كيف تجعل العاملين في الخطوط الأمامية يشعرون أنَّهم جزءٌ من الفريق؟

يريد المديرون التنفيذيون أن يكونوا جزءاً من كل عملية في العمل، لكن في الواقع لن يُتاح لهم الفرصة في أن يشرفوا على كل شيء خلال نمو الشركة؛ لذا ستتعلم أن توظِّف أشخاصاً تثق بهم للإشراف على أجزاء من العمل لم يعد في إمكانك قضاء الوقت في إدارتها.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن "كاتي إيفانز ريبر" (Katie Evans-Reber)، مديرة قسم الموارد البشرية في شركة "وانولو" (Wonolo)، والذي تُحدِّثنا فيه عن أهمية إحساس موظفي الخطوط الأمامية بأنَّهم جزءٌ من الفريق.

ومع كون هذه طريقة فعالة لإدارة العمل بسلاسة، إلَّا أنَّها تفسح المجال أيضاً لتقسيم الموظفين. القوة العاملة في الخطوط الأمامية، التي هي مجموعة العمال الذين يتفاعلون مباشرة مع العملاء أو عملية إنتاج المنتج، مثل عامل التوصيل أو عامل المستودع؛ وهؤلاء سيتأثرون بهذه القرارات أكثر من أي شخص آخر.

نحن نمر بهذه التجارب طوال الوقت في شركة "وانولو" (Wonolo)؛ فنظراً لأنَّ القوى العاملة في الخطوط الأمامية في أغلب الأوقات تعمل بنظام عمل مرن أو بدوام جزئي أو من خلال عقود عمل، لا يُنظر إليهم دائماً على أنَّهم جزء من الفريق أو يُعترف بإنجازاتهم.

يواجه العمال تحدياً خاصاً في العمل، ومع أنَّ أدوارهم هامة، إلَّا أنَّ الفريق التنفيذي يُقابِل عملهم بتجاهلٍ في أغلب الأحيان. والمشكلة هي أنَّ العمال يقدمون كثيراً لعملك؛ فهم الذين يجعلون كل ما يُناقَش في غرفة الاجتماعات قابلاً للتنفيذ.

وبصفتنا مديرين لقسم الموارد البشرية، لدينا الفرصة للمساعدة على حل هذه المشكلة من خلال تنفيذ القرارات والبرامج لإبقاء كل فرد في الشركة من جميع المستويات، يشعر بالارتباط والانتماء إلى المجموعة.

تحسين التواصل بين المديرين والقوى العاملة:

تتمثل الخطوة الأولى في تحسين التواصل بين المديرين والقوى العاملة في زيادة الوضوح والفهم؛ إذ يفهم المديرون أهمية العمال في المستودعات أو شاحنات التوصيل، لكنَّ قليلاً منهم يبذل جهداً لفهم ما تنطوي عليه الوظيفة اليومية.

في شركة "وانولو"، نطلب من جميع الموظفين العاملين بدوام كامل في شركتنا القيام بوظيفة عامل، مثل العمل في تقديم الطعام أو تعبئة الصناديق أو في غيرها من الوظائف. وبصفتنا قادة للموارد البشرية، لدينا مسؤولية القيادة بتعاطف؛ إذ يمكننا تغيير الطريقة التي ينظر بها زملاؤنا في الفريق إلى بعضهم بعضاً، ويمكننا إنشاء مكان عمل مليء بالتفاهم والسعي نحو هدف مشترك.

إقرأ أيضاً: 7 طرق لتحفيز الموظفين

معرفة الناس وليس وظائفهم:

من الشائع جداً بالنسبة إلى مديري الموارد البشرية والشركات عموماً الفصل بين زملائهم في الفريق حسب الوظيفة؛ لكن بالنسبة إلينا، إنَّها طريقة لتنظيم أفكارنا، مثل: "ماذا يفعل قسم المحاسبة هذا الأسبوع؟ وكيف يمكنني دعم احتياجات فريق المبيعات؟"، لكنَّ هذا التفكير يمكن أن يتسرب إلى الطريقة التي يتعامل بها الموظفون في المكتب.

من خلال الاعتراف بأنَّه سيكون هناك دائماً بعض التمييز، يمكن لفريق الموارد البشرية البدء بالعمل على إيقاف حالات التمييز غير الضرورية الموجودة في مكان العمل. وقد يكون ذلك من خلال أحداث بناء الفريق أو النشاطات خارج المكاتب التي تشجع على الاختلاط بين جميع الموظفين؛ فحتى ترتيبات الجلوس والمكاتب يمكن أن تكسر حالات التمييز تلك؛ إذ يمكن أن يؤدي الجلوس معاً في المكتب نفسه إلى تعزيز العلاقات الشخصية وفهم أفضل لوظائف بعضنا بعضاً.

إقرأ أيضاً: 5 أخطاء شائعة في إدارة فريق العمل

الاحتفاء بإنجازات العمال:

تذكَّر آخر مرَّةٍ احتفل فيها مكتبك بشخص ما قام بعمل جيد احتفالاً خاصاً: هل كان ذلك بمنزلة تشجيع لفريق المبيعات أم لعمال التوصيل؟ من السهل أن تنشغل بالمكاسب الكبيرة التي يحرزها القسم الأكثر أهمية، خاصة بالنسبة إلى مديري الشركة.

تحتفي الكثير من الفِرق بالمكاسب الكبرى التي يحرزها فريق المبيعات؛ وذلك لأنَّها طريقة جيدة لتشجيع العمل في الشركة. ومع ذلك، دون وجود قوة عاملة في الخطوط الأمامية تتأكد من تعبئة المنتجات وتسليمها للعملاء في الوقت المحدد، ستتراجع خدمة العملاء وتؤثر في النتائج النهائية.

في شركة "وانولو"، نستضيف اجتماعات يومية في جميع مواقع مكاتبنا؛ حيث تساعدنا هذه الاجتماعات على الاحتفاء بمكاسب أحدنا كأنَّها مكاسب للجميع؛ فذلك يزيد من وضوح العلاقة بين الفِرق، وينشر الحب؛ لذا لا أحد يشعر أنَّ دوره أكثر أو أقل أهمية من دور الآخرين.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح لإدارة فرق العمل بشكل فعال

الجميع يساهم:

إذاً ما هي خلاصة التفكير في عمل الموظفين الذين يعملون في الخطوط الأمامية؟ بصفتنا مديرين للموارد البشرية، في أغلب الأحيان نتحمَّل المسؤولية عن غرس ثقافة الشركة الإيجابية والعمل ضمن نظام دعم لمشكلات النمو التي تعاني منها العديد من الشركات سريعة النمو.

ولكنَّ اتخاذ بضع خطوات سهلة نحو توحيد الموظفين من جميع المستويات يعزز الرؤية المستقبلية، ويوحِّد الفريق تحت هدف واحد مشترك. وسرعان ما يقاتل الجميع من أجل بعضهم بعضاً، وليس من أجل أنفسهم فقط.

ساعدت هذه الممارسة "وانولو" على العثور على مجموعة قوية من القيم التي يؤمن بها الجميع. فنتمتع بثقافة الشركة المذهلة، وساعَدَنَا هذا التحول في طريقة التفكير على فهم عملائنا فهماً أفضل. ويجب على كل شركة لديها موظفين أن تدرك القيمة التي يضيفونها، وأن تبذل جهداً أقوى لدمج هؤلاء العمال في ثقافة شركتك الواسعة.

المصدر: 1




مقالات مرتبطة