كيف تصبح قائداً لفريق عمل؟

شركة "فيميو" (Vimeo) هي منصة عالمية لنشر مقاطع الفيديو ومشاركتها، وتضمُّ أكثر من 850 موظفاً، و200 مليون مستخدم، إضافةً إلى 350 ألف مقطع فيديو مذهل يُضاف كل يوم؛ حيث عُيِّنَت "أنجالي سود" في منصب الرئيس التنفيذي في عام 2017، وقد أصبحت "فيميو" شركة عامة منذ فترة قريبة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الرئيسة التنفيذية لشركة "فيميو" (Vimeo) "أنجالي سود" (Anjali Sud)، والتي تُحدِّثُنا فيه عن تجربتها في وصولها إلى مركز القيادة.

اعترفت "أنجالي" في حديث أجرته مؤخراً على موقع "لينكد إن" (LinkedIn) على الهواء مباشرة مع منصة "تيد" (TED): "منذ أن كنتُ مراهقة، كنت أحلم بأن أصبح مديرةً تنفيذية"، وفيما يلي بعض نصائح "أنجالي" حول كيفية الوصول إلى الهدف وتحقيق الطموح:

1. ارغَب في القيادة لتصبح قائداً:

أردتُ دائماً أن أكون قائدة؛ لذلك في كل مرحلة من مراحل حياتي المهنية، كنتُ دائماً أجري محادثات صريحة جداً مع رؤسائي في العمل، ففي بعض الأحيان كانت تسير بشكلٍ جيد، وأحياناً أخرى لم تكن كذلك، ولكنَّني كنتُ دائماً أحصل على احترام واهتمام الجميع وأقول: "أنا طموحة حقاً، وأودُّ أن أحقق كذا وكذا، وأعتقدُ أنَّه في إمكاني أن أكون مفيدة؛ حيث إنَّني أريدك أن تضعني في الحسبان عندما تسنح هذه الفرصة أو أعتقد أنَّ هذه قد تكون فكرة جيدة حقاً، فما رأيك؟"، فبدلاً من الاعتماد على مديري لإدارة عملي بطريقة جيدة ومهنية، كنتُ في الواقع أضع المسؤولية على عاتقي.

يجب أن تكون مرتاحاً لكونك واضحاً تماماً بشأن حياتك المهنية، وأنا أصف نفسي بالطموحة والشغوفة بالعمل، ويشعر بعض الناس بالارتياح تجاه ذلك، بينما يشعر الآخرون - وخاصةً النساء - براحةٍ أقل.

علينا كسر وصمة العار هذه، فيجب أن نفخر ونساعد الأشخاص الذين يرغبون ويطمحون بالمزيد، ويجب علينا أن نحول تلك المحادثة من مجرد محادثة شخصية إلى محادثة بنَّاءة ومثمرة حول كيفية الاستفادة من هذا الطموح في العمل، وهذا من شأنه أن يفتح الكثير من الأبواب والمجالات أمامنا.

إقرأ أيضاً: الشخصيّة القياديّة وأهم الصفات التي تجعل منك قائدًا ناجحًا

2. تأكَّد من معرفة ما تعنيه القيادة:

يشعر العديد من الشباب الذين أتحدث إليهم بضغط وقلق من فكرة أنَّ عليهم الارتقاء والتطور في حياتهم المهنية، وأعتقد أنَّهم بحاجة إلى بعض التوضيح: ماذا يعني ذلك؟ وهل يرغبون في أن يكونوا في مواقع خلَّاقة وإبداعية؟ وهل يرغبون في إدارة فِرق كبيرة؟

لا يرغب الكثير من الأشخاص الذين تحدثتُ إليهم بإدارة فِرق كبيرة، ولكنَّهم يشعرون بأنَّه يتعين عليهم ذلك من أجل الارتقاء في العمل؛ ولذا يجب عليك فقط أن تفهم نفسك ودوافعك ومهاراتك، ثم تحاول توجيه ذلك وفقاً لما يحتاج إليه العمل.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح لإدارة فرق العمل بشكل فعال

3. تولَّ القيادة دون أن يكون لديك دور قيادي رسمي:

الشيء الآخر الذي فعلتُه والذي ساعدني هو أنَّني بذلتُ قصارى جهدي لأكون شخصاً مفيداً ومناسباً للكثير من الوظائف الأخرى، والتي لم تكن ضمن مهام عملي بالضبط، وأديتُ ذلك العمل بعيداً عن الغرور والرسمية.

