كيف تصبح تاجراً بارعاً؟

مما لا شك فيه أنَّ التجارة نوع من الأعمال التي ترفد صاحبها بالمال الوفير والحظ السعيد والشهرة الواسعة، وهي لا تقل أهمية عن الصناعة وباقي الأعمال المنتجة والنشاطات البشرية، فهي تسهم إسهاماً كبيراً في نهوض الأمم ورقيها واستقرارها وأمنها وأمانها وانتعاشها وتزايد رصيدها من الأموال والصفقات والبنوك والشبكات والعقود المالية والمصرفية والتجارية.



ما هي التجارة؟

يُطلَق مصطلح تجارة على كافة الأعمال والعمليات التجارية التي تتم من خلالها عمليات التبادل التجاري والبيع والشراء وتبادل السلع والبضائع والخدمات والمنتجات، وتُعَدُّ شكلاً من أشكال الأعمال ذات الدخل المادي الهام، ويمكن أن تحصل ضمن نطاق ضيق ومحدود؛ أي في السوق المحلية، ويمكن أن تتم على نطاق واسع؛ أي خارج حدود البلد وخطوطه الجغرافية.

التجارة عملية تبادلية تفاعلية لها أطراف وأعضاء، وقد تكون هذه الأطراف أشخاصاً أو شركات أو منظمات أو بلداناً أو جهات رسمية أو مؤسسات تُعنى بالتجارة وبعمليات النقل والتبادل التجاري وحركات التصدير والاستيراد، وبالإضافة إلى كل هذا الشرح المفصل في هذا المقال، إلا أنَّنا نجد أنَّه تحت مصطلح كلمة تجارة تندرج أنظمة عدة يتم تطبيقها بشكل دائم على الصعيد المحلي والدولي والوطني والعالمي.

نذكر من هذه الأنظمة: الأنظمة السياسية، والقانونية، والاقتصادية، والدينية، والصحية، والتعليمية، والثقافية، والتكنولوجية، والتقنية، والمعلوماتية، والغذائية، وأنظمة المعلومات، وغيرها من الأنظمة المتنوعة والمنتشرة في كل بلد، كما يشمل مفهوم التجارة بمعناه الواسع كل العمليات التجارية التي تتم من بيع وشراء لمنتج معين أو سلعة معينة أو خدمة معينة، وفي أغلب الأحيان تتم التجارة على نطاق دولي وعالمي وبين دول العالم المختلفة.

ما هي العوامل المؤثرة في عملية التجارة؟

  1. الموقع الجغرافي والاستراتيجي للبلد أو المكان الذي تتم فيه ومن خلاله عمليات التجارة من بيع وشراء وتصدير واستيراد ونقل البضائع من مكان إلى آخر وغيرها من عمليات التبادل التجاري التي تحدث بين البلدان المختلفة.
  2. الحالة الاقتصادية للبلد، ويشمل ذلك ميزانية الدولة أو الطرف الذي يعرض منتجاته أو خدماته للبيع.
  3. مدى تطور التكنولوجيا ومواكبة تقنيات العصر، مثل وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الإنترنت المختلفة.

كيف نشأت التجارة؟

ترتبط نشأة التجارة بنشأة الحضارات الإنسانية والبشرية الممتدة على طول التاريخ وعلى طول الخارطة البشرية، وتعود الجذور الأولى لظهور التجارة إلى الإنسان البشري القديم الذي سكن الأرض منذ الأزل وقد كان أمياً لا يقرأ أو يكتب ولا يجيد أيَّة لغة من لغات التواصل، ومع تقدُّم الزمن وتعقُّد الحياة وتوسع احتياجات الإنسان المختلفة التي لم تقتصر على تأمين الأكل والشرب واللباس والسكن؛ بل ظهرت التجارة بصفتها حاجة ملحة وضرورية لتأمين احتياجات الإنسان وتطوير نمط ونوعية حياته.

ما هي أهمية التجارة في الحياة والإنسان والمجتمع؟

  1. تشكل التجارة بمفهومها العام والواسع الركيزة الأساسية لقيام وازدهار الكثير من الصناعات الفنية والهندسية والاقتصادية والزراعية.
  2. تطرح التجارة مصطلحاً هاماً وشائعاً يسمى التداول؛ ويُقصَد بالتداول ليس الفائدة فقط أو الربح المادي والاقتصادي من حيث كمية المال الذي حققه الإنسان ومصروفه اليومي والشهري والسنوي؛ إنَّما يمتد مفهوم التداول ليشمل التبادل الثقافي والحضاري والفكري بين الشعوب والبلدان.

كيف تصبح تاجراً بارعاً؟

1. حاول أن تفهم السوق الذي تستهدفه:

أول نقطة في طريقك لتكون تاجراً ناجحاً وماهراً عليك أن تفهم جيداً وتدرك لمن ستبيع؟ وماذا ستبيع؟ ولأيَّة فئة مستهدفة؟ وما هو شكل وطبيعة السوق الذي تنوي أن تبيع فيه؟ فنحن لا نقصد أن تكتفي فقط بمعرفة اسم ولقب ونوع الشركة التي سوف تتعامل معها؛ بل عليك أن تحيط بفكرة عامة وشاملة ومبسطة عن طبيعة السوق وآلية عمله.

2. ركز جيداً على العملاء المحتملين:

يتقاطع موضوع التجارة مع موضوع التسويق؛ لذا وانطلاقاً من هذه النقطة عليك أن تعرف كل شيء يتعلق ويمس العملاء المحتملين المنافسين والمستهدفين؛ وذلك يتضمن معرفة اسم العميل وملفه الشخصي ومعلومات عامة عنه وعن عمله وعمره ومكان سكنه وإقامته وخبراته ومؤهلاته العلمية والاجتماعية والاقتصادية والتسويقية ومكانته الطبقية بين أفراد مجتمعه، كما يتضمن أيضاً الإحاطة الكاملة بشخصية المشتري.

