كيف تحدد أهدافك وتنجزها دون توتر؟

يترافق تحديد الأهداف وتحقيقها مع الكثير من المسؤوليات، ولكنَّ هذا لا يعني أنَّها يجب أن تكون عوامل مُجهدةً بغير داعٍ؛ إذ يمكن للكثير من التوتر أن يؤثِّر في صحتك الجسدية والعقلية، ويقلِّل من إنتاجيتك، ويعوق تقدُّمك.



إذا كنت تريد تجنُّب التوتر في أثناء سعيك الجاد إلى تحقيق أهدافك، فستكون الطريقة التي تحدِّد بها أهدافك هامَّةً للغاية؛ لذا جمعنا لك فيما يلي بعض الخطوات المثبتة التي تساعدك في تحقيق نجاحٍ غير مسبوق، وبأقلِّ قدرٍ من التوتر:

1. استفد من قوة الخيال:

تعني الاستفادة من قوة خيالك في هذا السياق: استخدام الصور العقلية للتفكير في مجالات حياتك، وأين تريد أن تكون، وما الأهداف التي يجب أن تضعها للوصول إلى هناك. يمكن أن يؤدِّي كونك مُربَكاً بخصوص الأهداف التي ستضعها إلى تحديد الأهداف الخاطئة، والذي يمكن أن يؤدِّي بدوره إلى إضاعة الوقت والشعور بالإحباط.

ومع ذلك، عندما تخصص وقتاً كافياً لتحديد أهدافك باستخدام قوة التفكير والخيال، تكون قادراً على تحديد أشياء يهمُّك تحقيقها؛ لذلك، عندما تقرِّر أنَّك تريد تحديد أهدافك، ابحث عن البيئة التي يمكن أن تُلهِمك وتُعزِّز طاقتك الإبداعية.

2. وائم أهدافك مع غايتك:

أشارت العديد من الدراسات إلى أنَّ الناس يميلون إلى تحقيق أهدافهم عندما يكون لتلك الأهداف جذورٌ في غايتهم الحياتية.

الغاية الحياتية شيءٌ صُمِّمت حياتك بأكملها لتحقيقه، وهي ما يدفعك ويحفِّزك على النهوض من السرير كلَّ يومٍ والاندفاع إلى العمل بنشاط؛ فإذا لم تكن قد حدَّدت الغاية من حياتك بعد، فأولويَّتك الأولى هي اكتشاف هذه الغاية؛ وعندما تكتشف غايتك، وائم أهدافك معها.

يجب أن تنبع أهدافك الشخصية والمهنية والمالية والعائلية -وما إلى ذلك- من غايتك، ويجب أن يتوافق كلُّ شيءٍ مع جدول الأعمال النهائي لحياتك.

إنَّه مثل بناء منزل؛ إذ تُوضع كلُّ لَبِنَةٍ مع بعضها لإنتاج تحفةٍ فنيةٍ جميلةٍ تُسمَّى مبنى.

إقرأ أيضاً: كيف تُنشِئ قائمة بالأمور التي تمتلك شغفاً نحوها لتطوير حياتك

3. حدِّد أولويات أهدافك، وركِّز على هدفٍ واحد:

لا يمكن لأحدٍ أن يحقِّق أهدافاً متعددةً وفعَّالةً في وقتٍ واحد، وذلك بسبب القيود البشرية الطبيعية؛ لهذا السبب من الهامِّ تحديد أولويات أهدافك.

ابدأ كتابة قائمةٍ بالأهداف التي تريد تحقيقها، واكتب كلَّ شيءٍ تعتقد أنَّه يهمُّك، ثمَّ رتِّب كلَّ هدفٍ بناءً على مدى أهميَّته بالنسبة إلى المرحلة التالية من غاية وخطَّة حياتك.

رتِّب الأهداف كلَّها وفقاً لدرجتها وأهميَّتها، وركِّز على هدفٍ واحدٍ في كلِّ مرة، بحيث يمكنك الانتقال إلى الهدف التالي في قائمتك عندما تحقِّق أحدها.

4. اجعل هدفك ذكياً:

يجب أن يكون الشيء التالي بعد اختيار الهدف الذي تريد العمل عليه هو جعله ذكياً؛ ويعني هذا أنَّه يجب ذِكرُ الهدف بعباراتٍ محدَّدة، مع أهدافٍ واضحةٍ وقابلةٍ للقياس، وضمن نطاقٍ يمكن تحقيقه.

يجب أن يكون هذا واقعياً، وليس مجرَّد شيءٍ قائمٍ على الأمل فقط؛ كما يجب أن تكون كل هذه الأهداف ضمن إطارٍ زمنيٍّ يتماشى مع تطوُّر حياتك.

ستساعدك معرفة كيفية تحديد أهدافٍ ذكيَّةٍ في إنجاز المَهمَّة، كما سيصبح الوجهة التي عليك اتخاذها لتحصيل أهداف واضحة.

إقرأ أيضاً: الأهداف الذكية "SMART": اجعل أهدافك قابلة للتحقيق

5. قسِّم هدفك إلى مراحل:

سيكون تحقيق هدفك أسهل بكثيرٍ إذا تعلَّمت التركيز على أجزاء أصغر منه، بدلاً من الهدف بأكمله؛ ويعني هذا أنَّ بإمكانك تقسيم أهدافك إلى أهداف أصغر، لتتمكَّن من إكمالها على المدى القصير.

على سبيل المثال: إذا كان لديك هدفٌ لنشر كتابٍ خلال عام، فيمكنك تقسيم هدفك إلى مراحل، لجعله قابلاً للإنجاز. يتضمَّن هذا أنشطةً مثل وضع فكرة كتابك، والبحث عنها، ووضع الخطوط العريضة، وبحث المحتوى المحتمل، وكتابة المخطوط الأولي، وإيجاد شخصٍ لتحريره، وأخذ وجهات نظر الزملاء وتأييدهم، وتصميم الرسومات، والنشر والتسويق، وإلخ.

يجب أن يكون لكلِّ مراحلك إطارٌ زمنيٌّ ينبغي إكمالها خلاله.

6. ضع خطة عمل:

يجب أن يكون لخطة عملك علاقةٌ بالاستراتيجية التي تطبِّقها، وبكلِّ سلسلة المهام التي سيتعيَّن عليك تنفيذها لتحقيق هدفك؛ وستحتاج كلَّ هذه الأشياء، إذا كنت لا تريد أن تتعثَّر في أثناء السعي إلى تحقيق هدفك.

يمكنك تطوير أكثر من خطة عملٍ واحدة، أو أن يكون لديك خططٌ بديلة، بصرف النظر عن خطتك الرئيسة؛ بحيث يمكنك التركيز على تنفيذ الخطة الرئيسة، واستخدام الخطط البديلة عند الحاجة.

قد تفشل خططك في أثناء سعيك إلى تحقيق هدفك، ولا يعني هذا بالضرورة أنَّه يجب عليك تغييره؛ إنَّما يمكنك أن تكون مرناً في أساليبك واستراتيجياتك بدلاً من تغيير هدفك أو التخلِّي عنه. فلتكن خلَّاقاً دائماً في إيجاد طرائق جديدةٍ للتخفيف من التحديات التي قد تواجهك على طول الطريق.

إقرأ أيضاً: بالخطوات: كيف تكتب خطة عمل فعالة؟

7. ابقَ على المسار الصحيح:

الحفاظ على التركيز والبقاء على المسار الصحيح هامٌّ جداً لتحقيق أهدافك؛ لذا استفد من كلِّ الموارد المُتاحة من حولك لضمان استمرارك في طريق تحقيق هدفك.

فيما يلي بعض الأفكار المفيدة:

1. جهِّز بيئة مناسبة:

إنَّه لمن الضروري لتحقيق أهدافك أن تكون في الحالة الذهنية الصحيحة، وفي البيئة المكانية الصحيحة، وفي المكان المناسب، وبجوار الناس الذين سيلهمونك ويدعمون أحلامك؛ ويشمل هذا أيضاً تخصيص وقتٍ خالٍ من عوامل التشتيت الأخرى لأهدافك.

2. استفِد من تقنيات التحفيز لتحقيق الأداء الأمثل:

مهما كان ما تريد تحقيقه، فستحتاج إلى التحفيز لتحقيق الأداء الأمثل.

يوجد تقنياتٌ تحفيزيةٌ مختلفةٌ يمكنك اعتمادها لهذا، مثل: وجود مجموعةٍ من الأحلام والتصوُّرات التي تدلك على مسار هدفك وتحفِّزك على اتخاذ إجراء كلِّ يوم؛ كما يمكنك أيضاً الحصول على مجموعةٍ من النصوص والاقتباسات التي كتبتها أنت أو أيُّ شخصٍ آخر، واستخدامها ككلماتٍ تأكيديةٍ للتحدُّث بطريقةٍ إيجابيةٍ عن تحقيق أهدافك.

3. اطلب من شخصٍ ما أن يضطلع بدور المحاسبة:

من طرائق إبقاء نفسك على المسار الصحيح لتحقيق أهدافك أن يكون لديك شخصٌ مسؤولٌ عن محاسبتك عنها، على أن يكون هذا الشخص شخصاً يؤمن بحلمك، ويسعده رؤيتك تحقُّق أهدافك.

للبدء، شارك أهدافك وخططك وجدولك الزمني مع هذا الشخص، ثمَّ ضع جدولاً زمنيَّاً منتظماً لمناقشة التقدُّم الذي أحرزته معه.

4. احتفي بالانتصارات الصغيرة:

يقولون إنَّ النجاح يُولِّد النجاح، فإذا فزت بهدفٍ صغير، فأنت تميل إلى تحقيق الانتصارات الكبيرة.

الاحتفال بالانتصارات والمكافآت الصغيرة إحدى الطرائق التي تُبقِي على تركيزك وتحافظ على دوافعك؛ لذا عليك أن تتعلَّم أولاً تحديد الانتصارات الصغيرة (يمكن أن تكون الانتهاء من مَهمَّةٍ أو مرحلةٍ مثلاً).

لا تنتظر حتَّى تحقق الهدف الكبير لتثني على نفسك؛ بل احتفي بالانتصارات الصغيرة بما يُلهِمك للقيام بشيءٍ أكبر وأفضل.

إقرأ أيضاً: 13 خطوة تضمن لك التّحفيز الذاتي للنجاح

أفكار أخيرة:

هدف هذا المقال هو إظهار أنَّه يمكنك تحديد وتحقيق أهدافك دون المرور بحالة التوتر التي يمرُّ بها معظم الناس، إذ ستكون على المسار الصحيح نحو تحقيق أهدافك من خلال اختيارها بعناية، ومواءمتها مع غايتك في الحياة، والتركيز على هدفٍ واحدٍ في كلِّ مرة، وجعله هدفاً ذكياً؛ كما أنّ العمل على مراحل سيبقيك على المسار الصحيح، ويحفِّزك على تحقيق هدفك الأكبر، ويخلق مكافآتٍ قصيرة المدى.

أخيراً، عندما تواجه صعوباتٍ في أثناء العمل لتحقيق هدفك، حاول تغيير خططك للعمل، بدلاً من التخلِّي عنه.

 

المصدر




مقالات مرتبطة