كيف تؤمن بنفسك؟

في بعض الأحيان قد يكون من الصعب عليك أن تؤمن بنفسك وخاصةً إذا كانت لديك شكوك تتعلق بقيمتك الذاتية، فإذا كنت تواجه مشكلة في رؤية كل الأشياء المدهشة التي تمتلكها وكل الأشياء الجميلة التي يمكنك تقديمها لجعل هذا العالم مكاناً أفضل، فتوجد أشياء بسيطة يمكنك القيام بها لبدء الإيمان بنفسك.



كما يمكنك تقييم جميع الأشياء التي أنجزتها، وتحديد أهداف للمستقبل، وتكوين صداقات جديدة، وإجراء مناقشات جيدة، والحصول على منظور جديد للأشياء، والبحث عن فرص لاستخدام مهاراتك، والاعتناء بنفسك جيداً للمساعدة وإعادة بناء ثقتك بنفسك، فإذا كنت من المهتمين بذلك، فما عليك إلا أن تتابع معنا في هذا المقال.

1. اكتب قائمة بإنجازاتك السابقة:

ستساعدك كتابة قائمة بإنجازاتك على البدء بالإيمان بنفسك، لذلك اجلس واكتب قائمة بكل الأشياء التي تشعر أنَّك قد تفوقت فيها خلال مرحلة ما من حياتك، وقم بتضمين أصغر النشاطات مثل تجميع الأثاث أو تنظيم حفلة لصديق أو أحد أفراد الأسرة، وبعد تجميع قائمة قصيرة حاول العثور على نتائج في النشاطات، مثلاً حدد ما قمت بعمله جيداً مراراً وتكراراً لفهم مهاراتك.

عندما تحدد المهارات التي ساعدتك على إنجاز الأشياء ابدأ بسرد ​​تلك المهارات في عمود منفصل، ويمكنك أيضاً تصميم قائمة بالأشياء التي أعجبتك في عمود ثالث، على سبيل المثال، إذا لاحظت أنَّك نجحت في رعاية الكلاب أو القطط فقد يعني ذلك أنَّك شخص عطوف بشكل طبيعي، وفي هذه الحالة حاول العثور على المزيد من النشاطات التي ستساعدك على استخدام هذه المهارة مثل التطوع في مأوى للحيوانات المحلية.

2. ضع أهدافاً واقعية:

إنَّ تحديد أهداف واقعية يعزز كفاءتك الذاتية ويساعدك على الإيمان بنفسك وبقدرتك على إنجاز الأشياء، لذلك تأكد من تطوير أهداف تتماشى مع مهاراتك ويمكن تحقيقها.

على سبيل المثال، إذا قررت أنَّك تريد العمل على هدف طويل الأمد يتمثل في أن تصبح مساعداً بيطرياً بسبب مهاراتك في التعامل مع الحيوانات، فابدأ بتحديد هدف صغير يمكن تحقيقه يتمثل في التقدم إلى برنامج مساعد بيطري، وبمجرد تحقيق هذا الهدف يمكنك الانتقال إلى هدف صغير آخر يمكن تحقيقه يساعدك على الاقتراب من هدفك طويل الأمد.

كن مستعداً للخروج من منطقة الراحة الخاصة بك بين الحين والآخر، وعلى الرغم من أنَّك تضع أهدافاً واقعية، فقد تحتاج إلى القيام بأشياء لا تفعلها عادةً من أجل تحقيق أهدافك، وبعد أن تحدد هدفاً اعمل بجد حتى تحققه، ولا تتخلَّ عن هدف لأنَّك تراه صعباً للغاية، وإذا كان الهدف صعباً للغاية فحاول تقسيمه إلى سلسلة من الأهداف الصغيرة والتركيز على هدف واحد في كل مرة.

3. فكر في نهاية كل يوم:

التأمل الذاتي هو عنصر هام في تحسين الذات؛ إذ يساعدك على تقييم الأعمال التي تقوم بها بشكل جيد والتي ما تزال بحاجة إلى العمل عليها، فخذ بضع لحظات في نهاية كل يوم لتفكر في تجاربك، فإذا كان لديك يوم لم تنجز فيه بقدر ما كنت تأمل فحاول أن تتعلم ما تستطيع من الموقف لتجنب تكرار أي خطأ قد تكون ارتكبته.

