كيف تحدد ما إذا كنت متشائماً أو متفائلاً أو واقعياً؟

جميعنا لدينا نظرة للعالم، ويمكن أن تُحدِث هذه النظرة فرقاً كبيراً فيما نشعر به، فهل أنت متفائل أم متشائم أم واقعي؟ وهل فكرت يوماً في هذا الأمر؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة كلوي تيو (Chloe Teo)، وتُحدِّثنا فيه عن الطريقة التي يمكننا فيها تحديد ما إذا كنا متشائمين أو متفائلين أو واقعيين.

في هذا المقال سأكشف لك ما تعنيه هذه المصطلحات، ولماذا ستساعدك القدرة على تحديد نظرتك للحياة وتحسينها على تحسين حياتك.

لماذا يجب أن تُحدِّد نظرتك إلى العالم؟

توجد فوائد عديدة للقدرة على تحديد نظرتك إلى الحياة، ودائماً ما يكون الوعي الذاتي أمراً جيداً؛ لأنَّه يُمَكِّنك من اتخاذ قرارات أفضل، كما يمكن أن تساعدك معرفة نوع شخصيتك على فهم الآخرين على نحو أفضل، وكلما عرفت المزيد عن نظرتك، ستتمكن من فهم نقاط قوتك والعمل على تحسين نقاط ضعفك.

من هو المتشائم والمتفائل والواقعي؟

توجد طرائق عديدة مختلفة لرؤية العالم من حولنا؛ فقد يرى بعض الناس كأس الماء نصف فارغ، في حين يراه بعضهم الآخر نصف ممتلئ، وسيلوم بعضهم أنفسهم عندما يحدث شيء سيئ، في حين سيلوم آخرون العوامل الخارجية تلقائياً.

يمكن لبعض الناس أن ينظروا إلى الجانب المشرق من الأمور ويجدوا شيئاً جيداً في كل موقف سيئ، في حين يقلق غيرهم بشأن الأشياء التي قد لا تحدث أبداً، وكذلك يوجد ناس يمكنهم تغيير رأيهم بسهولة والتكيف مع المواقف الجديدة بسرعة، وغالباً ما تُصَنَّفُ هذه النظرات المختلفة على أنَّها تشاؤم أو تفاؤل أو واقعية.

لتحديد معنى ذلك؛ يَظنُّ المتشائم أنَّ المستقبل سيكون أسوأ من الحاضر أو ​​الماضي، أمَّا المتفائل يرى أنَّ المستقبل سيكون أفضل من الحاضر أو ​​الماضي، أمَّا الواقعي يعلم أنَّ المستقبل قد يكون أفضل من الحاضر أو أسوأ منه.

شاهد بالفيديو: 10 طرق للتخلص من التشاؤم

كيف تحدد نظرتك؟

المتشائم هو الشخص الذي عادة ما يتوقع أسوأ نتيجة ممكنة في معظم المواقف، ويركز دائماً على الجانب السلبي ويبحث عن الخطأ الذي قد يحدث بدلاً ممَّا قد يحدث على نحو صحيح.

إذا أجبت بنعم عن 3 أو أكثر من هذه الأسئلة، فقد تكون شخصاً متشائماً:

  1. هل تشعر بالإحباط أو السلبية في أغلب الأوقات؟
  2. هل تجد صعوبة في أن تكون سعيداً؟
  3. هل تبحث دائماً في الجانب السلبي لكل موقف؟
  4. هل تتوقع أن تسوء الأمور في كثير من الأحيان؟

أمَّا المتفائل فهو الشخص الذي يتوقع أفضل نتيجة ممكنة في معظم المواقف، ويركز دائماً على الإيجابيات ويبحث عمَّا قد يسير على ما يرام بدلاً من الخطأ الذي قد يحدث.

إذا أجبت بنعم عن 3 أو أكثر من هذه الأسئلة، فقد تكون شخصاً متفائلاً:

  1. هل تُعِدُّ نفسك شخصاً سعيداً؟
  2. هل تجد أنَّه من السهل أن تكون إيجابياً؟
  3. هل تبحث دائماً في الجانب المشرق من كل موقف؟
  4. هل تتوقع أن تسير الأمور على ما يرام في كثير من الأحيان؟

أمَّا الواقعية فهي ما بين التشاؤم والتفاؤل، ويؤكد الواقعيون أنَّ الكوب نصف ممتلئ عموماً؛ لكنَّهم مستعدون للتعامل مع النكسات، ويتخذون قراراتهم بناءً على الحقائق وليس العواطف، ويحاولون أخذ كل شيء في الحسبان.

إذا أجبت بنعم عن 3 أو أكثر من هذه الأسئلة، فقد تكون شخصاً واقعياً:

  1. هل تتخذ نهجاً متوازناً في الحياة؟
  2. هل تتخذ قراراتك بناء على الحقائق؟
  3. هل ترى الجوانب الإيجابية والسلبية لكل موقف؟
  4. هل تتوقع أن تسوء الأمور أو تسير على ما يرام حسب الموقف؟
إقرأ أيضاً: التشاؤم: علاماته، وأسبابه، وأعراضه، وطرائق علاجه

نقاط القوة والضعف في أن تكون متفائلاً:

وجدت الدراسات أنَّ الأشخاص الإيجابيين يتمتعون بصحة أفضل، وهم أكثر مرونة من نُظَرَائهم السلبيين عموماً؛ حيث يعيش الأشخاص المتفائلون لفترة أطول، ويتعافون من الجراحة أو المرض أسرع، ويتجاوزون النكسات المالية أفضل، ويتمتعون بحياة اجتماعية أفضل.

