كيف تطور علامتك التجارية؟

يخلط الكثير من رجال الأعمال بين الغاية والهدف؛ مما يؤدي إلى الحد من النمو ويصبح من السهل الشعور بعدم استحقاقهم لنجاحهم؛ فعندما أقابل رجال الأعمال وأسألهم عن سبب قيامهم بالعمل الذي يقومون به، عادةً ما يعطونني جملة منسقة بعناية والتي تبدو كالتالي: "حتى أتمكن من مساعدة أشخاص معينين على تحقيق نتائج"، وينتهي جوابهم عند هذا الحد.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "سيلين دا كوستا" (Celinne Da Costa)، والتي تُحدِّثُنا فيه عن تجربتها في تطوير علامة تجارية.

وعلى الرغم من أنَّ هذا يبدو جيداً من الناحية النظرية، إلَّا أنَّني ما زلتُ أنتظر إجابة السؤال الذي طرحتُه، وما أعنيه: جواب مثل "أريد تمكين النساء لبناء أعمال هادفة". وفي أحسن الأحوال، يكون الجواب متعلقاً بالعملاء، وفي أسوأ الأحوال يكون لتحقيق نتائج معينة.

ربط إحساسك بالغاية بالظروف الخارجية يخلق حلقة لا نهاية لها من خيبة الأمل:

يخلط عدد كبير جداً من رجال الأعمال بين الغاية والهدف، وهذه مشكلة؛ لأنَّه من خلال ربط إحساسك بالغاية بالظروف الخارجية، فإنَّك تخلق حلقة لا نهاية لها ولا فائدة منها إلَّا إذا نجحتَ في مساعدة مجموعة معينة من الأشخاص على تحقيق نتائج معينة؛ فبينما تُعَدُّ مساعدة عدد معين من الأشخاص وتجاوز مؤشرات الأداء الرئيسة أمراً رائعاً، لا تجعل هذه الطريقة الأساسية التي تقيس بها سبب قيامك بما تفعله.

فماذا يحدث إذا أطلقتَ منتجاً ولم يحقق النتائج المطلوبة؟ أو إذا لم ينمُ عملك كما كان متوقعاً هذا العام؟ أو تحاول مساعدة شخص ما بحسن نوايا، لكنَّك لا تنجح؟ هل هذا يعني أنَّك فشلت؟ فقد يخبرك غرورك بأنَّك فشلت، وإذا لم يكن لديك غاية واضحة بما فيه الكفاية وتخلط بينها وبين الهدف الذي تؤثر فيه الظروف الخارجية، فقد تصدق ذلك.

فهل تريد أن تستيقظ كل يوم مفعماً بالحماسة ومعتقداً بأنَّه يجب عليك مساعدة الآخرين وتلبية مؤشرات الأداء الرئيسة الخاصة بك وإلَّا فأنت فاشل؟ أم تُفضِّل مساعدة الآخرين وتزدهر لأنَّك تريد ذلك، وتشعر بالرضا؟ فمن الهام أن تتحقَّق بشكل دوري من غايتك وأن تسأل نفسك عما إذا كنت تساعد الأشخاص لأنَّك تستطيع وترغب في ذلك، أم لأنَّك تشعر بأنَّك ملزم بذلك حتى لا يحكم عليك الآخرون بالتقصير أو الفشل؛ حيث يدفع الكثير من الناس أنفسهم إلى العمل لمتابعة ما يعتقدون أنَّه واجبهم، وحتى رجال الأعمال الذين بدؤوا بفعل ما يحبون.

وفي اللحظة التي يصبح فيها العمل التزاماً وليس غاية نابعة من القلب، يفقد العديد من رجال الأعمال ذوي النوايا الحسنة الإحساس بالمتعة؛ ولذا، يبقى السؤال "لماذا لديك غاية جوهرية لمساعدة هذه المجموعة من الناس التي تسميها جمهورك؟ ولماذا تستيقظ كل صباح للقيام بهذا العمل؟".

