كيف تعزز سعادتك؟

يمكن تشبيه وقت كل شخص على هذا الكوكب بركوب الأفعوانية المليئة بالارتفاعات والانخفاضات، لا توجد حياة مثالية ورائعة بنسبة 100% طوال الوقت، ولكنَّ تلك الأوقات السيئة هي التي تساعدنا على تقدير اللحظات السعيدة والاستمتاع بها.



ومع ذلك، إذا وجدت نفسك غير قادر على العثور على الفرح في تلك اللحظات الجيدة والتجارب الإيجابية وتقديرها، فقد تكون دراسة جديدة قد كشفت عن السبب؛ حيث وجد باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية (University of British Columbia) أنَّ عدم انتظام جدول النوم يمكن أن يؤثر تأثيراً خطيراً في كيفية تفاعل المرء مع الأحداث الإيجابية والسلبية.

باختصار، إذا لم يحصل الفرد على قسط كافٍ من النوم، فلن يشعر بالبهجة أو الرضا عندما تحدث له الأشياء الجيدة، وبالمثل، في حالة حدوث شيء سلبي، سيتفاعل ذلك الشخص عاطفياً وتفاعلاً غير عقلاني.

توضح مؤلفة الدراسة نانسي سين (Nancy Sin)، الأستاذة المساعدة في قسم علم النفس في جامعة كولومبيا البريطانية (University of British Columbia)، في بيان ألقته في الجامعة: "عندما يختبر الناس شيئاً إيجابياً مثل الحصول على عناق أو قضاء الوقت في الطبيعة؛ فإنَّهم عادة ما يشعرون بالسعادة في ذلك اليوم، لكنَّنا وجدنا أنَّه عندما ينام الشخص أقل من الكمية المعتادة، فلن يكون لديه القدر نفسه من التعزيز في المشاعر الإيجابية من الأحداث الإيجابية".

شاهد بالفيديو: 25 طريقة لشحن نفسك بالطاقة الإيجابية

يقول الباحثون: إنَّ قلة النوم تحرمنا حرفياً من قدرتنا على الشعور بالبهجة، هذه فكرة مخيفة، وقد تتسبب في أن يعيد الأشخاصُ المحبون للنشاطات الليلية في العالم النظرَ في روتينهم.

للوصول إلى هذه الاستنتاجات، حلل مؤلفو الدراسة عينات من اليوميات والمقابلات الهاتفية مع ما يقرب من 2000 مواطن أمريكي، أبلغ المشاركون عن عادات نومهم وتجاربِهم اليومية وعواطفهم يومياً لمدة ثمانية أيام متتالية.

كما هو متوقع، أفاد العديد من المشاركين بالتعامل مع العديد من المواقف السلبية أو الأحداث المزعجة، مثل الجدالات أو العمل أو الإجهاد المرتبط بالأسرة، كلَّما أبلغ شخص ما عن حصوله على نوم أقل من المعتاد في الليلة السابقة لإحدى هذه الحوادث، فقد عانى دائماً من "فقدان أكبر للمشاعر الإيجابية" رداً على الحدث المذكور.

إقرأ أيضاً: كيف تدرب عقلك على التفكير بإيجابية؟

بعبارة أخرى، يصعب على الأشخاص التزام الهدوء والإيجابية في مواجهة الشدائد، دون الحصول على قسط كافٍ من النوم، بينما من الواضح أنَّ هذا يمثل عائقاً على المستوى العملي البحت، فإنَّ لهذه النتائج أيضاً العديد من الآثار الصحية طويلة الأمد، إذا كان شخص ما غارقاً في التوتر والقلق والغضب بسبب الإهانة من المضايقات، فإنَّه يعرِّض نفسه أيضاً لخطر أكبر للإصابة بالأمراض ومشكلات القلب وانخفاض معدل عمره عموماً.

يقول الفيلسوف اليوناني إبيكتيتوس (Epictetus): "ليس ما يحدث لك، ولكن كيف تتفاعل معه هو ما يهم"، ولدت الكثير من المشكلات التي نخلقها لأنفسنا نتيجة ردود أفعالنا، وهذه الدراسة بمنزلة دليل ملموس على أنَّ المزيد من النوم يساعدنا على التعامل مع الأحداث اليومية في الحياة تعاملاً صحياً.

تضيف البروفيسورة سين (Sin): "كمية النوم التي يُنصح بها للحصول على ليلة هانئة هي سبع ساعات على الأقل، ومع ذلك فإنَّ واحداً من كل ثلاثة بالغين، لا يفي بهذا المعيار؛ إذ أظهرت مجموعة كبيرة من الأبحاث أنَّ النوم غير الكافي، يزيد من مخاطر الاضطرابات النفسية والحالات الصحية المزمنة وانخفاض معدل العمر، وتضيف دراستي إلى هذا الدليل من خلال إظهار أنَّه حتى التغيرات الطفيفة في مدة النوم من ليلة إلى أخرى، يمكن أن يكون لها عواقب في كيفية استجابة الناس للأحداث في حياتهم اليومية".

وتخلص إلى القول: "كنا مهتمين أيضاً بما إذا كان البالغون الذين يعانون من حالات صحية مزمنة، قد يستفيدون من النوم أكثر من البالغين الأصحاء، بالنسبة إلى أولئك الذين يعانون من حالات صحية مزمنة، وجدنا أنَّ النوم لوقت أطول - مقارنة بمدة النوم المعتادة - أدى إلى استجابات أفضل للتجارب الإيجابية في اليوم التالي".

المصدر




مقالات مرتبطة