كيف تتخلص من الشعور بالفشل؟

الفشل جزء من حياة أي شخص، لكنَّ الطريقة التي نتعامل بها مع الفشل هي ما يُحدِّد نجاحنا في النهاية؛ إذ إنَّنا جميعاً مررنا بتجربة الفشل وسألنا أنفسنا ما السبب الذي أدى بنا إلى الفشل، ويعلم أغلبية الناس ما هي الأمور التي تفيدهم وما هي الأمور التي تنعكس عليهم سلباً، ولسبب ما فإنَّ معظمنا يستمر بفعل الأشياء الهدامة ربما يكون السبب أنَّك فكرتَ بطريقة صحيحة، لكنَّك لم تتصرف على أساسها أو أنَّك لم تثق بحدسك أو تعرَّضتَ لصدمة عنيفة.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكوتش "ديزري ستابلتون" (Desiree' Stapleton) والتي تُحدِّثنا فيه عن طرائق للتخلص من الشعور بالفشل وتحقيق تقدُّم نحو النجاح.

أخبرَتني إحدى عميلاتي أنَّها تشعر بالفشل، لكن بعد أن قدَّمتُ لها الكوتشينغ من خلال الخطوات التي سأشرحها في هذا المقال، تراجعَت عن رأيها؛ حيث أدركَت أنَّها لم تكن على ما يرام ليس إلَّا، وستندهش عندما تعلم أنَّ الشعور بالفشل متجذِّر في شيء آخر غير التجربة الفاشلة بحد ذاتها.

قد يكون الشعور بالذنب أو الشعور بالخجل لكونك لا تملك المعرفة اللازمة، أو لأنَّك تعرف ما يلزمك لكن لم تتصرف كما يجب أو أنَّك تُقارِن إنجازاتك بإنجازات الآخرين، وأحياناً قد تكون ذكريات الطفولة وغيرها؛ مما يقلص طاقتك ويُشعِرك بالفشل، وإليك 5 نصائح للتخلص من الشعور بالفشل:

1. حدِّد مصدر شعورك بالفشل:

ما الذي ينقصك في حياتك ويجعلك تشعر بأنَّك فاشل؟ بمعنى آخر ما هو مصدر هذا الشعور لديك بالنقص؟ أحياناً التراكمات الصغيرة هي التي تسبب هذا النوع من المشاعر، فالمشكلات في الحياة مختلفة وعلى درجات، سواءً كانت مشكلة طلاق وعدم قدرة على إيجاد دخل أم أنَّك تتابع إنجازات الناس على مواقع التواصل وتشعر بأنَّك لم تُحقِّق شيئاً أم أنَّك تحاول بجد لكنَّك لا تتمكن من التقدُّم، فكل هذا يعني أنَّك فقدتَ السيطرة ولا تعرف مصدر هذا الشعور، فاكتب كل ما حدث معك في حياتك وسبَّب لك شعوراً بالنقص، ومتى حدَ وكيف شعرتَ حياله.

2. حدِّد ما الذي يعنيه النجاح بالنسبة إليك:

يترافق الإحساس بالدونية مع أعراض مثل ألم المعدة، أو إحساس بالضيق، أو تشعر بأنَّ شيئاً ثقيلاً يجثم على صدرك، وإذا كانت لديك هذه الأعراض، فأنت تبحث عما ينقصك ولديك تصوُّر واضح عن الفشل؛ لذلك يجب عليك أن تنتقل إلى تحديد ما يبدو عليه النجاح بالنسبة إليك، فقد تبدو هذه الخطوة غير ضرورية لكنَّني جربتُها مع الكثيرين، وأعطت مفعولاً رائعاً.

3. قيِّم ما كتبتَه:

بعد أن حدَّدتَ مصدر شعورك بالفشل وحدَّدت ما الذي يعنيه النجاح بالنسبة إليك، عُد إلى ما كتبتَه بخصوص ما يزعجك، واكتشِف إذا ما كان يوجد حدث أو مؤثر يجعلك تشعر على نحو سيِّئ تجاه نفسك، بعد ذلك ضع علامة تقييم على أساس مدى التأثير المباشر لهذه الأحداث فيك، ثم ضع دائرة حول الأشياء التي يمكن تحسينها؛ وذلك لأنَّ هذه الأشياء التي ستركِّز عليها أولاً.