إقرأ أيضاً: كيف تحول زبائنك إلى سفراء لعلامتك التجارية؟

غايتك هي شعور داخلي عميق:

معظم الناس لا يعرفون أنَّ غايتك هي شعور عميق يعيش في قشرة دماغك، والتي تتحكم بالعواطف وليست لديها القدرة على التعبير؛ حيث إنَّ غايتك لا تحتاج إلى موعد نهائي أو إشادة أو مقاييس، فالأمر كله يتعلق بما تريد أن تشعر به يومياً، وسوف تكون ناجحاً حقاً فقط عندما تشعر بهذه الطريقة، وخلاف ذلك، ستظل عالقاً في المكان نفسه باحثاً عن المزيد من الأشياء والمال والتقدير لملء الفجوات؛ ولذا، كيف يمكنك إنشاء غاية متينة من شأنها أن ترتقي بعلامتك التجارية إلى المستوى التالي؟

  • فصل الهدف عن الغاية: إذا لم تكن قد فعلتَ ذلك بالفعل، فكن واضحاً جداً بشأن ما تفعله، ومَن تخدمه، وكيف تساعد جمهورك؛ حيث إنَّ هدفك هو رؤيتك ومساهمتك في العالم، والتي تظهر من خلال عروضك وخدماتك ومنتجاتك وفي التحول الذي تقدمه لجمهورك المثالي.
  • البحث بعمق عن غايتك: والآن، اطرح السؤال الأعمق "لماذا أفعل هذا بشكل مستقل عن مقدار الأموال التي أجنيها أو الرضى الذي أتلقاه أو الأشخاص الذين أساعدهم؟"، وتخيَّل أنَّك في جزيرة صحراوية، فإذا لم يكن هناك منصة "إنستغرام" (Instagram) ولا تسويق عبر البريد الإلكتروني ولا أحد تثبت نفسك له، فلماذا تفعل ما تفعله؟ غايتك هي ما تريد أن تشعر به يومياً.
  • الوضوح بشأن الشكل الذي تبدو عليه الحياة من خلال غايتك: والآن، بعد أن حددتَ غايتك، بمعزل عن أي شخص أو أي شيء آخر، تخيَّل أنَّك تعيش غايتك كل يوم في عملك، فكيف يبدو هذا؟ وكيف تشعر؟ وماذا سيتغير؟ حيث ستلاحظ أنَّه في ضوء هذا المنظور الجديد، قد تحتاج إلى إجراء بعض التغييرات لإعادة تنشيط علامتك التجارية والشعور بالتوافق مع خطواتك التالية.

وباختصار، غايتك هي التزامك بالحالة العاطفية عالية التأثير التي تريد أن تكون فيها في أثناء تحقيق أهدافك، وليس لأي سبب آخر غير أنَّها تجلب لك السعادة والرضى والمساهمة أو أي شيء آخر تريد وجوده بشكل أكبر في حياتك.

إقرأ أيضاً: الفرق بين تطوير الأعمال التجارية وتطوير العلامة التجارية

وعندما تتعلم كيف تعيش من خلال غايتك بشكل يومي -بغض النظر عن هدفك- سيكون لديك المزيد من الطاقة والحماسة لتحقيق ذلك الهدف؛ ونتيجة لذلك، ستساعد الآخرين حتماً وتُحقق أهدافك بطبيعة الحال.

وأفضل جزء هو أنَّك عندما تقوم بعملك من خلال هذه الرؤية، فلن يتمكَّن أحد غيرك من تحديد مقاييس نجاحك، وهدفك هو جزء بسيط من غايتك، فعندما تظل على اتصال بغايتك بغضِّ النظر عما يحدث من حولك، فلا توجد حدود للتأثير الذي يمكنك إحداثه في حياة الناس.

المصدر




مقالات مرتبطة