كيف تتخلص من مشاغلك وتهتم بأولوياتك الحقيقية؟

هل شعرت سابقاً بالانشغال الشديد لدرجة أنَّ الوقت يمرُّ بطرفة عين؟ إنَّنا مشغولون جداً بكل ما يخطر على بال؛ العمل، والأصدقاء، والنزهات، والإجازات، وما إلى ذلك، لكنَّ الانشغال ليس بالشيء الجيد، وخاصةً لأنَّنا نضيِّع معظم وقتنا على السخافات، ونقول إنَّنا مشغولون، لكن نحن نملأ حياتنا بالتفاهات.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته مع الانشغال، وكيفية الاهتمام بأولويات حياته.

نحن نشاهد البرامج التلفزيونية على مدى أيام، ونذهب إلى مناسباتٍ للتواصل مع الغرباء الذين يحاولون بيع خدماتهم لنا، ونقضي ساعات في البحث عن ملابس جديدة لشرائها حتى نتمكَّن من إثارة إعجاب أشخاص لا نحبهم.

ما يشغلنا محض هراء، لكنَّني لم أفهم الأمر حتى قبل بضع سنوات، عندما سألني أحد الأشخاص: "كيف حالك؟" وكانت إجابتي: "أنا مشغول"؛ ما هو خطبنا؟ لماذا نحن مشغولون جداً بأشياء ليس لها أهمية؟ إنَّنا نستخدم انشغالنا بوصفه عذراً للامتناع عن ممارسة الأنشطة الهامَّة، وهذا محزن جداً، فبعد أن أدركتُ أنَّني لا أملك السيطرة على حياتي، قرَّرت التوقف عن الانشغال.

إنَّ الانشغال هو عذر يستخدمه الخاسرون، وأنا أقول ذلك لأنَّك تستطيع استخدام كلمة "مشغول" بوصفها عذراً لكل شيء، على سبيل المثال:

  1. لقد نسيت الذكرى السنوية لزواجك، "نعم، لكنَّك تعلم كم أنا مشغول، أليس كذلك؟ سوف أعوضك لاحقاً".
  2. لم تتصل بوالدتك منذ ستة أشهر، "أمي، أنا مشغول جداً".
  3. لم تذهب إلى النادي الرياضي، "أنا مشغول جداً لدرجة أنَّه لا يمكنني ممارسة الرياضة".
  4. والأسوأ: "مشاغلي أكثر من أن أمارس أنشطةً تجعلني سعيداً"، يمكن أن يكون ذلك على الموسيقى أو على عملٍ تجاري أو أي شيء آخر.

لقد استخدمتُ كل تلك الأعذار سابقاً، لكن في مرحلة معيَّنة، قلتُ لنفسي: كيف يمكنك أن تكون مشغولاً لدرجة أنَّك لا تستطيع الاتصال بشخص هام بالنسبة إليك؟

في كل مرة تقول فيها إنَّك مشغول، فأنت تقول إنَّك لا تستطيع إعطاء الأولوية لحياتك:

يعرِّف معظم الناس الانشغال على أنَّه النجاح، لكن على عكس 95% من الأشخاص الذين أعرفهم، لا أعتقد أنَّ الانشغال يعني أنَّك ناجح.

عندما تقابل أشخاصاً جدد، فغالباً ما يريدون أن يظهروا لك أنَّ حياتهم حافلة، لكنَّ الحقيقة هي أنَّك إذا كنت مشغولاً، فأنت لا تعيش على الإطلاق، أنت تأكل وتشرب وتتنفس فقط.

يقول مؤلِّف الكتاب الذي يحمل عنوان "أي شيء تريده" (Anything You Want) "ديريك سيفرس" (Derek Sivers)، وأحد المفكِّرين المفضلين لدي: "بالنسبة إليَّ، تعني كلمة "مشغول" أنَّ الشخص لا يملك سيطرةً على حياته".

شاهد: 5 نصائح للعناية بالنفس حينما تكون دائم الانشغال

"لكن إذا لم أكن مشغولاً، فماذا يجب أن أفعل؟"

تمهَّل قليلاً، وفكِّر ما هي الأشياء الموجودة في حياتك والتي هي مجرد مشاغل لا معنى لها، فقد وصف الفيلسوف الروماني "لوكيوس سينيكا" (Lucius Seneca) الأمر بأفضل شكل: "لن يضيِّع الإنسان الصالح نفسه في عمل دنيء ومعيب أو ينشغل لمجرد أن يكون مشغولاً".

لا بأس إذا لم تكن لديك خطط لعطلة نهاية الأسبوع، فإنَّ السؤال المفضل لدى الناس في بداية كل أسبوع هو: "ماذا فعلت في عطلة نهاية الأسبوع؟"، فلست مضطراً إلى القيام بأشياء معيَّنة حتى تتمكَّن من إخبار الآخرين عنها، فبالنسبة إليَّ، إذا سألني أحد هذا السؤال، سأقول له: "لا شيء"، أو "لقد كتبت، وذهبت إلى النادي الرياضي، وتناولت العشاء مع العائلة"، وقد ينظر إليَّ وكأنَّه يقول: "هذا كل شيء؟".

نعم، وماذا في ذلك؟ هل كان يجب أن أسافر حول العالم، وأن أتناول العشاء مع سكان الغابات، وأن أقفز من الطائرة في طريق العودة؟

إقرأ أيضاً: 5 خطوات لإعطاء الأولوية لنفسك

أنا أرفض كثيراً من الأشياء:

أنا أرفض دائماً أشياء، مثل: هل تريد تناول القهوة طوال اليوم؟ أو هل تريد كتابة مقال مقابل المال؟ أو هل تريد العمل لدينا؟ أو هل تريد أن تفعل هذا أو ذاك؟ لأنَّني لا أريد أن أنشغل، فعندما تنشغل، يمرُّ الوقت بسرعة، وأنا أريد وقتاً للتروي؛ لذا أوافق على الأشياء التي تهمني فقط.

إقرأ أيضاً: 11 اختلافاً بين الأشخاص المشغولين والأشخاص المنتجين

في الختام:

قد تبدو بعض الأيام وكأنَّها ستدوم إلى الأبد، وحتى بعد سنوات، تتذكَّر كيف شعرت في ذلك اليوم؛ لذلك كل ما عليك فعله هو التمهل، والتوقف عن الانشغال، وعدم نسيان الأشياء الهامَّة، وعَيش حياة واعية، فإنَّ الأمر ليس بهذه الصعوبة، يمكنك أن تبدأ الآن.




مقالات مرتبطة