قد يكون في القائمة أشياء أخرى هامة بالنسبة إليك، لكنَّها لا تتعلَّق بك مباشرة وخارجة عن إرادتك؛ وذلك لأنَّ أشخاصاً آخرين يتَّخِذون هذه القرارات، مثل مقارنتك لوضعك كعازب مع أصدقائك المتزوجين، لكن ضع علامة نجمة على هذه الأمور؛ لأنَّنا سنعالجها لاحقاً.

4. حدِّد ما الذي باستطاعتك فعله لتحقيق المكاسب:

على الرغم من بساطة الأمر عندما تستسلم وتجلد ذاتك، إلَّا أنَّ هذا يولِّد شعوراً بالعجز، وربما من الصعب التفكير في الأمور التي تجعلك تشعر بتحسن؛ لذلك فكِّر في الأمور التي تُحقِّق لك مكاسباً سريعة؛ أي فكِّر في الأشياء التي تُشعِرك بالرضا عن النفس.

فكِّر في الأشياء التي تجعلك تشعر أنَّك تتقدَّم نحو تحقيق الأشياء التي كتبتَها في تصورك عن النجاح، فقد تكون أشياء بسيطة، لكنَّها ستعيد إليك الأمل والطاقة، واكتب هذه الأشياء؛ لأنَّها ستكون مسودة أوَّلية لإعداد قائمة بالأمور التي ستفعلها للخروج من مشكلتك، وفكِّر في طاقتك الذهنية كلها في جميع الوسائل التي تمتلكها في جعبتك.

5. ابحث عن شخص يدعمك في اتِّخاذ القرارات:

عندما تشعر أنَّك فاشل، فإنَّ آخر شيء تريد القيام به هو إخبار شخص بذلك، لكن توجد طرائق لتفعل ذلك دون أن تبوح بأعمق مشكلاتك وأكثرها إثارة للقلق؛ لذلك فكِّر في شخص من محيطك تستطيع إخباره بما تشعر.

قد يكون البوح بمشاعرك أمراً صعباً، لكنَّ هذه الطريقة هامة جداً لتشعر بالأمل مجدداً، فإذا لم يكن لديك مَن تخبره بمشاعرك، ففكِّر أين يمكنك أن تجد هذا الشخص واعثر عليه، وأخيراً نأمل أن يكون مزاجك قد تحسَّنَ قليلاً واستعدتَ بعض الأمل.

استخدِم هذه الخطوات الخمس لتخرج من حالة اليأس وتتشارك مع الأشخاص الذين تحتاج إليهم لتحقيق أهدافك، فمن خلال عملي ككوتش، اكتشفتُ أنَّ قليلاً من الأمل يكفي لاتخاذ الكثير من القرارات التي بدورها تقود إلى النتائج المرغوبة، ولكي تنجح في ذلك احرص على تلقِّي المساعدة والدعم؛ وذلك لأنَّك ستحتاج إليهما عندما تستغرق الأمور وقتاً طويلاً.

الخيارات كثيرة، فيمكنك أن تلجأ إلى كوتش أو مستشار أو شركاء لدعمِك وتقديم إجابات عن أسئلتك وتوجيهك، سواءً كنتَ ستلجأ إلى صديق أم شخص مهني، فالهام أن تتأكد من أنَّ لديك محترفاً تلجأ إليه يمكنه مساعدتك على أن تبقى على المسار الصحيح وتوجيهك في حال أخطأت.

أحد أهم الأسباب التي تجعل عملائي يشعرون بالنجاح، هو أنَّنا وضعنا نظاماً يُمكِّنهم من الشعور بأنَّهم يتقدَّمون، ومن ثم يحققون الإنجازات وأيضاً أنَّهم يعرفون أنَّ لديهم مكاناً يلجؤون إليه؛ حيث يمكن توجيههم ومساعدتهم على تغيير استراتيجيتهم.

الحقيقة أنَّك لم تفشل، أنت فقط تسلك طريقاً مختلفاً عن الذي كنتَ تتخيله كما لو كنتَ تتوقع أنَّك ستسير في طريق مستقيم في يوم لطيف، فوجدتَ نفسك تتسلَّق جبلاً في يوم شديد الحرارة، وما حدث أنَّك جهزتَ نفسك لرحلة أقل معاناةً، لكنَّ المعاناة لا تعني أنَّك فاشل؛ بل أؤكد لك أنَّك ستنجح وأنَّك تمتلك كل شيء تحتاج إليه لتحصل على الحياة التي تريدها.

المصدر