كيف تعيش حياتك بنشاط وحيوية من خلال النوم لمدة 5 ساعات فقط؟

لقد اعتدتُ منذ عدة سنوات أن أُسيِّر أموري وأُنجز أعمالي اليومية بالحصول على 4-5 ساعات فقط من النوم في الليلة، ولم أُدرِك كم كان ذلك غير اعتياديٍّ حتَّى الأسابيع القليلة الماضية حين كنتُ أتحدثُ مع بعض زملائي في العمل، فقد شعروا بغرابة كبيرة تجاه نومي لساعات قليلة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب والمدوِّن "ستيفن أتشيسون" (Steven Aitchison)، ويحدِّثُنا فيه عن طريقة إنجاز جميع واجباتنا بالحصول على قسط قليل من النوم.

فأغلبُهم يحتاج إلى 8 ساعات من النوم كلَّ ليلةٍ، وقد دفعني ذلك إلى التفكير في مصدر الأسطورة التي تدَّعي الحاجة إلى ثماني ساعات من النوم على الأقل في كلَّ ليلةٍ.

لقد أجريتُ بعض الأبحاث ووجدتُ أنَّها حقيقةٌ علمية في الواقع؛ إذ ينصح العلماء بالحصول على 7-9 ساعات من النوم على الأقل كلَّ ليلةٍ اعتماداً على العمر والجنس ونوع العمل الذي يقوم به الشخص؛ وهذا ما دفعني إلى التساؤل عن سبب حاجتي إلى النوم بمقدار 4-5 ساعات فقط في حين يحتاج الآخرون - كزوجتي مثلاً - ما يُقارب 8 ساعات من النوم كلَّ ليلة.

لذا قرَّرتُ إجراء تجربة صغيرة تتمثَّل ببذل قُصارى جهدي للنوم لمدة 8 ساعات في الليلة خلال الأسابيع القليلة الماضية؛ لكنَّني حصلتُ على نتائج غريبة للغاية؛ فقد استمرَّيتُ في الاستيقاظ خلال الأيام القليلة الأولى في وقت محدد كل صباح؛ لذلك كنتُ أجبر نفسي على البقاء في السرير ومحاولة العودة للنوم مُجدَّداً وبالنتيجة كنتُ أغفو قليلاً، ثمَّ أصحو مرة أخرى.

بحلول اليوم الخامس كنتُ قادراً على النوم لمدَّة 7 ساعات قبل أن أستيقظ؛ لكنَّني شعرتُ ببعض الترنُّح وضبابية العقل - وهي إحدى الاضطرابات الذهنية التي تؤثر في قدرة الشخص على التفكير والقيام بمختلف النشاطات اليومية؛ إذ يشعر المصاب بالتفكير الضبابي بأنَّ ذهنه غير صافٍ كأنَّه يغرق بالضباب - عند النهوض، في حين قضيتُ بقية يومي أحاول استدراك ما فاتني من عمل خلال اليوم الذي كانت تسير أحداثه بوتيرةٍ سريعة.

في الأسبوع الأخير كنتُ قد تقبَّلتُ في الواقع فكرة النوم الطويل وبدأتُ باعتياد النوم لمدَّة 7-7.5 ساعات وسطياً في الليلة، وشعرتُ بأنَّني أقل ترنُّحاً وتمكَّنتُ من أداء أعمالي بصورة أسرع.

قبلَ بضعة أيام عدتُ إلى حالتي الطبيعية واستيقظتُ في الساعة 05:00 صباحاً بعد إطفاء الأنوار في مُنتصَف الليل تقريباً، وعدتُ إلى الشعور بالترنُّح وضبابية العقل بسبب اضطراب نمط نومي مرةً أخرى، لكن شعرت لاحقاً بالتحسُّن بعد أن حصلتُ على 5 ساعات من النوم التي اعتدتُها فقط.

