كيف تصبح قائداً أفضل من خلال تعزيز انتماء فريقك؟

يساعدنا تعزيز شعور الانتماء لكل عضو في الفريق بقدر ما يساعدهم، فقد أدركنا تأثير القوة الجماعية والفاعلية والانتماء للمجتمع، وأهمية التعلم بشكل جماعي للتخفيف من التحديات عند ظهورها، وبصفتنا قادةً لمنظمات واسعة النطاق، نحن مسؤولون عن تعزيز الشعور بالانتماء لكل عضو في الفريق.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المُدوِّن "راندي مور" (Randy Moore)، والذي يُحدِّثنا فيه عن تجربته في القيادة.

وغالباً ما نغفل عن أحد المفاهيم الأساسية في هذا الأمر وهو المسؤولية الجادة التي يجب أن نتحملها بأنفسنا؛ أي بناء فريق داعم لنا كقادة، يمكِننا الرجوع إليه عندما نحتاج إلى استشارة بشأن اتخاذ قرارات حساسة متعلقة بالموظفين، أو عندما نُخطِّط لقضاء بعض الأوقات الممتعة، أو عندما نواجه أوقاتاً عصيبة، أو عندما نحتاج إلى التوجيه للارتقاء في العمل.

هناك العديد من المجموعات العرقية والإثنية في جميع أنحاء العالم لها مفاهيمها الخاصة عن الانتماء، وتختلف اختلافاً كبيراً عن بعضها بعضاً، لكنَّ التقارب بين الناس جميعاً بمختلف أدوارهم وتجاربهم يجعلنا أقوى معاً.

عندما كنتُ في المدرسة، أخبرَتنا المعلمة المقولة الإفريقية القديمة: "تستلزم تربية طفل جهود قرية"، وقد اكتشفتُ الآن علاقته الواضحة مع ريادة الأعمال.

يمكِنك تعزيز انتماء فريقك من خلال الخطوات الخمس التالية:

1. تقييم شبكة العلاقات الخاصة بك:

هل تذكُر مَنْ كان آخر شخص اتصلتَ به خارج مجال عملك لتستشيره بأمر ما؟ في كثير من الأحيان، لدينا أشخاص مخلصون ضمن شبكة علاقاتنا، ولهم فضل في نجاحنا، ولكنَّنا لا نُقدِّرهم كما يجب، فربما يمكِنك تخصيص بعض الوقت للتواصل معهم شهرياً لمشاركة الأفكار المثمرة وتبادُل الآراء.

2. تخصيص الوقت لمشاركة الدعم:

عندما تستحضر شبكة علاقاتك، فمن المؤكد أنَّه يوجد شخص إلى ثلاثة أشخاص داعمين لك ودوماً على مقربة منك، فهم الأشخاص الذين خضتَ معهم تجارب مهنية وحياتية مفصلية، ويجب دوماً أن تتشاركوا وتتبادلوا الدعم لرحلات القيادة الخاصة بكم.

شاهد بالفيديو: 12 طريقة فعالة لتعزيز العمل الجماعي

3. الاستفادة من القائد ذي الخبرة الأكبر:

يملك الأشخاص الذين يديرون عملاً كبيراً وقتاً أقل من الأشخاص العاديين، ووقتهم ثمين للغاية؛ لذا عندما تُخطِّط للتواصل معهم يجب أن يكون لديك استفسارات واضحة.

يمكِنك أن تستشيرهم وتستفيد من خبراتهم فيما يخص البدء بعمل جديد في سوق جديدة، أو الاستفسار عن معلومات تخص زيادة ميزانية التشغيل، فمهما كانت الحالة، هُم حكماء وحكمتهم ثمينة؛ لذا ابحث عنها.

4. التواصل مع معالج بشكل دوري:

تختلف تجاربنا جميعها، ولكنَّها تأتي أيضاً مع مجموعة فريدة من التحديات التي يمكِن أن تؤثر في تقدُّمنا إذا لم نركز بشكل صحيح، ومن الممكن أن تُسبب لنا الضرر على الصعيد الشخصي؛ لذلك، لا تقلُّ الصحة النفسية والجسدية والعاطفية أهميةً (إن لم تكن أكثر) عن الصحة المهنية والاقتصادية، فهي مترابطة ببعضها بعضاً.

حدِّد معالجاً وليكن طبيباً نفسياً، أو طبيباً سريرياً، أو كوتش حياة، أو كوتشاً رياضياً، أو أي شخص يمكِنه دعمك لتُقدِّم أفضل ما لديك.

خصِّص وقتاً للنشاط الرياضي وتناوُل الطعام الصحي وقضاء الوقت مع أحبائك، وتأكَّد أنَّ الاستثمار الصحيح لأعضاء فريقك، سيعود عليك بالنفع؛ إذن، أنشِئ طقوسك الخاصة لتحقيق نجاحك الشخصي.

إقرأ أيضاً: 10 طرق بسيطة لممارسة التمارين الرياضية أثناء العمل

5. التعلم مع أعضاء الفريق:

إنَّ التمكين هو مفتاح النمو؛ إ ذ تُنشَأ أفضل بيئات التعلم عندما تكون هناك آثار حقيقية على الفرد وممارساته المجتمعية، وقد يكون لفشلنا كقادة في تحقيق مؤشرات الأداء الرئيسة لأعمالنا عواقب مهنية حقيقية يمكِن أن تؤثر بالتأكيد في مصالحنا الشخصية.

فقد كشفَت دراسةٌ استقصائية شملَت 2000 شخص، أنَّ 65% ممن شملهم الاستطلاع ادَّعوا أنَّ جائحة كوفيد-19 كانت بمثابة إنذار لهم لمدِّ يد العون إلى مجتمعاتهم، حيث تطوع 52% في مجتمعاتهم لأول مرة نتيجة للجائحة.

بالطبع يجب تحديد الأنشطة عندما ستلتقي بشكل جماعي مع فريقك لمناقشة قضية مشتركة أو فرصة للتعلم، فربما يناقش الفريق استراتيجيات لإعداد تدقيق مالي، أو يناقش قواعد العمل الجديدة، لكنَّ الفكرة الهامة هي أنَّك تُناقش هذه الموضوعات مع فريقك كمجموعة من القادة، وهم أفراد فريقك الذين يصبُّون جُلَّ تركيزهم حول التعلم الذاتي، ومشاركة أفضل الممارسات وتطويرها، ودعم النجاح الفردي والجماعي لبعضهم بعضاً في هذه العملية، ويساعد هذا التحول أفراد فريقك على بناء المرونة.

كيف تُساعد الأعضاء ضمن الفريق؟

على غرار الاستفادة من القادة الأكثر حكمةً، تذكَّر أنَّك أيضاً خبير بالنسبة إلى شخص أقل خبرةً في فريقك، ولقد حصلنا جميعاً على مجموعة مختلفة من الميزات المجتمعية بناءً على مفاهيم تتعلق بالأصل العرقي والنوع الاجتماعي والقدرات الذهنية والجسدية وما إلى ذلك، وأعتقد أنَّه من الهام الاستفادة من بعض هذه المزايا لتتفق أو تختلف مع شخص ما، والذي قد لا يكون له الموقف نفسه في المجتمع.

إذ سيكون لديك فرصة فريدة لتطوير فريق متنوع يمكِنك من خلاله منح الفرص للجميع للإقدام على حياة مليئة بالخيارات، وتبادُل المنفعة كنوع من رد الجميل بين أعضاء الفريق.

في حين أنَّ هذه العناصر الخمسة آنفة الذكر ليست خطواتٍ شاملة لتطوير فريق ريادة الأعمال الخاص بك فقط، إلا أنَّها تُوفِّر اللبنات الأساسية لتحديد شبكة الدعم الشاملة، من خلال تحديد الموجود حالياً والفرص والاحتياجات الشخصية التي لديك كقائد، وتشعر أنَّه لا يتم تلبيتها بمساعدة فريقك؛ إذن، خلاصة القول هي: يتطلب ارتقاءُ قائدٍ مجهودَ فريقٍ.

 

المصدر




مقالات مرتبطة