كيف تدرب عقلك على النجاح؟

لقد كنتُ أفكر كثيراً في العقل الباطن وكيف يؤثر في حياتنا، تقريباً جميع الأهداف التي نحقِّقها بنجاح تبدأ بوصفها فكرة، ومع المشاعر الإيجابية تتحول في النهاية إلى حقيقة، وبصفتنا أشخاص نسعى نحو التَّنمية الشخصية؛ فإنَّ الأمر عائد لنا لتدريب عقولنا على تحقيق النجاح، وقد بحثتُ كثيراً عن شيء للقيام بذلك حتى وجدته، إنَّه شيء يسمى" بالإيحاء الذاتي"، وقد تعلمتُ عنه في كتاب "فكِّر تصبح غنياً" (Think and Grow Rich) للكاتب "نابليون هيل" (Napoleon Hill).



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّنة "إرين فالكونر" (ERIN FALCONER)، وتُحدِّثنا فيه عن تدريب العقل على النجاح.

الإيحاء الذاتي هو مجرد وسيلة للتأثير في عقلك الباطن، فبهذه الطريقة نحن نبرمج أنفسنا دون وعي يوماً بعد يوم، وفي الواقع يمكنك تعلُّم التحكم في هذه العملية والحصول على بعض النتائج القوية جداً.

تأثير العواطف في عقلك الباطن:

فكِّر في أي وقت اختبرتَ فيه عواطف قويةً حقاً، على سبيل المثال: لقد جهزتُ خدمة الرسائل الإخبارية الخاصة بي لترسل لي رسائل بريد إلكتروني عندما يشترك أشخاص جدد أو يلغي أحدهم اشتراكه، قد يبدو الأمر سخيفاً، لكنَّني أشعر بالحماسةِ الشديدة عندما أتلقى رسالة بريد إلكتروني تخبرني أنَّ لدي مشتركاً جديداً.

كما يمكنك أن تتخيل كيف يكون لدي شعور إيجابي تجاه هذه الرسالة الإخبارية، وخلاف ذلك صحيح عندما يستمر الناس في إرسال ملاحظات تَفيد بإلغاء اشتراكهم، وإذا كانت لدي عواطف سلبية تجاه ذلك باستمرار، فإنَّ عقلي الباطن سيربط الأمرين معاً، وهذا من شأنه أن يثير تأثيراً سلبياً وغير مريح للغاية.

العواطف القوية لها تأثير عميق في العقل الباطن، ويعتمد تحقيق أهدافك أو عدم تحقيقها إلى حدٍّ كبير على ما تشعر به تجاهها؛ لذلك أنصحك بمحاولة الشعور بأنَّ هدفك قد تحقق بالفعل؛ لأنَّ تخيُّل هدف قد تحقق يثير عواطف قويةً وإيجابيةً تجاهه، إنَّه يُعلِّم عقلك الباطن أن يربط أهدافك بالإيجابية، وكما تَعلَم فإنَّ الإيجابية ستجذبُ النجاح بينما السلبية ستقف في طريقه.

استخدام الإيحاء الذاتي لتحقيق النجاح:

ربما تقول الآن: "حسناً، هذا الأمر جيد ولكن كيف أدرب عقلي الباطن ليكون إيجابياً؟"، وهنا يأتي دور الإيحاء الذاتي، وعلى سبيل المثال: ربما تريد أن تتعلَّم كيف تُنمي عقلية الوفرة تجاه المال، وتَمرُّ الآن بضائقة مالية، وعندما تسمع كلمة "نقود" تنزعج مباشرةً.

ليس صعباً تغيير طريقة تفكيرك إذا كنتَ مثابراً، وكل ما يتطلبه الأمر هو تخصيص 10 دقائق فقط يومياً، بحيث تتخيل موقفاً يتعلق بالمال، على سبيل المثال: يمكنني تخيُّل أنَّني أتحقق من حسابي المصرفي في ماكينة الصراف الآلي ولدي كثير من المال، ومع ذلك فإنَّ هذا التصور هو نصف المعادلة فقط، فتحتاج إلى إثارة عواطف إيجابية عن تصورك، ثم أتخيل كم من الرائع أن تكون لديَّ كل هذه الأموال، وبأنَّني لن أقلق بشأن وضعي المالي بعد الآن.

شاهد بالفديو: 6 حكم مفيدة قد تغيّر مجرى حياتك

فكِّر في كل الأشياء التي يمكنك شراؤها، فكلما زادت التفاصيل كان ذلك أفضل، وفكر في العواطف بوصفها وسيطاً بين أفكارك الواعية وعقلك الباطن الخفي، وكلما كانت العواطف أقوى، ستتمكن من تدريب نفسك بسرعة، وآمن بأنَّك ستحصل على ما تتخيله، فهذا الأمر هو أحد مظاهر النية والتلاعب النفسي ويمكن أن يكون قوياً جداً.

إذا كررتَ هذا التمرين يومياً، سيتغير رد فعلك تجاه المال تماماً، فقد غيَّرت عقلك الباطن من خلال الإيحاء الذاتي، ويمكنك القيام بذلك بقدر ما تريد، ومع مَن تريد، حتى لو بدا الأمر سخيفاً بعض الشيء، امنحه فرصة فقد تتغير حياتك.

تجربتي مع الإيحاء الذاتي:

لن أوصي بشيء ما لم أحصل بالفعل على نتائجه في حياتي الخاصة، ونظراً إلى معلوماتي عن علم النفس، كانت أساسيات الإيحاء الذاتي منطقيةً جداً، لكنَّني لم أكن متأكدةً منها، ثم بعد تطبيقها يمكنني القول إنَّني مؤمنة بها تماماً، كما أدركتُ أيضاً أنَّني كنت أمارس الإيحاء الذاتي دون وعي ودون أن أعرف ذلك، ولكنّي كنت أدرب نفسي على أن أكون سلبيةً.

على سبيل المثال: أنشأتُ منذ عام موقعاً إلكترونياً خاصاً بتعليم الغيتار، بينما كنت متحمسةً في البداية، وجدت أنَّني غير مهتمة فعلاً، فأنا أحب العزف على الجيتار ولكن لا أحب تعليمه، وسرعان ما شعرتُ بالإحباط بشأن الموقع، وكانت أفكاري تدور حول الفشل، وبصراحة كان بإمكاني تحقيق شيء منه، لكنَّني لم أكن أعرف عن الإيحاء الذاتي في ذلك الوقت وكنت ضحية لسلبيتي.

من ناحية أخرى كان موقع التطوير الشخصي الخاص بي مختلفاً تماماً، ففي أي وقت أفكر في موقعي، أشعُر بالإلهام على الفور؛ لقد دربتُ عقلي الباطن على الشعور بإيجابية، وهذا يعني أنَّ أفضل كتاباتي وأفضل مشاعري تتجلى في كل مقال أكتبه، لذا قم بتجربة الإيحاء الذاتي في حياتك وسترى ما أتحدث عنه.

إقرأ أيضاً: مفاتيح النجاح: خطوتان بسيطتان تشجعانك على العمل

في الختام:

ينطوي الإيحاء الذاتي على قوة لا حدود لها في تشكيل وتوجيه حياتنا وسلوكياتنا، فهو العملية التي تمكّننا من برمجة أفكارنا ومعتقداتنا بشكل غير مباشر. حيث يمكن للفهم العميق لهذه العملية أن يمنحنا القدرة على التحكم فيها واستغلالها بشكل يُحدث ثورة إيجابية في طريقة تفكيرنا وسلوكياتنا.




مقالات مرتبطة