إقرأ أيضاً: النجاح في التسويق: 5 طرق هامة تساعد على جذب العملاء

3. فكر على نطاق واسع وغير محدود:

حتى تكون تاجراً بارعاً وذكياً، عليك أن توسع مدارك عقلك وتطلق العنان لفكرك وصوتك، وعموماً هناك نقطة يتفق عليها كل محترفي فن التجارة ومؤسسيه؛ وهي أنَّ المحترف لا يضع جل تركيزه وطاقته فقط على عملية البيع والشراء؛ بل يجب أن يتميز بتفكير أوسع وأبعد وأعمق من ذلك بكثير، فيتجه المحترفون إلى إقامة مبادرات تهدف إلى بناء علاقات مهنية إنسانية خلاقة طويلة الأمد.

يُقصد بالعلاقات الإنسانية هنا بناء جسور من التواصل البشري الفعال والحيوي والمباشر بينك وبين عملاء ضمن أجواء إيجابية حيوية تسودها الثقة بالنفس والمنافسة الشريفة والاستفادة الفعلية الحقيقية الخالصة المشتركة؛ وذلك بهدف الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من العملاء المحتملين والمستهدفين وانتعاش عمليات التبادل التجاري وبخاصة عمليات البيع والشراء، فتكون بذلك قد حققت لنفسك قيمة كبيرة وشيئاً فشيئاً يعلو اسمك وتزدهر تجارتك وتزيد أرباحك ويقبل عليك الناس إقبالاً كبيراً للتعامل معك بسبب سمعتك الطيبة الشريفة وصيتك الحسن بين الناس.

4. استغل وقتك واستثمره بحكمة:

يؤدي استثمار الوقت دوراً هاماً في نجاح عملية التجارة وصعود سلالم التميز والمجد والشهرة والتألق وزيادة كسب المال، ويتيح لك زيادة استثمار الوقت أن ترفع مستوى الإنتاج وتحقق ربحاً أعلى ورصيداً أكبر في المبيعات، فالتجار العاديون يضيعون جل وقتهم في سبيل أشياء ومبيعات لا تملك عائداً أو مردوداً مادياً هاماً وذا قيمة؛ لذا عليك أن تكون ذكياً وتعرف جيداً كيف تنظم الوقت وتُدير أعمالك لمصلحتك.

ما عليك سوى الاستثمار والتخطيط والإدارة والتنظيم، وكن جاهزاً للمفاجآت وخطِّط للمستقبل القريب والمتوسط والبعيد، واحتفِ بيومك واملأ نهارك بالأعمال الجيدة الهادفة، وارسم خطة مدروسة ومتقنة الصنع بحيث لا تترك دقيقة من يومك تذهب هدراً.

5. لا تنسَ أنَّك بحاجة ماسة إلى الاهتمام والرعاية من قِبل أحدهم:

التاجر المحترف والناجح لا يتعامل مع موضوع التجارة على أنَّه مجرد مهمة؛ بل على العكس تماماً، التاجر المحترف يحول مادة التجارة إلى رغبة وهواية ممتعة مشحونة بالحماسة الدائمة والشغف والإصرار والثبات؛ لذا وانطلاقاً من هذه الفكرة حاول أن تسخر جل وقتك وساعات نهارك في سبيل تنمية عملك وزيادة رقعة الإبداع لديك، وكن على تواصل دائم وفعال مع العملاء المحتملين والمستهدفين، واعرف كل شيء عنهم، وانتهج من علوم التجارة الواسعة والعميقة، فدون ذلك لا يمكن لك أن تصير تاجراً محترفاً وهاماً في العالم.

6. عزز ثقتك بنفسك أولاً وبمنتجك ثانياً:

التجارة هي عبارة عن عملية إقناع مثلما هي عملية ربح وخسارة أيضاً، وحتى تكون مقنعاً وتنجح في إقناع الناس بشراء منتجاتك التي تسوِّق لها، عليك أن تكون أولاً صادقاً مع نفسك وواثقاً من المنتج وتعرف جيداً بأنَّ منتجك سيحبه الناس ويُقبِلون عليه بمحبة وثقة، وهنا تؤدي الثقة بالنفس دوراً هاماً في إنجاح عملية التجارة وبيع المنتجات بسهولة، فكن واثقاً من نفسك وثابت الخطوات، وتحلَّ بالصبر ومهارات الإقناع والتواصل البشري مع العملاء والزبائن.

خطوات بسيطة وثابتة وأساسية لتصبح تاجراً محترفاً وموهوباً ومحط ثقة بين الناس:

  1. عليك أن تتمتع بالمهارات الاجتماعية: من الضروري جداً أن تتمتع بذكاء اجتماعي وسرعة بديهة في حال رغبت أن تشق طريقك في عالم التجارة الصعب والشيق.
  2. عليك أن تكون دقيقاً: التاجر المبدع الذي يملك الشغف في البحث عن المزيد من النظريات والمهارات المتجددة في هذا العلم الغزير والواسع، يبحث في أدق التفاصيل ولا يهمل شيئاً، ويبقى معاصراً ومواكباً ويبحث عن المزيد من فرص للمبيعات وإمكانية إمضاء عقود وصفقات.

شاهد بالفديو: 10 عادات مميّزة يتبعها الأشخاص الناجحون في التفكير

في الختام:

لا يمكننا أن نستغني عن التجارة؛ وذلك لأنَّها وسيلة من وسائل العيش وتأمين الرفاهية والانتعاش المادي والاستقرار النفسي والروحي والمعنوي.

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة