كيف تصبح لاعب كرة قدم محترف

يعود تاريخ ظهور كرة القدم إلى القرنين الثاني والثالث الميلاديين، فقد بدأت هذه اللعبة في الصين، لكن حينها كانت تدريباً عسكرياً كما يُقال، فكان اللاعب يحاول إدخال الكرة المحشوة بالريش والشعر إلى الشِّباك المثبتة على أعواد من الخيزران، أما في اليابان فقد ظهرت بشكل مختلف؛ إذ كان اللعب عبارة عن تشكيل حلقات دائرية وبداخلها اللاعبون يقومون بتمرير الكرة فيما بينهم دون ملامسة الكرة للأرض، ومن ثم ظهرت كرة القدم في إنكلترا ولكنَّها كانت مصنوعة من مثانة الحيوانات.



في عام 1800م كانت المباريات عبارة عن لكم وضرب بين اللاعبين ومراهنات بينهم أيضاً، فمنهم من راهن على أمواله أو منزله، وحتى إنَّ عدد اللاعبين كان مختلفاً فقد وصل في بعض المباريات إلى 1000 لاعب، وفي عام 1863م تم تأسيس أول اتحاد لكرة القدم وهو الاتحاد الإنجليزي، أما في ظل الحرب العالمية الأولى فقد أصبحت رياضة كرة القدم للنساء أيضاً ولم تبقَ حكراً على الرجال.

استمرت فيما بعد كرة القدم بالتطور وشهدت كثيراً من التحولات وتم وضع قوانين للعب تحدد عدد اللاعبين وملابسهم وشروط الملعب، واستمرت كرة القدم عبر السنوات بسحر جميع الناس، ولكنَّ بعضهم يهوى مشاهدة المباريات وبعضهم يتمنى أن يصبح لاعباً؛ بل ويتمنى أن يحترف أيضاً، فكيف يمكنك أن تصبح لاعب كرة قدم محترفاً؟ سنجيب عن هذا السؤال من خلال تقديم النقاط الأساسية التي تساعدك على احتراف كرة القدم.

كيف تصبح لاعب كرة قدم محترفاً؟

رياضة كرة القدم هي الأشهر في العالم، لكن نحن نشاهد كرة القدم ونستمتع جداً وأحياناً ننسى كم بذل اللاعبون جهداً وتعباً، فالأمر ليس سهلاً أبداً، وفيما يأتي سنقدم أبرز الاستراتيجيات التي تساعدك على أن تصبح لاعب كرة قدم محترفاً:

1. التفرغ التام:

لا يمكن أن تصبح لاعباً محترفاً إن كنت ترى أنَّ اللعب شيء ثانوي وتقوم بالتدريبات فقط خلال وقت الفراغ، فقد ذكر الكثير من اللاعبين المحترفين والمشهورين حول العالم أنَّهم لم يستطيعوا قضاء الوقت الكافي مع أطفالهم بسبب التدريبات المكثفة التي قاموا بها ليصبحوا لاعبين محترفين.

2. العمر:

من الضروري البدء بالتدريب لتصبح لاعباً محترفاً من عمر صغير، وكلما كان العمر أصغر كانت الفرصة أكبر أمامك لتصبح محترفاً، فمثلاً في البرازيل يتم تدريب الأطفال في سن خمس سنوات، لذلك البرازيل هي من الدول التي تنتج أفضل لاعبي كرة القدم في العالم.

إقرأ أيضاً: قصة نجاح النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي

3. اللياقة البدنية:

لا يوجد لاعب كرة قدم محترف لا يمتلك لياقة بدنية، فالمباراة التي تستمر لمدة 90 دقيقة تحتاج إلى لياقة ومرونة كبيرة؛ لذلك من الضروري أن تنضم إلى نادٍ رياضي على الفور، وكما أنَّ كرة القدم مبينة على الركض بشكل أساسي، إلى جانب التدريب في النادي الرياضي يجب أن تبدأ بالركض يومياً وتزيد مسافة الركض كل فترة.

