كيف تجد الدافع لتعمل؟

إنَّ أحد مفاتيح النجاح إيجاد دافع يحفِّزك على العمل والحفاظ عليه، سواء كنت تبدأ نشاطاً تجارياً أم تعمل فيه لفترة من الوقت، وهو ما تغفل عنه بعض الشركات والقادة الناجحين، على الرغم من أهميته في زيادة الإيرادات والسيطرة على سوق العمل.



وفقاً لأبحاث أجراها أستاذ التسويق في كلية الدراسات العليا لإدارة الأعمال إنسياد (INSEAD)، جي سي لاريش (J.C. Larreche) في كتابه "تأثير الدافع: كيف تحفز التطور الاستثنائي" (The Momentum Effect: How to Ignite Exceptional Growth): "قدَّمت الشركات المندفعة للعمل قيمة أكبر للمساهمين بنسبة 80٪ مقارنة بمنافسيها الأقل حماسة؛ حيث إنَّ القادة المندفعين للعمل ليسوا محظوظين فحسب؛ بل هم أذكياء؛ وذلك لأنَّهم اكتشفوا مصدر القوة، وبذلك توصَّلوا إلى طريقة أكثر ذكاءً لتحقيق تطور استثنائي".

نموذج الدوافع لنجاح الأعمال:

الدافع هو مفتاح نجاح أي نشاط تجاري على الأمد الطويل؛ لذلك من الهام جداً معرفة كيفية بناء نموذج لهذا الدافع.

1. تحديد رسالتك تحديداً واضحاً:

الوضوح أمر هام لبناء قوة تدفعك إلى الاستمرار؛ فعندما يكون القائد واضحاً، يغدو كل شيء وكل شخص في العمل واضحاً أيضاً، كما يجب أن توضِّح الشركة رسالتها أو شعارها بأربع كلمات أو أقل؛ إذ يجب اختيار الكلمات الصحيحة لخلق الحافز والحماسة.

إذاً عليك أن تكون واضحاً بشأن ما تفعله وكيف تفعله لما لذلك من أهمية في بناء الوضوح الذي يخلق الدوافع، وهو ما سيميزك تميزاً حقيقياً في سوق العمل، مما يؤدي إلى زيادة أرباح الشركة؛ فلكل عمل ناجح رسالة هامة، والفرق بين الشركات الناجحة والعادية هو أنَّ الشركات الناجحة تعرف رسالتها وتلتزم بها.

2. مشاركة الرسالة مع الجمهور المناسب:

بمجرد تحديد الرسالة، يجب العثور على الأشخاص المهتمين بمشاركتها، والذين يتخذون قراراً جريئاً وشجاعاً لحملها ونقلها إلى سوق العمل، وإيجاد منافذ التوزيع المناسبة لموارد الشركة، في حين ترتكب العديد من الشركات خطأ التسويق في المكان غير المناسب حيث لا يتواجد عملاؤهم، وهذا الأمر بالتأكيد غير كافٍ لحصد أي نتيجة، بينما يؤدي التسويق في المكان الصحيح وعبر نشر الرسالة الصحيحة دائماً إلى نتائج مُرضية.

شاهد بالفيديو: 10 قواعد في الحياة للمحافظة على الدافع

3. توصيل الرسالة:

تتمثل إحدى الخطوات الأساسية في بناء نموذج الدوافع في الحصول على الدعم من الفريق والعملاء حتى يبدؤوا بمشاركة رسالتك مع شبكات العمل الخاصة بهم، وهو ما يُنتِج قوة تدفعك إلى الأمام، ومن ثم ستبحث الشركة التي تعمل على تحسين أدائها عن طرائق لجذب الآخرين إلى منتجاتهم وخدماتهم.

إنَّ الالتزام برسالة أمر صعب ويحتاج إلى الكثير من العمل والمسؤولية، وغالباً ما يكون تغيير الرسالة أمراً سهلاً، ولكنَّه قد يكون أسوأ شيء يمكن أن تفعله الشركة التي تسعى إلى بناء قوة تدفعها إلى المضي قدماً، ويمكن تطوير رسالة حقيقية تبعث على التغيير من خلال مواجهة التحديات الصعبة، وبذلك يكتشف القادة صحة الرسالة التي يحملونها.

بالطبع كلما زاد عدد الأشخاص من حولك، زاد احتمال توسيع نطاق رسالتك؛ ولذلك تسعى الشركات الناجحة إلى الاندماج مع العملاء والموردين وأعضاء الفريق لتعزيز رسالة مؤسستهم بحيث يكون لديهم أفضلية للتأثير في السوق.

4. نشر الرسالة على نطاق واسع:

عندما تتمكن من نشر الرسالة ومشاركتها مع الآخرين، فإنَّك تبني بذلك قوة دافعة حيوية لتحقيق النجاح؛ وهنا تكمن أهمية توصيل الرسالة من خلال العملاء لضمان نجاح شركتك؛ لذلك عندما يعمل العديد من الأشخاص على نشر منتج أو خدمة أو شركة على نطاق واسع، تزداد قيمة هذه الأشياء وهو ما يجعلها علامة تجارية معترف بها.

5. تكرار رسالتك:

عندما تستطيع الشركة تكرار رسالتها من خلال التوجيه الصحيح، فإنَّ تلك الشركة سوف تتوسع وتبني قوة تدفعها إلى الأمام، وفي حين لا تفكِّر العديد من الشركات في مكافأة موظفيها الذين يعملون على جذب المزيد من العملاء إلى الشركة، يجب أن يكون لدى كل شركة عملية إحالة مثبتة لتشجيع ومكافأة الموظفين الذين يساعدون على مشاركة العلامة التجارية للشركة مع الآخرين.

إقرأ أيضاً: كَيف تُعِيد الزخم إلى حياتك؟ 10 نصائح تضمن لك ذلك

6. تحسين رسالتك:

يقدِّم العملاء الجدد فرصاً جديدة وينشرون رسالة الشركة على نطاق أوسع، كما يساعد الفريق المناسب دائماً على بناء رسالة ودافع أفضل، ومن الهام المواظبة على تحسين رسالتك؛ حيث تجذب الشركات التي تواظب على تطوير رسالة مهمتها عملاء جدد باستمرار؛ كما أنَّه من الجيد إعادة ابتكار رسالتك عندما تكتشف رسالة أكثر تأثيراً.

سواء كنت تبدأ نشاطاً تجارياً أم شركة جديدة، فإنَّ مفتاح نجاح عملك إيجاد قوة دافعة له؛ حيث يمكن لأي عمل أن يبني دافعاً، وستبذل أفضل الشركات كل ما في وسعها لبناء قوة تدفعها إلى الأمام باستمرار، وباتباعك الخطوات الموضحة في هذه المقالة، ستكون في طريقك لاكتشاف دوافعك وبناء عملك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة