كيف تتجاوز أزمة الهوية؟

العقل البشري عجيب فعلاً، فهو يستوعب تجاربنا وأفكارنا ويساعدنا على تكوين إحساسنا بالهوية. ومع ذلك، ومع تغيُّر ظروف حياتنا، أصبحنا نُشكِّك في هويتنا لأنَّنا لم نعد ننسجم مع الطريقة التي اعتدنا أن نرى أنفسنا بها.



هذا بالضبط ما يحدث عندما يمر المرء بأزمة الهوية؛ لذا دعونا نتحدث عن ماهية الهوية، وكيفية اكتشاف أزمة الهوية، وكيفية التعامل معها.

ما هي الهوية أو من أنت حقاً؟

نعني بالهوية جميع التجارب والقيم والمعتقدات والعلاقات والذكريات التي تشكل شعور الإنسان بالذات.

تتطور أزمة الهوية عندما نشعر بالانفصال عمَّا افترضنا سابقاً أنَّها هويتنا؛ هذا ما يُدرَّس في الجامعة في فصول علم النفس. يؤدي التعليم دوراً هاماً في كيفية تعامل الشخص مع قضايا الهوية؛ إذ إنَّ كتابة مقال عن "من أنا؟"، تُعدُّ ممارسة شائعة جداً لكل طالب لتطبيق معرفته حول مفهوم الهوية وإنشاء صورة حية عن نفسه في الوقت الحالي؛ حيث ينشر الطلاب مقالات مجانية حول الموضوع لمشاركة أفكارهم مع الآخرين.

إقرأ أيضاً: 3 خطوات لإيجاد هدفك في الحياة

علامات أزمة الهوية:

أزمة الهوية عملية تنموية تتضمن سؤال الشخص عن هويته؛ بعبارة أخرى، إنَّها عدم قدرة المرء على تحديد هويته في هذا العالم. وقد يواجه الناس أزمة هوية بعد أيِّ تغيير للوضع الراهن في حياتهم.

فيما يأتي قائمة بالأحداث الأكثر شيوعاً التي تؤدي إلى حدوث أزمة الهوية.

كيف تكتشف أزمة الهوية؟

أزمة الهوية ليست بالشيء الواضح، ومع ذلك، فإنَّ الطريقة الأكثر تأكيداً لمعرفة ذلك هي طرح بعض الأسئلة على الشخص، ومعرفة ما إذا كان في إمكانه الإجابة عنها بثقة:

  • ما هو شغفك؟
  • هل يمكنك أن تصف نفسك؟
  • ما هي قيمك؟
  • ما هو دورك في المجتمع؟
  • ما مقدار سعادتك في عملك الحالي؟
  • هل تشعر بالرضا في هذه المرحلة من حياتك؟

إن واجهت الكثير من السلبية، ولاحظت أنَّ معنوياتك منخفضة، وأنَّ تلك الأشياء التي جلبت لك السعادة يوماً ما لم تَعُد تُسعدك، فاستشر أحد المهنيين لأنَّ ذلك يمكن أن يشير إلى الاكتئاب.

إقرأ أيضاً: 5 طرق لطرح أسئلة ذكية والحصول على إجابات مفيدة

كيف تتعامل مع أزمة الهوية؟

يمكن أن تسبب أزمة الهوية الكثير من المتاعب للشخص؛ حيث يمكن أن ترى انخفاض إنتاجيتك، لأنَّك تشك فيما إذا كنت تفعل ما تريده بالضبط، أم تفعل ما أنت مضطر إلى فعله. كما يمكن أن تكذب على الآخرين، لأنَّك تخشى رفضهم التغييرات الجارية في حياتك، وقد تواجه أعراضاً جسدية أخرى.

  1. التواصل مع معالج نفسي: لن يفيدك التفكير في الأفكار نفسها مراراً وتكراراً؛ لذا أنت بحاجة إلى تدخُّلٍ من متخصص. تحدث إلى شخص تثق به، واتفق معه على جلسات عدة لمعرفة ما إذا كان هذا الاختصاصي يمكنه المساعدة في حالتك.
  2. تلقِّي العلاج: إذا ما وصفه طبيبك فحسب؛ فإذا كانت أزمة الهوية مصحوبة بالاكتئاب أو اضطرابات أخرى، فمن المحتمل أن يصف الطبيب الأدوية لك، بالإضافة إلى العلاج النفسي.
  3. اكتشاف معتقداتك واهتماماتك: أن نكون صادقين مع أنفسنا هي خطوة رائعة للاطمئنان على هويتنا؛ إذ على سبيل المثال، لا مشكلة إن لم تَعُد تحب السباحة، ما دام في إمكانك البحث عن الشيء الذي يعجبك.
  4. إعادة النظر في هدفك: ربما لم يكن للأهداف السابقة أيُّ علاقة بك، وكانت مجرد انعكاسات لآراء الآخرين؛ إذاً، ما هو هدفك الآن؟
  5. تقبُّل دعم الآخرين: قد يكتشف أقرب الأشخاص إليك ما تعاني منه؛ لذا لا تعزل نفسك عنهم، وتحدث عمَّا يزعجك، فمن يدري، ربما يطرحون أفكاراً تستحق التفكير فيها.

في الختام:

ليس من السهل دائماً الإجابة عن سؤال "من أنا؟"، لأنَّ هذه القضية لا تُناقَش على نطاق واسع في المجتمع والأسرة. وحيث إنَّه من المتوقع أن نكتشف ذلك بطريقة ما، إلا أنَّ هذا الأمر قد يُمثل عناءً طويل الأمد بالنسبة إلى بعض الناس.

ستعلِّمك قراءة المقالات والكتب بعض الأمور عن الجانب النظري للقضية، بينما يتضمن التعامل معها بعض الإجراءات الأخرى؛ لذا أعِد النظر في أهدافك، وتحدَّث بصدق مع نفسك، وتوقف عن فعل أيِّ شيء لا تحبه.

المصدر




مقالات مرتبطة