لقد أظهرَ لي ذلك أنَّنا نتمكن من تسيير أمورنا وأداء واجباتنا اليومية بنيل القسطِ الذي نعتادُه من النوم، وستتولَّى أنماط النوم ذلك الأمر بمُجرَّد أن يطوِّر كلٌّ منَّا عادة النوم الخاصة به، وقد طورتُ لنفسي عادةَ النوم لمدة 5 ساعات فقط، وأظنُّ أنَّ دورة نومي ستتعدل تعديلاً يلائم عادتي هذه تلقائياً.

شاهد بالفديو: 6 معلومات قد لاتعرفها عن النوم

3 خطوات للاكتفاء بخمس ساعات من النوم:

لا أنكرُ بالطبع حاجة أجسامِنا إلى الراحة التي يؤمِّنها النوم، وأؤمن بالدور الهام الذي يؤديه كلٌّ من دورة النوم ونوم حركة العين السريعة في إعادة شحن طاقة عقولنا وأجسادنا؛ لكنَّني أظنُّ أنَّ دورة النوم ستتعدل تعديلاً يلائم عادات النوم الخاصَّة بكلٍّ منَّا.

إليكم الخطوات التي تمكنكم من تسيير أموركم وأداء واجباتكم بالحصول على 5 ساعات من النوم فقط:

1. التعرُّف إلى نمط النوم الخاص بكلٍّ منكم الآن:

إذ تعلمون مُسبقاً الوقتَ التقريبيَّ الذي تخلدون فيه إلى النوم في كل ليلةٍ وموعدَ استيقاظكم، ومن ثمَّ يمكنكم حسابُ مقدار النوم الذي تحصلون عليه في الليلة الواحدة.

2. اختيار نمط النوم الذي يرغب فيه كلٌّ منكم:

فعلى سبيل المثال يمكنكم اختيار 5 ساعات من النوم في الليلة أو 6 ساعات حسب الرغبة.

3. تقسيم الروتين الجديد الذي اخترتموه على مُدة زمنية مقدارُها أربعة أسابيع:

فإن كان ما تحصلون عليه حالياً هو 8 ساعات من النوم في الليلة مثلاً، وترغبون في الحصول على 5 ساعات فقط في الليلة الواحدة، فيجب أن يكون نمط النوم المُتَّبَع كالآتي:

  • في الأسبوع الأول: 7 ساعات و15 دقيقة من النوم كلَّ ليلةٍ.
  • في الأسبوع الثاني: 6 ساعات وَ30 دقيقة من النوم في الليلة الواحدة.
  • في الأسبوع الثالث: 5 ساعات وَ45 دقيقة من النوم الليلي العميق.
  • في الأسبوع الرابع: 5 ساعات من النوم الليلي العميق.
إقرأ أيضاً: 20 حيلة لتحسين جودة نومك

سيحمي تقسيمُ نمط النوم الجديد بهذه الطريقة الجسمَ من الدخول في صدمةٍ مُفاجِئة، وسيخفِّف من شعور الترنُّح وضبابية العقل خلال اليوم، وما عليكم بعدَها أن تقلقوا سوى بشأن مَلْء الساعات الإضافية التي ستكسبونَها والتي تُقدَّر بِـ 15-25 ساعة أسبوعياً بالنشاطات المناسبة.

كما أنَّني أحظى من وقتٍ إلى آخر بغفوةٍ إضافية لمدة 15 دقيقة في أثناء جلوسي على كرسي القراءة الخاص بي؛ لكنَّها قيلولة بسيطة تُشعِرُني بالانتعاش التام وتجدِّد نشاطي، وأتمكن الآن بعد بنائي لعادة نوم خاصَّة بي واعتيادي عليها من تنسيق ما أقوم به على الإنترنت ضمن جدول أعمالي بالإضافة إلى شعوري بزيادة إنتاجيَّتي خلال اليوم.

المصدر




مقالات مرتبطة