كيف تؤدي الشدائد إلى النجاح؟

ستواجه حتماً أوقاتاً صعبة ومحناً في أثناء سعيك إلى تحقيق أيِّ هدف، وكلَّما كان الهدف أكبر وأكثر طموحاً عموماً، زادت العقبات التي ستحتاج إلى التغلب عليها.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة كرايف بوكس (Cravebox) جون آكاردي (John Accardi)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته في مواجهة الصعوبات وكيف قادته إلى النجاح.

لقد تركتُ الجامعة عام 2014 لبدء عملي التجاري الجديد بإنشاء موقع لخدمات التوصيل الإلكترونية كرايف بوكس (cravebox.com)؛ إذ لم يكن لديَّ أيَّة خبرة سابقة أو ثقافة في مجال الأعمال التجارية، ولم يكن لديَّ سوى مال قليل جداً لبدء العمل، ولم أعلق في أيِّ استثمارات أو ديون؛ لذلك كان نمو عملي الجديد بطيئاً، وتطلَّب الإيمان والمثابرة، فمواجهة الشدائد في العمل أو الحياة تجبرك على التكيف، والتحلي بالقوة والصبر والاستمرار في العمل والمحاولة حتى تحقيق النجاح؛ إذ لا يمكنك الاستسلام في مسيرتك.

تتحقق النتائج بعد وقت طويل من العمل:

عندما تبدأ عملاً أو هدفاً جديداً لن يأتي نجاحك بسرعة كبيرة؛ إذ تتطلب معظم الأعمال الجديدة من 18 إلى 24 شهراً حتى تبدأ جني الأرباح؛ لذا عليك أن تفهم وتتوقع أنَّك ستبذل جهداً كبيراً في مدة زمنية طويلة، وقد يبدو الأمر في البداية وكأنَّك لا تحرز أيَّ تقدُّم.

لم يكن عملي مربحاً في السنوات الثلاث الأولى، فقد عملت جاهداً طيلة اليوم لمدة 3 سنوات متتالية واستمررت في خسارة المال وبالكاد حققت أيَّ مبيعات.

حدثت مواقف عديدة اعتقدت فيها أنَّني يجب أن أستسلم، وشككت في أنَّني أسير في الاتجاه الصحيح، ولكن في أعماقي كان لدي إيمان بالنجاح وقررت الاستمرار، وقد أصبح عملي مربحاً في عامي الرابع، واستمر في النمو؛ فلديَّ الآن مستودعاً بمساحة 5500 متر مربع ويعمل لدي 40 موظفاً بدوام كامل.

لذا فإنَّ العبرة هنا هي التركيز تركيزاً أكبر على أداء عمل عالي الجودة باستمرار طوال مدة طويلة من الوقت، والتركيز تركيزاً أقل على النتائج؛ فهي آتية لا محالة؛ ولكنَّها تستغرق وقتاً، وإذا ركزت كثيراً عليها، فقد تستسلم وتصاب بالإحباط.

شاهد بالفديو: تعلم كيف تغتنم الفرص بـ 10 خطوات

عليك أن تتكيف:

كتبت في الفقرة السابقة عن كيفية التركيز على العمل الذي تقوم به وعدم التركيز كثيراً على النتائج (أو نقص النتائج)، ولكن هذا لا يعني أنَّه يجب عليك الاستمرار في العمل بلا تفكير في الاتجاه الخاطئ نفسه؛ فمن الهام جداً العمل الجاد في اتجاه معين وتحليل النتائج واعتماد هذه النتائج من المحتمل أن تتكيف إذا كنت تعتقد أنَّ ذلك ضرورياً.

لذا بينما تستغرق النتائج وقتاً، وربما تكون مخيبة للآمال في البداية، يجب أن تلاحظ بعض الإشارات بأنَّ النتائج قريبة؛ فإذا كنت قد عملت في شيء ما لمدة عام ولم ترَ أيَّة إشارة على الإطلاق على أنَّه يمكن أن ينجح، فربما حان الوقت للتغيير والتطوير وتجربة نهج مختلف قليلاً.

على سبيل المثال، بدأت عملي في كرايف بوكس (CRAVE BOX) بواسطة الشراكة مع الكليات في الجامعات والتسويق لأولياء أمور طلابهم ومنح الكلية جزءاً من المبيعات؛ وقد عملت على هذا النهج التسويقي لمدة عامين تقريباً، ونجح إلى حدٍّ ما؛ ولكنَّ تقدُّمي كان بطيئاً ومرهقاً ولم يكن مربحاً للغاية؛ لأنَّني كنت أعطي جزءاً كبيراً من الربح للكليات.

لذا قررت محاولة عرض منتجاتي على موقع أمازون (Amazon) وبعد بعض الوقت والجهد، أدركت أنَّ أمازون ستكون في نهاية المطاف أكثر نجاحاً من الشراكة مع الكليات؛ لذلك توجهت توجهاً أكبر إلى موقع أمازون.

مواجهة الرفض أمر طبيعي (خاصة في البداية):

عندما تبدأ في السعي إلى تحقيق أيِّ هدف، مثل تطوير نشاط تجاري ستواجه كثيراً من الرفض؛ ففي حالة بدء عمل تجاري يكون الرفض أمراً طبيعياً في البداية؛ ولكنَّه يقل في مسيرة هذا النشاط التجاري، وكما ذكرت من قبل بدأتُ العمل في مشروع "كرايف بوكس" بالشراكة مع الكليات، ولكنَّها كانت بيئة تنافسية للغاية لأنَّ شركات عديدة أرادت حقوق الشراكة الحصرية هذه.

مقابل كلِّ كلية تشاركت معي رفضتني نحو 400 كلية، وكلُّ محاولة من تلك المحاولات تطلَّبَت كثيراً من العمل والتواصل والعروض التقديمية وما إلى ذلك، لقد كان الأمر محبطاً ومثبطاً تقريباً؛ ولكنَّني من النوع الذي يكتسب الطاقة من الرفض، فقد أصبحت أكثر تصميماً مع استمرار الرفض، وساعدتني هذه الطاقة على العمل بجدية أكبر، وتقديم مزيد من المقترحات للكليات، والتفكير في طرائق أخرى لإنجاح العمل، ممَّا أدى في النهاية إلى عرض منتجاتي على موقع أمازون.

إقرأ أيضاً: مفاتيح النجاح العشرة وطرق تحقيقه

في الختام:

إذا تمكنت من العمل باستمرار نحو هدفك لمدة طويلة والتكيف في مسيرة العمل واكتساب الطاقة عندما تواجه الرفض والعقبات، فستجد النجاح في النهاية وستكتشف ما يلزم للمنافسة مع الوقت الكافي والتجربة والتعلم والعمل، ويجب لكي تكون ناجحاً أن تكون أفضل من معظم المنافسين وهذا يستغرق وقتاً.

حتى بعد أن عرضتُ منتجاتي على موقع أمازون، فقد استغرق الأمر نحو 4 سنوات لأصبح من كبار البائعين على أمازون في مجالي، وقد احتاج هذا مني مجهوداً يومياً لتحسين الصور والمنتجات والمراجعات والقوائم وما إلى ذلك، وقد أدركت مع استمراري في تحسين الأعمال أنَّني كنت أقترب أكثر فأكثر من تقديم منتج كان جيداً أو أفضل من أفضل المنافسين في مجالي.




مقالات مرتبطة