كيف تعزز حماستك تجاه المستقبل؟

هل تذهب إلى فراشك ليلاً وأنت متحمس للاستيقاظ في صباح اليوم التالي؟ أو هل تتلهف لتحقيق شيء ما لا يمكنك انتظاره؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويخبرنا فيه عن تجربته في اكتساب الحماسة لتحقيق أهدافه في المستقبل.

لقد سألت نفسي هذا السؤال ليالٍ عدة طوال السنوات الثلاث الماضية أو نحو ذلك، وفي كثير من الأحيان، لم يكن لدي ما يثير حماستي، ولم تكن تلك الأيام مميزة؛ بل كانت أياماً عادية بخلاف الأيام التي تحمل شيئاً مميزاً مثل يومك الأول في وظيفة جديدة، أو المرة الأولى التي تذهب فيها لقضاء عطلة مع شريكة حياتك، أو اليوم الذي تحصل فيه على شهادتك، أو عقد صفقة كبيرة، أو أيِّ مناسبة هامة بالنسبة إليك.

هذه الأشياء جميلة بالتأكيد، لكن معظم أيام حياتك متشابهة، فأنت تنظر إلى أيامك السابقة، وترى الوقت يتماهى، فلا تُميز الأيام بعضها من بعض، وتكمن الخطورة هنا في أنَّك لن تستطيع لاحقاً تمييز الأسابيع بعضها من بعض، وبعد فترة تغيب عن ذهنك أشياء كثيرة، وتعيش نمط حياة تتشابه فيه السنون، لتجد نفسك في النهاية تقول، وقد بلغت من العمر 80 عاماً:

"ماذا حدث لحياتي؟ وأين ذهب كلُّ وقتي؟"

أعتقد أنَّ معظم الناس يقللون من قيمة حياتهم، وقد فعلت ذلك لسنوات عديدة أيضاً، فعندما أنظر إلى حياتي السابقة في الفترة التي قضيتها في الكلية، أعتقد أنَّني قضيت وقتاً رائعاً، لكن لا يمكنني تذكر معظم تلك السنوات، إنَّها مثل حدث كبير بدأ وانتهى.

تُختزَل تلك السنوات في جملة: "كانت سنوات الكلية رائعة"، وقد مرت كأنَّها أسبوعٌ واحد؛ لكنَّ الحقيقة هي أنَّني حصلت على شهادتين في ست سنوات وهو وقت طويل بالفعل.

لكنَّني أتذكر فقط أنَّني خرجت كثيراً، واستمتعت، وقمت بنشاطات كثيرة مع أصدقائي، وكانت الأيام دائماً هي نفسها، وبعد تخرجي من الكلية، عملت كثيراً وسافرت كثيراً، ومرة أخرى، عندما أنظر إلى الماضي، أشعر أنَّ الوقت مرَّ بلمح البصر.

لقد فكرت كثيراً في سبب ذلك، وأعتقد أنَّ الفيلسوف الرواقي، سينيكا (Seneca)، الذي عاش قبل نحو 2000 عام، كان لديه إجابة جيدة: "ابدأ في العيش حالاً، وتعامل مع كلِّ يوم على حدة، كما لو أنَّه حياة مختلفة".

المشكلة هي أنَّنا لا نتعامل مع كلِّ يوم على أنَّه حياة منفصلة على الإطلاق، نستيقظ، ونحتسي القهوة ونعتني بأسرتنا، ونذهب إلى العمل ونكسب المال، ونتسوق ونشاهد التلفاز وننام، ومهما كان روتينك، تستيقظ في اليوم التالي وتكرر الأفعال نفسها بالضبط.

هل سمعت عبارة: "التنوع ملح الحياة"؟ أنا متأكد أنَّك تعرفها، لكن لماذا لا تضيف بعض النكهة إلى حياتك؟ فأنا لا أظن أنَّ أحداً منا يفضِّل أن يأكل الطعام نفسه يومياً؛ فلماذا إذاً لا تطبق ذلك على حياتك أيضاً؟

شاهد بالفديو: 5 خطوات لتبدأ يومك بحماسة

إذا كنت غير متحمس، حاول إثارة الحماسة في نفسك:

الشيء الغريب هو أنَّ التنوع بسيط، وثمة عبارة أخرى تقول إنَّ أفضل الأشياء في الحياة مجانية؛ لذا اختر كلَّ يوم شيئاً ترغب في الاستمتاع به، كأن تستمتع بالمطر في أحد الأيام، وفي اليوم الآخر يمكنك الاستمتاع بغروب الشمس.

أو ماذا عن تناول فطورك المفضل غداً؟ أو ماذا عن تجربة وجبة فطور جديدة كاملة من مطبخ مختلف؟ أنا فقط أطرح عليك بعض الأفكار الصغيرة، فيجب ألا يكون التنوع كبيراً؛ لذا كن متحمساً للحياة، وتعلم مهارات جديدة، ولغات جديدة، وتعرف إلى الثقافات، وابنِ جسماً قوياً، وحاول تحسين بعض الأشياء الصغيرة، فكلُّ هذه الأشياء البسيطة تجعل الحياة طويلة وممتعة.

أنا سعيد في هذه الأيام لأنَّ الوقت لم يعد متشابهاً بعد الآن، فأنا أعامل كلَّ يوم على أنَّه حياة منفصلة، وفي كلِّ يوم أنا شخص مختلف؛ أقوى قليلاً، وأوسع ثقافةً، ومختلفاً عن اليوم السابق.

إذا كنت ترغب في الاستمتاع بالحياة، عليك فعل ما بوسعك لتحقيق ذلك؛ فالحياة الطيبة لا تأتيك على طبق من ذهب؛ وإنَّما عليك السعي إلى تغيير نمط حياتك بنفسك، فلا أحد سيفعل ذلك من أجلك.

لذا عندما تكون في السرير، اسأل نفسك: هل أنا متحمس ليوم الغد؟

  1. إذا كانت الإجابة أنَّك لا تشعر بالحماسة لعدة أيام متتالية، فقد حان الوقت للقيام بشيء حيال ذلك.
  2. إذا كان الجواب ربما، اسأل نفسك مرة أخرى غداً، فربما يكون يومك سيئاً.
  3. إذا كان الجواب نعم، اذهب إلى الفراش بابتسامة على وجهك، واقفز من سريرك في الصباح.
إقرأ أيضاً: 8 طرق بسيطة للاستمتاع في الحياة

في الختام:

التغيير جيد، لكن عليك أيضاً أن تكون عملياً، فلديك مسؤوليات ومشكلات وعائلة تعيلها وما إلى ذلك؛ لذلك لا يمكنك التفكير بترفيه وإسعاد نفسك إذا كانت حياتك سيئة الآن فقط، لكن يمكنك القيام بمعظم الأشياء الصغيرة الأخرى التي تتحول كلَّ يوم إلى حياة منفصلة.




مقالات مرتبطة