مثلاً إذا ركضت أول مرة 3 كم يجب أن تزيد المسافة بعد عشرة أيام بمقدار 2 كم لتصبح 5 كم وهكذا حتى تصبح قادراً على الركض لمسافة 10 كم يومياً، أما المرونة واللياقة فتفيد في التحرك بشكل أسهل عندما تكون الكرة بينك وبين لاعب آخر، ومن الأشياء التي يجب التدرب عليها ما يأتي:

  • تحريك الكرة بكل جزء من أجزاء القدم، فاللاعب المحترف يشعر بأنَّ الكرة جزء طبيعي من قدمه، ويمكن ذلك بالتمرن على اجتياز العقبات والتمرن على قذف الكرة إلى الأعلى، وهذا ما يسمى "تنطيط الكرة".
  • رفع الرأس للأعلى في أثناء المراوغة؛ إذ إنَّ اللاعب يعرف مكان الكرة بالنسبة إلى قدمه بالحدس وليس باستمرار النظر إليها؛ وذلك لأنَّ النظر يجب أن يكون على لاعبي الخصم.
  • التدرب على التمرير الدقيق فالمراوغة الطويلة تؤدي إلى ضياع الكرة منك، لذلك عليك التدرب على التمريرات العرضية باستخدام مهارات قدمك التي تدربت عليها سابقاً.

شاهد بالفيديو: 5 نصائح للتخلص من آلام العضلات بعد الرياضة

4. أساسيات كرة القدم:

على أي لاعب معرفة كافة أساسيات كرة القدم إن أراد ممارستها والتعمق أكثر إن أراد احترافها، ومن المهارات التكتيكية التي يجب على اللاعب معرفتها ما يأتي:

التكتيك الهجومي:

الاستراتيجيات الهجومية متعددة، ولكنَّ الأساسية منها هي ما يأتي:

  • استراتيجية الأخذ والانطلاق: هذه الاستراتيجية تفرض وجود لاعب مهاجم في منطقة دفاع الفريق الخصم، وعليه أن يبقى مستعداً كي يستقبل الكرة التي ستصله من فريقه، ومن ثم سيقوم بإعادة الكرة لزميله الذي ركض في هذا الوقت إلى منطقة دفاع الخصم عندما ابتعدت الأنظار عنه، ومن ثم تتطلب هذه الاستراتيجية مرونة وسرعة وحركات منتظمة.
  • استراتيجية الجري بشكل قطري: التي تساهم في التغلب على دفاع الفريق الخصم واختراقه؛ إذ يجري اللاعب بشكل قطري ثم يطلب الكرة من زميله الذي اختار المكان الجيد لوضع الكرة.
  • استراتيجية التبديل السريع: تفترض هذه الاستراتيجية وجود لاعبين في جناحي الملعب ولاعب وسط مركزي يمتلك مهارة عالية في التمرير، فيقوم باستلام الكرة من زميله الموجود في جانب الملعب وتمريرها إلى زميله في الجانب الآخر بهدف تغيير اتجاه اللعب بشكل تام، وتتطلب هذه الاستراتيجية سرعة ودقة كبيرة.
  • استراتيجية الركض المتداخل: تقوم هذه الاستراتيجية على وجود لاعب يقوم بالاشتراك في العملية الهجومية مع مهاجم فريقه بهدف تشتيت أنظار الفريق الخصم وجذب الدفاع إليه، ليتوفر أمام المهاجم المساحة الكافية والفرص لاختراق دفاع الفريق الخصم بشكل أسهل.
  • استراتيجية الهجمات المرتدة: وهي الاستراتيجية التي تحول الفريق من حالته الدفاعية إلى حالة هجومية بشكل سريع من خلال تمرير الكرة بين المدافعين لتصل إلى اللاعبين في خط الوسط، ومن ثم المهاجمين، ويتطلب ذلك سلاسة في الأداء.
  • استراتيجية التمريرات الطويلة: تعد هذه الاستراتيجية خاصة باللاعبين ذوي الإمكانات العالية؛ إذ يقوم اللاعب بتمرير الكرة للاعبين ممن يركضون باتجاه مرمى الفريق الخصم بعيداً عن المدافعين.