مع ذلك عندما يكون المتفائلون إيجابيين للغاية فقد يؤدي ذلك إلى تحيز التفاؤل، ممَّا قد يدفعهم إلى تحمل مخاطر غير ضرورية، وقد يقللون من مقدار الوقت والجهد اللازمين لتحقيق شيء ما.

تشمل الفوائد الأخرى لأن تكون متفائلاً أن يزداد احتمال تحقيق الأهداف؛ فقد ثبت أيضاً أنَّ امتلاك نظرة إيجابية يجذب أشخاصاً إيجابيين آخرين إلى حياتك، ومن المرجح أيضاً أن يجد المتفائلون حلولاً إبداعية للمشكلات التي تواجههم، كما قال القائد "دالاي لاما" (Dalai Lama): "من أجل القيام بعمل إيجابي علينا تطوير رؤية إيجابية".

إقرأ أيضاً: أقوال وحكم رائعة عن التفاؤل في الحياة

نقاط القوة والضعف في أن تكون متشائماً:

كونك متشائماً يعني أنَّك غالباً ما تكون مستعداً عندما تسوء الأمور، وغالباً ما يكون لديك خطة أو حتَّى خطتين بديلتين ولا تخشى التغيير؛ فيركز المتشائمون أيضاً على التفاصيل أكثر من غيرهم ويمكن أن يكونوا مُنَظَّمين للغاية.

قد يعاني المتشائمون من تدني ثقتهم بنفسهم وينتقدون أنفسهم كثيراً، وغالباً ما يرون الجانب السلبي للأشياء ويرون أنَّ المستقبل سيكون أسوأ من الحاضر أو ​​الماضي؛ لذا يمكن أن تمنعهم هذه النظرة من الوصول إلى إمكاناتهم الكاملة والاستمتاع بالحياة، ويمكن أن تسبب توتراً لا داعي له.

مع ذلك غالباً ما يكون المتشائمون أكثر استعداداً للتعامل مع الظروف الصعبة؛ لأنَّهم تعلَّموا أن يُدركوا أنَّ الأمور قد لا تكون تماماً كما قد تبدو، كما تقل احتمالية أن يستغلهم الآخرون.

نقاط القوة والضعف في أن تكون واقعياً:

الفائدة الرئيسة من أن تكون شخصاً واقعياً هي أنَّك ستتمكن من رؤية الأشياء على حقيقتها وأخذ كل شيء في الحسبان قبل اتخاذ أي قرار، والواقعيون عموماً هم أشخاص عمليون ومتواضعون؛ لأنَّهم يأخذون كل شيء في الحسبان قبل اتخاذهم للقرارات، وغالباً ما يكونون بارعين في حل المشكلات؛ لأنَّهم يستطيعون موازنة خياراتهم.

غالباً لا يتأثر الواقعيون بالعواطف ويمكن أن يكونوا ناقدين، وقد تفوتهم أيضاً الفرص؛ لأنَّهم أكثر واقعية بشأن المخاطر التي قد تنطوي عليها، وغالباً ما يكون الواقعيون قادرين على اتخاذ القرارات بناءً على الحقائق وليس العواطف، وهذا يجعلهم أقل عرضة لارتكاب الأخطاء، ويكونون أكثر استعداداً لأيِّ شيء قد يواجههم، ويمكنهم رؤية الجوانب الإيجابية والسلبية لكل موقف، ممَّا يجعلهم أكثر مرونة.

شاهد بالفيديو: نصائح فعّالة لتزرع التفاؤل في حياتك

كيفية تحسين نظرتك:

من الأفضل أن يكون لديك نظرة إيجابية للحياة، لكن متوازنة مع المشاعر العملية للواقعيين؛ فقد يتيح لك ذلك أن تعيش الحياة على أكمل وجه في حين أنَّك مستعدٌ للنكسات المحتملة، إذا وجدت أنَّك تميل كثيراً إلى أحد الجانبين فقد حان الوقت لإجراء التغيير.

لتصبح أكثر تفاؤلاً ابدأ في البحث عن الأمور الجيدة في كل موقف، ودرِّب نفسك على التفكير الإيجابي، ويمكنك أيضاً ممارسة التخيل؛ وهو أن تتخيل نفسك وأنت تحقق أهدافك، وأخيراً اكتب قائمة امتنان وكن ممتناً للأشياء الجيدة في حياتك حتى لو كانت صغيرة.

لتصبح أكثر واقعية ابدأ في أخذ كل شيء في الحسبان عند اتخاذ قرارات كبيرة، ولا تسمح لمشاعرك بأن تعترض طريقك، وضع قائمة بالإيجابيات والسلبيات لكل موقف، ويمكنك أيضاً ممارسة اليقظة الذهنية؛ وهي إدراك أفكارك ومشاعرك في اللحظة الحالية.

إقرأ أيضاً: كيف تدرب دماغك على التفاؤل؟

في الختام:

سواء أكنت متفائلاً أم متشائماً أم واقعياً أم ما بينهم فمن الهام أن تدرك نقاط قوتك وضعفك؛ وذلك لأنَّ معرفة ذاتك ومهاراتك ومجالات التحسين أمر هام؛ لأنَّها تسمح لك بالنمو باستمرار، ويمكنك دائماً إجراء تغيير وتحسين نظرتك للحياة.

How to Identify Whether You Are A Pessimist, Optimist, Or Realist




مقالات مرتبطة