كيف تحسن تعاملك مع التغذية الراجعة؟

بالنسبة إلى القادة على أيِّ مستوى، فإنَّ أفضل طريقة للنمو هي القيادة ثم الحصول على التغذية الراجعة؛ أي العمل والتفاعل مع فريقك ومعرفة ما يمكن تحسينه من خلال التغذية الراجعة؛ حيث تُعَدُّ التغذية الراجعة معلِّماً أفضل من الكتب، ومقالات المجلات الأكاديمية، والدورات التدريبية والخطب، وحتى المحادثات على منصة "تيد" (TED).



1. شكر الأشخاص الذين يقدمون لك التغذية الراجعة:

عندما يقدم لك شخص ما تغذية راجعة، يجب أن تكون الاستجابة الأولى استجابةً تعبِّر عن امتنانك، فلا تكن دفاعياً، ولا تعرض عليهم شرح ما قد لا يفهمونه، ولا تنتقل مباشرة إلى ما يجب عليك تغييره (سنصل إلى هذه الخطوة لاحقاً)، وبدلاً من ذلك، خذ وقتك في تقديم الامتنان على الهدية التي تلقَّيتَها للتو؛ هدية التغذية الراجعة.

لماذا يتوجب عليك فعل هذا؟ لأنَّه على الرغم من أنَّ التغذية الراجعة هدية، إلا أنَّها تنطوي على مخاطرة أكبر؛ إذ إنَّه حين يتحدث أحد أعضاء الفريق ليقدم لك تغذيته الراجعة، خاصةً التغذية الراجعة الناقدة أو البنَّاءة، فإنَّه يخاطر بكيفية ردِّك؛ حيث إنَّهم يخاطرون بإلحاق ضرر محتمل بالعلاقة أو الانتقام، أو أنَّهم يخاطرون بإضاعة وقتهم من خلال تقديم تغذية راجعة إلى شخص لن يتقبلها؛ ومن ثمَّ، فإنَّ البدء بعبارة "شكراً"، يتيح للشخص الآخر معرفة أنَّ المخاطرة تستحق العناء، وأنَّك ستستمع له.

2. إعادة صياغة التغذية الراجعة التي تلقيتَها:

سواءً كان ذلك مدحاً أم نقداً أم أيَّ نوع آخر من التغذية الراجعة، خذ الوقت الكافي لتكرار ما سمعتَه أمام الشخص الذي قدَّم لك التغذية الراجعة؛ إذ إنَّ مجرد تكرار عبارة سريعة مثل: "ما أسمعك تقوله هو كذا"، يمكن أن يكون له تأثير قوي في النقاش؛ حيث إنَّ تكرار تغذيتهم الراجعة يتيح لهم معرفة أنَّ رأيهم هام، كما يزيد من احتمالية حصولك على تغذية راجعة إضافية في المستقبل من هذا الشخص.

يؤدي تكرار التغذية الراجعة إلى شيئين: الأول هو التحقق من فهمك الرسالة التي تلقيتَها؛ ولذلك لا تخاطر أبداً في فهمها على نحو خاطئ، أمَّا الشيء الثاني والذي يُعَدُّ أكثر أهمية، هو أنَّ تكرار التغذية الراجعة التي سمعتَها يسمح للشخص الآخر بأن يشعر بأهمية رأيه.

شاهد بالفديو: كيف تقدم تغذية راجعة بناءة في مكان العمل؟

3. التحدث عمَّا تريد تغييره مع الطرف الآخر:

إنَّ الاستماع للتغذية الراجعة لا يؤدي وحده إلى النمو؛ ذلك لأنَّ النمو في الواقع يحدث فقط عندما يتم استخدام التغذية الراجعة لمعرفة كيفية التصرف بشكل مختلف (أو الكف عن التصرف)، وإذا كنت ستجري تغييرات نتيجة للتغذية الراجعة، فعليك مشاركة هذه التغييرات مع الشخص أو الأشخاص الذين ساعدوك على اكتشاف التغييرات التي يجب إجراؤها.

مع ذلك، لست مضطراً إلى إخبار أولئك الذين يقدمون لك التغذية الراجعة، بما تريد تغييره على الفور، ولا بأس في إعادة فتح الموضوع لاحقاً، وإعادة شكرهم على التغذية الراجعة؛ ومن ثم ذكر ما تريد تغييره.

إقرأ أيضاً: لماذا تحتاج إلى طلب التغذية الراجعة؟

4. طلب المزيد من التغذية الراجعة:

ليست التغذية الراجعة تدخلاً فردياً؛ بل هي عملية مستمرة، فأنت تنمو وتتغير وتتحسن طوال الوقت، وللقيام بذلك ستحتاج إلى المزيد من التغذية الراجعة؛ لذا تأكد من تطوير عادة السعي إلى الحصول على المزيد من التغذية الراجعة، وعند الانتهاء من ذكر ما ستغيره، اسأل عمَّا إذا كان يمكنك تحديد موعد مع هذا الشخص أو المجموعة لإعادة تقييم كيفية التغيير؛ حيث إنَّك لن تتحسن فحسب في تلقَّي التغذية الراجعة مع مرور الوقت؛ وإنَّما سيشعر الناس أيضاً براحة أكبر عند تقديمها لك.

وهذا يؤدي إلى نتيجتين؛ الأولى، هي ضمان الحصول على المزيد من التغذية الراجعة في وقت لاحق، أمَّا النتيجة الثانية، هي أنَّه سيشير إلى مدى انفتاحك حقاً على تلقِّي التغذية الراجعة؛ الأمر الذي قد يزيد من احتمال حصولك على تغذية راجعة غير مرغوب فيها في أيِّ وقت.

غالباً ما تكون التغذية الراجعة غير المرغوب فيها من الأشخاص الذين تثق بهم، هي الأكثر فاعلية، فالتغذية الراجعة هي عملية مستمرة، وقد يكون من الصعب في المرة الأولى أو الثانية التي تشارك فيها محادثة حول التغذية الراجعة، أن تطبِّق الخطوات الأربع جميعها بجدارة، ولكنَّها ستصبح أسهل مع مرور الوقت.

المصدر




مقالات مرتبطة