على سبيل المثال، إذا كنت لا تستطيع الاستيقاظ في الصباح للذهاب في نزهة كما هو مخطط، فربما تكون قد تعلمت أنَّ لديك صعوبة في الحصول على الدافع في الصباح، لذلك جرب ضبط منبهات عدة وربما ضع أحدها على بعد أمتار قليلة من سريرك، وهكذا يجب عليك النهوض وإيقاف تشغيله، أو يمكنك محاولة العثور على وقت مختلف للنزهة بدلاً من إجبار نفسك على القيام بذلك في الصباح.

4. تواصل مع الناس:

تؤكد وجهات النظر الناشئة حديثاً في علم الأعصاب أهمية إقامة علاقات مستمرة وإعادة صياغة علاقاتنا مع الآخرين لدعم عمليات الدماغ الوظيفية، وعلى هذا النحو من المحتمل ألا ننجح في تبديل اعتياداتنا اليومية دون أن نعي بالدرجة الأولى المستوى الذي يكون به سلوكنا مشروطاً أو نعتمد بشكل أو بآخر على الناس في الوسط المحيط من حولنا.

إذا وجدت أشخاصاً آخرين يأتون إليك باستمرار للحصول على المشورة ولكنَّك نادراً ما تشعر بأنَّ لديك شخصاً ما للتحدث معه عندما تكون غير سعيد، فقد يكون الأمر هو أنَّك أتيت لتمثل دور الراعي في حياتك؛ لذلك كوِّن مجموعة من الأصدقاء، واعلم أنَّه لا ضير في مساعدة الآخرين، لكن من الضروري أيضاً أن تعتني بنفسك، فأحياناً نساعد الآخرين أكثر من أنفسنا لأنَّنا اعتدنا فعل ذلك، لذلك فكر في سبب ميلك إلى مساعدة الآخرين وفكر في تأثير ذلك فيك.

شاهد بالفديو: مهارات التواصل مع الآخرين

5. ابنِ نفسك:

اعمل على تعزيز التفكير بإيجابية في نفسك وسلوكك، وحارب الرغبة في أن تكون سلبياً عن طريق تحديد نقطتين من نقاط قوَّتك كل يوم، وتأكد من تحدي أيَّة فكرة غير منتجة تدخل رأسك، فإذا وجدت نفسك تفكر في أفكار سلبية مثل: "أنا فاشل" أو "لا أحد يحبني" أو "لا أستطيع فعل أي شيء بشكل صحيح"، فأوقف نفسك وتحدَّ الفكرة وواجه ذلك بأفكار مثمرة وحدد شيئين إيجابيين عن نفسك، فكلما مارست هذا التفكير الإيجابي أصبح أسهل.

على سبيل المثال، إذا لاحظت أنَّك دائماً يشغلك التفكير في فكرة سلبية مثلاً "أنا لست جيداً أبداً في الموسيقى" فقم بتبديل شكل الفكرة بطريقة أكثر إيجابية بقول: "أجد الموسيقى ليست سهلة، ولكنَّني أتدرب بجد وأتحسن".

6. كن استباقياً:

المماطلة أو تأجيل الأشياء لأنَّها صعبة يهيئك للفشل، فعندما يكون لديك وقت أقل للقيام بمهمة ما فسوف تتعجل وتفوتك الأشياء، لذلك بدلاً من ذلك افعل الأشياء في الوقت المبكر حتى يكون لديك وقت إضافي لبذل قصارى جهدك؛ إذ يمكن أن تساهم تجربة النجاحات الصغيرة للمهام المكتملة في الاعتقاد بأنَّه يمكنك إنجاز مهام أكبر.

على سبيل المثال، قد تكون لديك مغسلة مليئة بالأطباق لتنظيفها، لكن قررت تأجيلها حتى تتمكن من مشاهدة برنامجك التلفزيوني المفضل، فقبل أن تنتهي من المشاهدة قد تظهر مطالب عدة أخرى مثل الحاجة إلى الإصلاح أو مشكلة تنشأ مع فاتورة تلقيتها قد تؤدي في النهاية إلى إجبارك على تأجيل تنظيف الأطباق لفترة أطول.