إنَّه لأمر مضحك أن يشعر الكثير من الناس بحاجتهم إلى سلطة رسمية للقيادة، لكنَّني أعتقد أنَّ أفضل القادة وأفضل الرؤساء التنفيذيين في العالم لا يعتمدون أبداً على السلطة الرسمية؛ بل يكسبون الثقة، ثم يلهمون الناس ويقدمون لهم الدعم.

إنَّها مجموعة مهارات يمكنك تطويرها في سن مبكرة من حياتك المهنية، وعندما لا يمكنك الاعتماد على السلطة الرسمية، فيحب أن تكون مؤثراً، وأن تطوِّر علاقاتك مع الناس؛ حيث يصغون إليك على الرغم من أنَّه قد لا يهم رأيك في أمر ما، وعليك أن تعمل على هذه النقطة وتُطورها في بداية حياتك المهنية.

تُمكِّن القيادة الأفراد من أداء أفضل أعمالهم وتحقيق نتائج إيجابية، فهاتان هما مجموعتَي المهارات اللتين يجب عليك تطويرهما.

ابحث عن طرائق تثبت فيها قدراتك؛ كأن تقول إنَّك تعمل في مجال التسويق وتهتم بالمنتج، فكيف يمكنك إثبات أنَّك شخص فعال ومفيد في هذا المجال؟ وكيف يمكنك تطوير فكرة ما تساعد إدارة الإنتاج على تعزيز وتيرة العمل لتحقيق ما يريدون تحقيقه وبناءه؟

لقد فعلتُ الكثير من ذلك بشكل غير رسمي، فلم أكن أدرك حقاً ما كنتُ أفعله؛ بل كنتُ فقط أعمل لأتعلم، ولكن في الواقع انتهى بي الأمر إلى اكتساب الكثير من المصداقية والخبرة في القيادة.

4. كن ماهراً في العمل الذي تؤديه والعمل الذي ترغب فيه:

احرص دائماً على حماية أدائك، فعندما تكون في منصب ما وترغب في القيام بالمزيد، عليك أيضاً التأكد من قيامك بعملك بشكل جيد، ويمنحك هذا المصداقية، ويسمح لك بكسب الثقة، ويتيح لك الفرص لتولِّي مناصب قيادية غير رسمية ستساعدك في المستقبل.

عندما أصبحتُ الرئيسة التنفيذية لشركة "فيميو"، كان هناك مجموعة من الأشخاص الذين كانوا زملائي، وفجأة أصبحتُ مديرتهم؛ إذ إنَّني لم أكن لأنجح أبداً في هذا التحول لو لم أُطوِّر سمعة جيدة بكوني ماهرة في وظيفتي.

5. قدِّم تغذية راجعة بشكل فعَّال:

القيادة هي تمكين الناس للقيام بعملهم وتحقيق نتائج إيجابية، فالأشخاص الذين يهتمون حقاً بتنمية وتطوُّر أقرانهم، يشاركون التغذية الراجعة بطريقة من المفترض أن تكون مفيدة، وكلما فعلتَ ذلك، ساعدتَهم أكثر على تنمية الشعور الغريزي بكيفية إخراج أفضل ما في الناس، وفي النهاية هذا هام حقاً.

إقرأ أيضاً: كيف تقدم تغذية راجعة بناءة في مكان العمل؟

6. تحوَّل من شخص "فاعل" إلى "ممكِّن":

الأمر الذي تغيَّر كثيراً بالنسبة إليَّ عندما أصبحتُ مديرةً تنفيذية، هو في الواقع شيء ما زلتُ أعمل عليه كل يوم؛ إذ إنَّني انتقلتُ من كوني فاعلة - أي شخص يعرف التفاصيل كلها والأشخاص كلهم، وكل شيء كنا نعمل عليه - إلى كوني ممكِّنة، وأدركتُ أنَّ مجموعة المهارات التي سمحَت لي بأن أصبح رئيسةً تنفيذية لم تكن بالضرورة مجموعة المهارات نفسها التي من شأنها أن تسمح لي بالتفوُّق في منصبي.