التكتيك الدفاعي:

أيضاً توجد مبادئ خاصة بالدفاع لحماية المرمى من هجمات الفريق الآخر، وأبرزها ما يأتي:

  • مبدأ التأخير: يعمل هذا المبدأ على تأخير مهاجم الفريق الخصم من قِبل لاعب في منطقة الدفاع؛ إذ يقوم بإعاقة حركته ومنعه من تمريرها إلى زميله أو تسديدها إلى المرمى.
  • مبدأ التركيز: يجب هنا أن يفهم لاعبو الدفاع نوايا لاعبي هجوم الفريق الخصم ليقوموا بتقوية التحصين الدفاعي، فتصبح المساحة المتاحة أمام هجوم الخصم صغيرة، وهذا يساهم في استعادة الكرة.
  • مبدأ التوازن: يقوم هذا المبدأ على وجود توازن بين لاعبي خط الدفاع من خلال التفاهم فيما بينهم ليكون الترابط أكبر، فيكون المرمى محصناً من مختلف الضربات الهجومية، ويتحقق ذلك بوجود مساواة عددية للاعبين في خط الدفاع، إضافة إلى تعديل الحالة الدفاعية بحسب تحركات الفريق المنافس بحيث تتم تغطية المساحة أمامهم ليصبح الوصول إلى المرمى أصعب، ويتطلب ذلك قدرة على التحكم بسرعة اللعب.
  • مبدأ التغطية الدفاعية: يقوم هذا المبدأ على مراقبة لاعب الدفاع للاعب هجوم الفريق الخصم بهدف منع وصول الكرة إليه ليصعب عليه الوصول إلى المرمى.

5. الصلابة الذهنية:

التي تعد من المقومات الأساسية لتصبح لاعب كرة قدم محترفاً، ويتمثل ذلك بقدرتك على السيطرة على مشاعرك فلا يخاف اللاعب من الوقوع بالأخطاء ولا يتأثر بوقوع غيره بها ولا يظهر تأثره عند إصابة أحد زملائه، لكن يطلب منه التعاطف مع زملائه في الفريق من خلال التعاون معهم ودعمهم لتسديد الأهداف حتى في حال وجود خلافات شخصية بينهم؛ لأنَّ من سمات الفريق الناجح هو الترابط بعيداً عن المصالح الشخصية.

إضافة إلى الوعي الذاتي الذي يتمثل بالواقعية وتكوين صورة فعلية بعيداً عن الخيال والتوقعات غير الصحيحة للعب، كما أنَّ دافع اللاعب للعب يجب أن يكون فوز الفريق الذي يلعب به بعيداً عن الطموح للشهرة أو تحقيق مصالح شخصية.

كرة القدم

6. خطوات مفيدة:

توجد خطوات عدة يجب اتِّباعها لتساعدك على احتراف كرة القدم منها ما يأتي:

  • شرب الماء والسوائل بكثرة؛ وذلك لأنَّ الجفاف يتسبب بتشنج العضلات، لكن انتبه من شرب الماء بكثرة قبل المباراة فالمعدة المليئة تقيد حركة اللاعب.
  • يجب أن تعتاد على الطعام الصحي كي تحافظ على اللياقة البدنية والمرونة.
  • من الأفضل أن تتمدد باستمرار قبل وبعد جلسات التدريب، ويجب الإحماء قبل تمرينات التمدد للحفاظ على صحة العضلات.
  • التدريب دائماً مع لاعبين أكثر خبرة منك كي تتعلم مزيداً من التقنيات، ويجب أن تتقبل جميع النصائح المقدمة لك.
إقرأ أيضاً: قصة نجاح محمد صلاح أشهر لاعب مصري لكرة القدم في العالم

في الختام:

لعبة كرة القدم كانت وما تزال تسحر عقول الكثير من البشر فيتمنون ممارستها والاحتراف بها أيضاً، لكن يتطلب ذلك جهداً وتعباً والقيام بالعديد من الأمور كالتفرغ التام للتدرب والحصول على لياقة بدنية ومرونة من خلال ممارسة الرياضة والركض يومياً لمسافات طويلة، ويُفضَّل أن يبدأ اللاعب بذلك في عمر صغير؛ وذلك لأنَّ العمر له تأثير كبير في احتراف كرة القدم.

إضافة إلى تعلُّم كافة أساسيات كرة القدم مثل استراتيجيات الهجوم والدفاع أيضاً لفهم كيفية اللعب في الملعب، كما أنَّ اللاعب المحترف يتمتع بصلابة ذهنية عالية تتمثل بقدرته على التحكم بمشاعره وقدرته على التعاون مع زملائه ودعمهم بعيداً عن الخلافات الشخصية، ويُفضَّل الانتباه إلى شرب الماء بكثرة وتناول الطعام الصحي أيضاً.




مقالات مرتبطة