كيف تصبح أكثر إيجابية؟

إنَّ الغالبية العظمى من سلوكنا هو سلوك معتاد، فبقدر ما نشعر بأنَّنا نفكِّر طيلة اليوم، ونتخذ قرارات واعية، إلا أنَّ معظم نشاطاتنا تدفعها عادات راسخة فينا بعمق؛ إذ تشكلت هذه العادات في عقلنا الباطن، وهو العقل الذي لا نفكر من خلاله أبداً، والذي ينفذ الأوامر العقلية كما يفعل الكمبيوتر الذي يتبع الرموز الرقمية تماماً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّن جون تشوباك (John Chuback)، ويُحدِّّثنا فيه كيف يمكن أن نصبح أشخاصاً أكثر إيجابية.

1. تأثير البيئة في العقل الباطن:

يتبرمج العقل الباطن قبل سن 6 أو 7 سنوات إلى حد كبير، وفي هذه المراحل المبكرة من التطور، لا يتطور العقل الواعي تطوراً كاملاً؛ ومن ثَمَّ يظل لبيئتنا تأثيرٌ مباشر في العقل الباطن، وهذا يفسر سبب تحدُّثنا باللغة التي نتحدث بها، وحبنا للأطعمة التي نحبها، وارتدائنا للملابس بالطريقة التي نرتديها، وكثيرٍ من الأمور الأخرى؛ إذ تتجذر معظم السلوكات والمعتقدات وحالات الإعجاب والكره والتحيزات في هذا الجزء من العقل منذ سن مبكرة جداً، وهذا حدث دون علمنا أو موافقتنا.

شاهد بالفيديو: كيفية اكتساب الطاقة الإيجابية وأهم مصادرها

2. تأثير الأشخاص فينا:

إنَّ "مبرمجي" عقولنا في سنوات تطورنا هذه، هم الأشخاص الذين نقضي معهم معظم الوقت، ويكونون عادةً آباءنا وإخواننا وأقاربنا وأصدقاءنا وجيراننا والمعلمين أيضاً، فعقولنا منفتحة للاقتراحات التي يعرضونها علينا غالباً من خلال أقوالهم وأفعالهم، ومعظمنا غير مدرك تماماً لهذه العملية القوية، والتي قد تكون ضارة حتى في وقت لاحق من مرحلة البلوغ، ومعظمنا لا يملك أدنى فكرة عن سبب تصرفنا بالطريقة التي نتصرف بها ونشعر بالإحباط من أنفسنا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأنماط والنتائج السلوكية التي لا نحبها.

بالطبع، تستمر هذه العملية نفسها طوال حياتنا، فتتفاعل حواسنا مع العالم حولنا، وهذا يشمل الأشخاص وعادات الأكل وأنماط التمرينات والتلفاز والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والراديو والمجلات والكتب، وما إلى ذلك، حرفياً أيُّ شيء يمكنك سماعه أو رؤيته أو شمه أو تذوقه أو لمسه يمكن أن يكون له تأثير في اختياراتك وسلوكك المعتاد.

3. تأثير العادات اليومية:

الحقيقة هي أنَّ الجميع يريد أن يكون سعيداً؛ فجميعنا نتمنى أن نعيش حياة مثمرة وهادفة وإيجابية، لكن لسوء الحظ، هذا ليس هو الحال دائماً؛ ففي كثير من الأحيان، تعود عاداتنا اليومية بنتائج عكسية علينا، وتؤدي إلى تخييب آمالنا، مما يجعلنا غير سعداء وغير راضين، وهذا يؤدي إلى شعور عام بالسلبية في داخلنا.

لكن لحسن الحظ، بمجرد أن تفهم كيف يعمل عقلك الرائع، يمكنك التحكم بتفكيرك وببرنامج اللاوعي الخاص بك، وفي النهاية نتائجك، ويمكنك بناء حياة جميلة مليئة بالفرح والعلاقات المجزية والتجارب.

إذ يبدأ كل هذا بأربع كلمات قوية جداً، وهي: ستصبح ما تفكر فيه؛ إذ سيؤثر تكرار الأفكار في النهاية في عقلك اللاواعي، وسيؤثر هذا النظام بعد ذلك في سلوكك المعتاد، وسيؤدي هذا بدوره إلى نتائج مبهجة ومجزية، وبمجرد إتقان هذه العملية، ستكون أنت المتحكم، وسوف تتولى السيطرة؛ لذا فكِّر في أفكار إيجابية، وسوف تتبنى سلوكات إيجابية تلقائياً، وسترى وتشعر بالتأثيرات على الفور تقريباً.

إقرأ أيضاً: 17 عادة إيجابية ستغيّر حياتك للأفضل

4. احمِ نفسك:

يجب أن تحيط نفسك بأشخاص متفائلين وحماسيين ومنتجين أيضاً، دع إيجابيتهم تؤثِّر فيك، وتجنب التواصل غير الضروري مع الأشخاص السلبيين والمتشائمين الذين عرفتهم في الماضي، وعندما تحتاج إلى التفاعل معهم، حدد الوقت الذي ستقضيه معهم؛ إذ إنَّ هذا أمر بالغ الأهمية.

شاهد البرامج التليفزيونية المبهجة والملهمة، وتجنب الأخبار السيئة، حاول أن تبتعد عنها بقدر ما تستطيع؛ إذ إنَّها سم لعقلك، واقرأ الكتب والمقالات والمجلات الإيجابية، وزر مواقع الويب الملهمة للحصول على اقتباسات تحفيزية واستمع إلى المدونات الصوتية التعليمية التي لها قيمة حقيقية في حياتك.

تخلص من الأمور ذات التأثير السيئ في عقلك قدر الإمكان، فتذكر ستصبح ما تفكر فيه، لقد قيل إنَّك متوسط ​​الأشخاص الخمسة الذين تقضي معهم معظم الوقت، وأعتقد أنَّ هذا صحيح؛ لذلك اختر أصدقائك وشركائك بحذر، وامنع الأمور السيئة من الدخول إلى عقلك، تجنب الأشخاص المتشائمين، فهؤلاء سوف يلوثون تفكيرك ويدمرون فرصك في أن تكون الأفضل من نفسك.

إقرأ أيضاً: ماذا يحدث عندما تحيط نفسك بأشخاص إيجابيين؟

في الختام:

فكِّر في أفكار جيدة ورائعة طوال الوقت لتطوير السلوكات الإيجابية ورؤية النتائج الرائعة في حياتك، فإذا التزمت بهذه العملية، فسترى أنَّ هذه التقنية تعمل كالسحر.




مقالات مرتبطة