إنَّ استقطاب الأشخاص المتميزين ليس فقط هو الشيء الصحيح والمفيد للأعمال التي يجب عليك القيام بها؛ حيث إنَّك لا تستطيع فعل المزيد إلَّا بدعم من حولك.

ليس من واجبي اليوم أن أكون شخصاً فاعلاً بقدر ما أفتقد ذلك، وإنَّ وظيفتي هي تحديد رؤية للعمل، وتوقعات واضحة، وتخصيص الموارد حتى تُعَدُّ وتمكين الأشخاص للنجاح، والقيام بذلك على نطاق واسع؛ إذ إنَّها عقلية مختلفة للغاية.

لقد تطلَّب الأمر الكثير من التعلُّم، وهناك أوقات عندما تكون مديراً تنفيذياً أو قائداً، فأنت بحاجة إلى أن تكون حاضراً في التفاصيل كلها؛ لذا فإنَّ مجموعة المهارات هذه لا تزال هامة حقاً ولم أكن لأصلَ إلى حيث أنا اليوم لو لم تكن لدي، ولكن عليك حقاً تغيير طريقة تفكيرك.

7. أَحِط نفسك بأشخاص ذوي خبرة، بمن فيهم أولئك الذين يختلفون معك بالآراء:

لتمكين الأشخاص في العمل، عليك أن تثق بهم، ويتطلب ذلك منك أن تتعلم كيف تثق أكثر بالآخرين، وأن تحيط نفسك بأشخاصٍ هم أكثر منك خبرةً، وممن لا يتفقون معك طوال الوقت، ويقدمون تجارب قد تجدها مخيفة أو قد لا توافق عليها؛ حيث إنَّ أهمية كسب الأشخاص المتميزين ليست فقط الشيء الصحيح والمفيد للأعمال التي يجب القيام بها؛ وإنَّما لن تستطيع تحقيق المزيد إلا بوجود فريق متمكن وناجح من حولك.

8. خذ الأمور ببساطة إذا كنتَ تريد أن تكسب الأشخاص من حولك:

السر في بقاء الأشخاص من حولك موافقين لك ولأفكاركِ هو البساطة؛ إذ يجب عليك تقديم ما تحتاج إلى القيام به بطريقة بسيطة وسهلة، ودون أن تفقد جوهر الموضوع.

في "فيميو"، أبدأ المكالمات بمراجعة استراتيجيتنا ومهمتنا أو رؤيتنا وأولوياتنا وما يجب أن نحققه في الأشهر الستة المقبلة، ثم أُلقي نظرة على ما ينجح وما لا ينجح، وأستخدمُ هذا الإطار في كل اجتماع، وبمجرد أن يتبنى الآخرون هذا الإطار، يصبح جزءاً من السياسة العامة للشركة؛ حيث لا يُعَدُّ هذا الأمر هو الأكثر إثارة للاهتمام، ولكن من الهام والضروري توثيق الأشياء وجعلها جميعاً في متناول الجميع لتجربتها واستخدامها.

9. زِد من قوَّتك:

عندما أصبحتُ مديرة تنفيذية، بدأتُ ألاحظ أنَّ الناس كانوا أقل صدقاً معي، إمَّا بشأن شيء اعتقدوا أنَّني لم أفعله جيداً أو لم يوافقوا عليه؛ لذلك عليك أن تجعل الأمر سهلاً ومريحاً حقاً للناس لإبلاغك عندما تكون مخطئاً، وهذه هي وظيفتك كقائد؛ وذلك لأنَّه في بعض الأحيان لن يكون لديك المعلومات كلها، وخاصةً مع زيادة حجم فريقك أو نمو الشركة، وسيكون هناك المزيد من فروع العمل والاهتمامات المختلفة، وستصبح بعيداً عما يحدث بالفعل على أرض الواقع.

أفكر كثيراً في إنشاء ثقافة تنظيمية يشعر فيها الأشخاص براحة فائقة عند التواصل معي في الاجتماعات، فبغض النظر عن المستوى الذي وصلوا إليه، لكنَّني أحاول أيضاً إيجاد طرائق وآليات وعمليات أخرى لاكتشاف نقاط الضعف، مهما كان مستواك في أثناء تقدَّمك، فقط كن على دراية بنقاط الضعف، وابحث عن طرائق لتعزيز الشفافية.

المصدر




مقالات مرتبطة