بدلاً من ترك متطلبات الحياة اليومية تتراكم فوق بعضها بعضاً تعامل معها بمجرد أن تفكر في الأمر، فقد يكون الأمر مزعجاً في البداية، لكن بعد فترة سيصبح طبيعياً وستبدو شؤونك اليومية وكأنَّها تعتني بنفسها، وإذا كنت مسوفاً فقد تكون بحاجة إلى التحدث إلى معالج أو مستشار الصحة العقلية؛ إذ يمكن أن يساعدك العلاج السلوكي المعرفي على التوقف عن التسويف.

إقرأ أيضاً: أفضل طريقتين للتغلب على المماطلة

7. تدرَّب على التحدث عن نفسك:

عندما تحدث أشياء من حولك ولديك رأي أو تعرف طريقة أفضل لفعل شيء ما فتحدَّث عن خبرتك، وإذا كنت تشعر بعدم الرضى فلا تقبل الأشياء كما هي؛ بل شارك بنشاط في الموقف؛ إذ يُظهر هذا للآخرين أنَّك قادر على السيطرة والتعبير عن احتياجاتك أو رغباتك أو قدراتك لهم.

سيساعدك التحدث بصوت عالٍ أيضاً عن قدراتك وآرائك دون خجل على إحاطة نفسك بأشخاص تتوافق تطلعاتهم واهتماماتهم مع رغباتك واهتماماتك، وهذه كلها أشياء ضرورية لتصبح أكثر راحة في بيئتك ولتؤمن بنفسك أكثر، وقد أظهر البحث أنَّ هذا خطوة ضرورية نحو تطوير الثقة في قدرتك على العمل وفقاً لاحتياجاتك ورغباتك.

على سبيل المثال، إذا كان أحد زملائك في العمل غالباً ما يلقي نكاتاً غير لائقة عن النساء فحاول إيجاد طريقة لتوجيه انتباهه إلى رأيك بشأن نكاته بطريقة مثمرة؛ إذ يمكنك ببساطة أن تقول: "لقد شعرت بالإهانة من نكاتك لأنَّها تستهزئ بقضية خطيرة للغاية"، فقد تصبح المناقشة محتدمة، لكن كلما مارست التحدث عن نفسك بشأن قضايا هامة مثل المساواة بين الجنسين أصبح الأمر أسهل وأصبح إيمانك بنفسك أقوى.

إذا كنت تميل إلى القلق بشأن كيفية تفسير الآخرين لما تريد قوله وهذا غالباً ما يمنعك من التحدث، فحاول التخلص من هذه العادة، وتدرب على التعبير عن أفكارك ومشاعرك للآخرين دون القلق بشأن كيفية تفسيرها، وهذا يعني الاضطرار إلى التعامل مع سوء الفهم الذي ينشأ عند التواصل مع الآخرين.

إذا حدث سوء فهم فلا تخف يمكنك شرح وجهة نظرك وقصدك من الكلام ببساطة، ومن الهام لجميع المعنيين أن يدركوا أنَّ مثل هذه الحالات من سوء الفهم ليست خطأ أي شخص، ولكنَّها يمكن أن تكون فرصاً لكل شخص معني للنمو لمعرفة المزيد عن طرائق التعبير الفريدة لبعضهم بعضاً.

8. ركز على الإيجابيات:

اكتشف علماء النفس أنَّنا غالباً ما نركز على الأمور السلبية في أنفسنا، بينما نتجاهل الأمور الإيجابية، ونميل أيضاً إلى افتراض أنَّ الناس يركزون على سلبياتنا أكثر؛ لذلك حاول تذكير نفسك بالتركيز على الإيجابيات أكثر من السلبيات، وإذا وجدت نفسك تتعرض للنقد كثيراً ففكر ما هو سبب ذلك، وإن كانت المشكلة منك أم لا.

إقرأ أيضاً: كيف تحافظ على إيجابيتك عندما تسوء الأمور؟

في الختام:

نرى أنَّ الإنسان قوي وقادر بطبيعته، لكن عليه أن يعي ذلك ويقتنع به جيداً، وعليه أيضاً معرفة مكامن القوة لديه والعمل على تطويرها والاستفادة منها، ولا بد من الإشارة إلى أنَّ النجاح هو الخطوة الأهم للإيمان المطلق بالنفس.




مقالات مرتبطة