

ثمة كثير من الأشخاص المثيرين للاهتمام:

معظم الناس ليسوا استثنائيين؛ فإذا كان الجميع استثنائياً سيكون ذلك أمراً عادياً، ولن تذكر هذه الصفة على أنَّها صفة خاصة ومميزة؛ لذلك لا تتوقع أن يكون لدى كلِّ شخص تقابله القيم نفسها أو الطموحات التي تمتلكها أو الدافع الذي تمتلكه.

لحسن الحظ، لا داعي ليكون الجميع مثيرين للاهتمام؛ فأصدقاؤك هم مجرد جزء صغير من الناس، بالنسبة إلي لدي بضع مئات من الأصدقاء منهم بضع عشرات من الأصدقاء المقربين، وأقل من حفنة من الأصدقاء المميزين؛ لذا من بين أكثر من 6 مليار شخص يشكِّل أصدقائي المقربون أقل من 0.00000001% من سكان العالم.

يمكنك بسهولة مع هذا النوع من الاحتمالات أن تكون محاطاً بأشخاصٍ مثيرين للاهتمام لديهم أهداف مثيرة للاهتمام أيضاً إذا اخترت ذلك.

شاهد بالفيديو: بناء العلاقات: 8 قواعد للترويج الذاتي

الاهتمام بالآخرين عوضاً عن إثارة اهتمامهم بنا:

لا أعتقد أنَّ المشكلة الحقيقية هي أن تكون محاطاً بأشخاص مملين؛ فأودُّ أن أوكد أنَّ لدى معظم الناس وفرة من الأشخاص المثيرين للاهتمام من حولهم، ولكنَّهم لا يلاحظون ذلك.

لقد وجدت أنَّ الأشخاص الطموحين أكثر عرضةً من غيرهم للمعاناة من هذه المشكلة، ومن الآثار الجانبية للسعي وراء أهدافك بطريقةٍ مهووسة أن تنشغل بنفسك وأفكارك ليس بدافع الغرور فقط، لكن لأنَّ عقلك مجبر على استبعاد كثير من الأفكار الأخرى من أجل التركيز على مساعيك فقط؛ فبدفعك لتلك الأفكار ينتهي بك الأمر بقضاء معظم وقتك في التفكير في نفسك فقط.

يمكن أن ينتقل طموحك إذا لم تكن حريصاً إلى محادثاتك مع أشخاص آخرين؛ لذلك عندما تقابل شخصاً جديداً؛ فإمَّا أن تتحدث عن نفسك، أو أن تحاول الإصغاء إلى محادثته لمعرفة ما إذا كان أيُّ شيء منها ينطبق عليك، فتتكلم أو تنتظر دورك في الكلام.

لقد كان هذا بالتأكيد عيباً موجوداً في شخصيتي في الماضي؛ فأنا متحدث أكثر عدوانية؛ لذلك يمكنني مقاطعة بعض الأشخاص الأكثر هدوءاً حينما يتحدثون عن نشاطاتهم، وقد حققت بعض النجاح في التغلب على هذه المشكلة، لكن كما هو الحال في الأشياء جميعها ما تزال قيد الحل.

الحل هو التوقف عن محاولة إثارة اهتمام الآخرين في المحادثات، وأن تهتم أنت بالآخرين من حولك بدلاً من ذلك؛ فناسٌ كثيرون لديهم أهداف أو تجارب حياتية أو طموحات مثيرة للاهتمام، لكن هذه السمات الفريدة لا تظهر إلا بعد صرف بعض الطاقة في التعرف إليها والتعلم منها.

محاولة إثارة إعجاب الآخرين تُظهر انعدام الأمن:

الأشخاص الواثقون حقاً لا يحتاجون إلى أشخاص آخرين ليثبتوا لهم ذلك، ومحاولة إقناع الآخرين بحياتك أو طموحاتك أو أهدافك، تُظهر فقط أنَّك غير مطمئن بشأنها في قرارة نفسك.

إذا كنت تقضي معظم حوارك تتحدث عن نفسك، فإنَّك تفوت الفرصة للعثور على أشخاص آخرين مثيرين للاهتمام، وأودُّ أن أقول إنَّ 90% من الأصدقاء الذين أعرفهم لديهم طموحات مثيرة للاهتمام، ولم يبدو لي أنَّهم جديرون بالملاحظة خاصة في البداية؛ لذا كان عليَّ أن أتعرف إليهم أكثر بالإصغاء إلى تجاربهم التي خاضوها.

العيب الآخر في محاولة التأثير هو أنَّه عادةً ما يأتي بنتائج مخالفة؛ فعندما تحاول إخبار الناس عن الجوانب الشيقة في حياتك، عادةً ما ينتهي بهم الأمر إلى الاستخفاف بك والتقليل من شأنك؛ لذلك بدلاً من أن تصبح أكثر إثارة للاهتمام، فقد تصبح مجرد شخص مغرور.

إقرأ أيضاً: 11 نصيحة تساعدك لتصبح اجتماعياً أكثر

التواصل مع أشخاص يحملون أفكاراً مختلفة:

يوجد موقفٌ آخر يعوق بعض الناس اجتماعياً؛ وهو محاولة مقابلة الأشخاص الذين يشاركونك القيم نفسها تماماً، فإذا كنت مؤيداً لحركات الدفاع عن البيئة أو نباتيَّاً، فلا تقصر نفسك على الأشخاص المنتمين لهذه الفئات فقط؛ بل ابحث عن أشخاص متحمسين ومؤيدين للحياة، واكتشف عدد الأشياء المشتركة بينكم.

فمعظم الناس لا يعدون أنفسهم متحيزين، ولكنَّهم يتقصدون عدم التعرف إلى أيِّ شخص لا يتناسب مع مجموعتهم، وأعتقد أنَّ هذا خطأ كبير؛ لأنَّك إذا كنت تتعامل مع أشخاص يشبهونك فقط، فكيف ستقابل أيَّ شخص مثير للاهتمام حقاً؟

من سمات المجموعة أنَّ أدمغة أعضائها جميعاً تتبرمج للتفكير بطريقة متماثلة؛ لذا لا تشكل مجموعاتٍ منعزلة؛ بل كن على استعداد لمقابلة أشخاص لا تتفق معهم بشأن 90% من قيمك؛ وذلك لتتمكن من التعلم من الـ 10% الأخرى.

إقرأ أيضاً: كيف تتواصل مع الناجحين دون أن تتطفل عليهم؟

في الختام: أين تجد الأشخاص المثيرين للاهتمام؟

إنَّهم في كلِّ مكان، وغالباً لا يكون الأشخاص الذين تشتبه بهم أولاً، لكن إذا قضيت وقتاً طويلاً في التركيز على نفسك، فلن تجدهم أبداً.

المصدر




مقالات مرتبطة