كيف تعيش حياة حقيقية ذات معنى؟

يريد معظم الأشخاص الذين أعرفهم وأعمل معهم حياة ذات معنى وهدف، وهذا الأمر لا يُدرَّس في المدارس، ويشعر معظمنا بعدم اليقين في كيفية السعي إلى حياة ذات معنى، فلن يُقدِّم هذا المقال جواباً شافياً لمن يريدون عيش حياة هادفة، ولكنَّه سيساعدك على العمل على تحقيق الحياة التي تريدها. ويمكنك ذلك من خلال الاقتراحات التي سنذكرها لكم.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "ليو بابوتا" (Leo Babauta)، والذي يُحدِّثُنا فيه عن كيفية عيش الحياة التي تريدها.

1. الالتزام:

أول شيء قد تفكر فيه هو أن تلتزم بإيجاد حياة هادفة، فما هي أهمية ذلك بالنسبة إليك؟ وهل أنت مستعد للانتقال إلى حالة عدم اليقين من أجل ذلك، أم أنَّ الراحة والأمان أكثر أهمية بالنسبة إليك في الوقت الحالي؟

يجب أن ينبع الالتزام من الداخل، وتُخبر نفسك أنَّ هذا الأمر هام كفايةً لتُكرِّس نفسك ووقتك له؛ وذلك للتدريب على تجاوز الانزعاج وعدم اليقين اللَّذَين ستمر بهما دون أي شك، فالتزم التزاماً واضحاً من خلال كتابتها على الورق، ومن ثم شارك التزامك مع الآخرين.

2. الاستكشاف:

إذا لم يكن لديك بالفعل إحساس جيد بما قد يكون هدفك، فإنَّ الشيء الثاني الذي يجب أن تُفكِّر فيه هو الشروع في مغامرة لاستكشاف هدفك؛ إذ إنَّ الأمر ليس بهذه السهولة كأن تسأل: "ماذا أود أن أفعل؟" أو إجراء بحث على شبكة الإنترنت عن الإجابة، فعليك أن تكتشف هدفك بنفسك، وقد تكون المغامرة هي النهج الأنسب.

وإليك كيف أوصي عادةً بكيفية اكتشاف هدفك:

  • ضع قائمة بالأشياء التي تعتقد أنَّها قد تكون ذات معنى بالنسبة إليك؛ كمساعدة الأطفال المحتاجين ومساعدة الناس على تقليل التوتر والسفر لمساعدة المجتمعات المحتاجة وما إلى ذلك، فضع أي شيء ممكن عن بُعد أو ممتع في هذه القائمة، ولا تقيد نفسك، فلقد وجدتُ أنَّ الأشياء الأكثر أهمية هي عندما تساعد الآخرين على شيء تهتم به.
  • اسأل نفسك ثلاثة أو خمسة من هذه الأشياء التي كتبتَها الأكثر أهمية بالنسبة إليك، فإذا كان أحدها متميزاً حقاً، ربما يكون هذا هو الشيء الذي كنت ترغب في القيام به لسنوات، فهذا هو المكان الذي تريد أن تبدأ به، ولكن إذا لم تكن متأكداً، فاختر ثلاثة إلى خمسة أشياء وستكون هذه قائمتك القصيرة.
  • دع إحساسك يختار الأفضل من بين هذه الأشياء التي سجلتَها، وإذا كنت حائراً، فاختر عشوائياً أو اسأل صديقاً؛ فهذه ليست إجابتك النهائية ولكنَّها الإجابة التي ستبدأ بها.
  • جرِّب هذا العمل الذي انتقيتَه لمدَّة أسبوعين، وعلى سبيل المثال: إذا كنت ترغب في مساعدة الأشخاص الذين يعانون من التوتر، فهل يمكنك مساعدة شخص واحد عبر مكالمات الفيديو والبريد الإلكتروني لمدة أسبوعين؟ هذه هي النسخة المصغرة من هدفك المُحتمل، فاستكشفه لمدة أسبوعين وشارك فيه حقاً.
  • إذا راق لك حقاً، فجرِّب تجربة مدتها شهر واستمر في الاستكشاف، وإذا لم يكن كذلك، فاختر الشيء التالي من قائمتك القصيرة، واعمل نسخة مصغرة عنهُ لمدة أسبوعين من ذلك، وكرر حتى تجد شيئاً تريد أن تستكشفه لمدة شهر أو أكثر.

شاهد بالفديو: 9 مبادئ للنجاح تساعدك في عيش الحياة التي تحلم بها

فهذه هي الطريقة التكرارية لاستكشاف الهدف؛ وذلك من خلال تجربة نسخة مصغرة من كل احتمال لبضعة أسابيع وربما أطول، واستمر في فعل هذا حتى تعثر على هدفك، ومن ثم لاحظ ما إذا كنت ترغب في تجنُّب هذه العملية أو جزء منها؛ فهذا هو عدم اليقين الذي يظهر كخوف.

هذا طبيعي جداً، ولكن يمكنك أن تسأل عمَّا إذا كنت ترغب في الحصول على الدعم بشأن حالة عدم اليقين هذه حتى لا تتوقف بسببها، وهنا يمكن أن يساعدك الأصدقاء والأحباء أو المجموعات الداعمة التي تضم أشخاصاً يفكرون مثلك.

إقرأ أيضاً: أهمية الهدف في الحياة وطريقة اكتشافه

3. عيشُ الحياة التي تريدها:

يوجد عدد لا حصر له من الاحتمالات لما يمكن أن تكون عليه الحياة الجيدة لكل شخص، فقد تمارس التأمُّل في الجبال لسنوات أو تستمتع بالأشياء الصغيرة، وقد تستمتع بوقتك مع أحبائك أو تستكشف ملذات الطهي، ومن الممكن أن تقرأ طوال اليوم أو تستمع للموسيقى أو قد تنجز عملك وتعود إلى المنزل راضياً عن عمل جيد، وبالنسبة إليَّ؛ فإنَّ أحد أكبر مكونات الحياة الجيدة - بالإضافة إلى الأحباء والتقدير العميق للحياة - هو القيام بشيء ذي معنى، ويكون ذلك عادةً بمساعدة الآخرين بشيء له معنى بالنسبة إليهم، فإذا كنت تستطيع خدمة الآخرين وجعل حياتهم أفضل بطريقة صغيرة أو كبيرة، فيبدو لهذا معنى بشكل لا يصدق أكثر من مجرد السفر أو تكوين الثروة أو الاستمتاع بالطعام الجيد.

فكل هذه الأشياء رائعة، ولكنَّها لا تبدو ذات معنى بالنسبة إليَّ، فإذا تمكنتَ من العثور على هدفك، فيكون لهذا معنى، ومن ثم تصبح الحياة الجيدة أمراً سهلاً، فاعتنِ بنفسك وابحث عن تقدير عميق لمتعة الحياة وخدمة الآخرين بطريقة هادفة؛ إذ إنَّ الأمر سهل ولكنَّه ليس سهلاً دائماً، وهذا يجعل الحياة أكثر ثراءً.

المصدر




مقالات مرتبطة