كيف تبني فريقاً أفضل؟

يمكنك بناء الفِرق بطرائق متعددة، من الفعاليات المهنية لموظفي الشركة، أو سهرة بسيطة وحتى مغامرات في مناطق بعيدة، وهذا يؤدي إلى تجارب ممتازة وإنفاق الكثير من المال، لكنَّ هذه الأحداث لا تبني الفريق فعلاً؛ بل تتسبَّب بالقلق والإحراج أكثر من تحقيقها لأي فائدة حقيقية، فاستعض عنها ببذل جهد منتظم يرتكز على القيم الإنسانية الهامة لبناء فريقك.



أحداث بناء الفريق مُمتعة ولكنَّها غير مُجدية:

يعرف منظمو أحداث بناء الفريق ما يريده زبائنهم؛ إنَّهم يريدون أن يعمل الموظفون معاً كفريق، وأن يستمتعوا ويبتسموا معاً لتقوية علاقاتهم ببعض، فتحب الإدارة أن ترى ذلك ويستمتع الجميع حين يحصل، لكن وَفقاً لاستطلاعات الرأي ومصادر أخرى، سيشعر جزء كبير على الأقل من فريقك بالحرج والعزلة وعدم الراحة؛ وهذا لا يعني أنَّه يجب عليك إلغاء جميع أحداث بناء الفريق؛ لذا عوضاً عن ذلك نظِّم حدثاً مناسباً واحداً على الأقل لبناء الفريق سنوياً، لكن افهم جيداً أنَّه لن يبني فريقك.

عندما تعودون جميعاً إلى العمل في اليوم التالي، لن تساعد تلك التجارب الفريق على التعامل مع المهام، لا الضحكات ولا المهارات الرياضية، سيتذكَّر الجميع حدث بناء الفريق إذا كان ناجحاً لفترة طويلة بعد انتهائه، لكنَّ فوائده في بناء الفريق ستتلاشى سريعاً، ولهذا يجب عليك بناء فريقك كل يوم وليس في الأحداث فقط.

لا تكون أحداث بناء الفريق في معظم الحالات مرتبطة بالعمل، لكنَّك ستحتاج إلى أن يعمل موظفوك بصفتهم فريقاً ليس في أثناء أوقات المرح؛ بل في أثناء محاولة تلبية احتياجات الزبائن، وهذا ما يجب أن يقتصر بناء الفريق عليه.

ينحصر بناء الفريق عادةً في المتعة، لكن عند مواجهة الأزمات في العمل لن يكون لها علاقة بالمتعة؛ لذا فإنَّ الكثير ممَّا يتعلَّمه الموظفون في أحداث بناء الفريق لن يكون مفيداً في مواقف الحياة الواقعية.

يجب ألَّا يتضمَّن حدث بناء الفريق الفعَّال عائلات الموظفين وأزواجهم أو زوجاتهم؛ لأنَّهم لن يكونوا سعداء خلاله، فعلى الرَّغم من أنَّهم سيحظون ببعض المرح، لكن سيقع على عاتقهم تحمُّل العبء الإضافي المتمثِّل في رعاية الأطفال؛ لذلك قد تكون قادراً على تنظيم حدث أو حدثين لبناء الفريق سنوياً، لكن في بعض الحالات يمكن أن تكون النتيجة سلبية.

شاهد بالفيديو: 6 خطوات لبناء فرق العمل الفعالة

3 أمور تعزِّز روح الفريق:

افعل أكبر عدد ممكن من الأشياء الصغيرة كل يوم، أي شيء ممتع، لكن يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمواقف الحقيقية التي يواجهها الموظفون في العمل وبالعمل الجماعي الحقيقي.

تشبه أحداث بناء الفريق الركض مرة واحدة في السنة، ستشعر بعدها بالتعب لمدة أسبوع لكن لن تكون هناك فوائد طويلة الأمد، ولكي تبني فريقاً متماسكاً، يجب عليك التمرُّن كل يوم قدر الإمكان.

فيما يأتي بعض الأفكار عن كيفية القيام بذلك:

1. التواصل:

كما هو الحال في أي علاقة، التواصل هو الأساس، ابحث عن النهج المناسب لفريقك، سواء كان المحادثات اليومية أم الجلسات الأسبوعية أم مراجعات المشاريع، أم غيرها من محادثات الفريق لمختلف الموضوعات التي قد لا تتعلق بالعمل، فافعل وادعم أي شيء يعزِّز التواصل داخل الفريق، وكن صارماً بمجرد أن تلاحظ أنَّ الاجتماعات غير مثمرة لأنَّها ستضر بروح الفريق.

إقرأ أيضاً: 4 طرق فعالة لتعزيز التعاون بين أعضاء فريقك

2. القيم والقواعد:

كما هو الحال في أي مجموعة من الأشخاص سواء كانوا عائلة أم قبيلة أم نادياً، يجب أن تتوفر قيم وقواعد يجب اتباعها، فمن دون القواعد، لا يمكن أن يوجد فريق، وهي موجودة في الواقع حتى لو لم تكن مذكورة أو مكتوبة بشكل رسمي.

بهذه الطريقة تكون القيم خارجة عن سيطرتك؛ لذا حدِّدها في أسرع وقت ممكن واتبعها بدقة، ولا حاجة إلى التوبيخ أو العقاب، لكن يجب على كل فرد في الفريق اتباع نفس القواعد طوال الوقت دون استثناءات، وهكذا تبني فريقاً قوياً متماسكاً.

3. التقدير:

لا يفعل أفراد فريقك ما يفعلونه لأنَّك أخبرتهم أنَّه يجب عليهم ذلك؛ بل يفعلونه لأنَّهم يريدون ذلك، فهم يريدون مساعدة الزبائن وأعضاء فريقهم، وهذا ما يفعلونه، لكنَّ المشكلة تكمن في نقص التغذية الراجعة.

تعمل بعض الشركات بجد للحصول على التغذية الراجعة من الزبائن، باستخدام استطلاعات العملاء وإدارة الحسابات الرئيسة، ولكنَّهم غالباً ما يغفلون عن طلب التغذية الراجعة من أعضاء الفريق، مع أنَّها بنفس الأهمية إن لم يكن أكثر.

يريد الناس سماع النقد؛ بل وأكثر من ذلك، يريدون تلقِّي المديح والتقدير، فذلك حافز غيابه يؤثر سلباً في أدائهم؛ لذا احرص على أن تستخدم أنت والآخرين إحدى الطرائق العديدة للثناء على زملائك في الفريق وشكرهم، مثل ملاحظات الشكر أو تطبيقات التقدير أو غيرها.

إقرأ أيضاً: تقدير الموظف: أفضل الطرق لإظهار التقدير للموظفين

في الختام:

الفكرة ليست أنَّ أحداث بناء الفريق غير مُجدية أو سيئة، فقضاء وقت ممتع مع فريقك مفيد بالتأكيد، لكنَّه ليس كافياً، أنت بحاجة إلى تعزيز روح الفريق كل يوم وطوال الوقت.

المصدر




مقالات مرتبطة