كوتشينغ الأطفال: تعريفه وطرق تقديمه (الجزء الثالث)

عندما يُقدَّم الكوتشينغ بطريقة صحيحة يمكن أن تكون الفوائد التي تعود على الأطفال الصغار كثيرة؛ إذ يمكن أن يساعد الكوتشينغ الأطفال الصغار على تطوير المهارات والصفات الحياتية التي ستُمكِّنهم من التغلُّب على بعض التحديات واتِّخاذ القرارات الصعبة في الحياة.



في الجزء الثاني من المقال تحدثنا عن 5 فوائد لكوتشينغ الأطفال، وطريقة تقديم الكوتشينغ للأطفال بصورة فعَّالة، و3 أنشطة لكوتشينغ عواطف الأطفال، وفي هذا الجزء الثالث والأخير من المقال سنتحدَّث عن معلومات أخرى، فتابعوا معنا.

12 نصيحة لكوتشز الأطفال:

قد يبدو تولي دور كوتش الأطفال الصغار أمراً شاقاً بعض الشيء، لكن لا يجب أن يكون كذلك. باستخدام الأدوات اللازمة والمعرفة والتحضير المناسبين يمكنك التأكُّد من تقديم تجربة مفيدة حقاً لجميع المعنيين.

نقدم لك فيما يلي 12 نصيحة لمساعدتك على تقديم تجربة إيجابية ومثمرة:

1. تذكَّر العنصر الأساسي وهو المرح:

يكون الأطفال أكثر نشاطاً ويتعلمون بصورة أفضل عندما يكون النشاط ممتعاً، وعند تقديم الكوتشينغ احرص على استخدام مجموعة متنوعة من الأنشطة المختلفة مع كمية جيدة من اللعب، واجعل الأنشطة قصيرة ولطيفة، وستحافظ على اندماج الأطفال للمدة التي تريدها.

2. اقضِ بعض الوقت في التعرُّف إلى أهداف أطفالك:

احرص على عدم اتِّخاذ القرار نيابة عنهم، وامنحهم الفرصة للتحدُّث وإخبارك بما يريدون. وتقبَّل كل رغباتهم في هذه المرحلة من حياتهم، وإذا قالوا إنَّ هدفهم هو أن يكونوا صيادين للوحوش، فليكن. تكيَّف مع الوضع وربما يمكنك أن تريهم بعض "الحيوانات المفترسة" في حديقة الحيوانات المحلية.

3. فكِّر في كوتش ألهمك:

إذا لم تكُن متأكداً من أين تبدأ، ففكِّر في كوتش ألهمك في حياتك. ما الذي جعله مميزاً بالنسبة إليك؟ ماذا فعل أو قال؟ كيف جعلك تشعر؟ استخدِم هذا كأساس لتكون الكوتش الذي تريده لتقديم أفضل دعم لأطفالك.

شاهد بالفيديو: فوائد التعلم باللعب للأطفال

4. اكتشِف ما الذي تريد الحصول عليه من هذه التجربة:

هذا الأمر هام حقاً. إنَّ رغبتك في أن تكون الوالد الداعم هي أمر مؤكد، لكن عليك أيضاً تولِّي زمام الأمور والتحكُّم بالطريقة التي سيقضي بها طفلك وقته "دفعه إلى ممارسة الرياضة التي تريدها على سبيل المثال"، وكُن صريحاً واحرص على معرفة دوافعك وكيف ستؤدي التجربة دوراً في تكوينك.

5. انتبه إلى الفجوة بين الأجيال:

إنَّ الطريقة التي سارت بها الأمور في أيامك ليست الطريقة التي تسير بها الأمور دائماً، فقد تكون الطرائق التي سيرغب فيها أطفالك في الاندماج والتعلُّم مختلفة تماماً عن طفولتك، وتُعَدُّ التكنولوجيا جزءاً هاماً من الطفولة الآن؛ لذلك فإنَّ محاولة إزالتها لأنَّها لم تكُن جزءاً من حياتك لن تنجح. ابحث عن طرائق للاستفادة من الأنشطة والموارد المختلفة، وانزل عند رغبة أطفالك، وضع رغباتك جانباً.

6. لا تنسَ أنَّ لكل فرد شخصية خاصة: 

يعرف الأهل أنَّ لكل طفل شخصيته الخاصة والفريدة، فلا تحاول فرضَ نموذج واحد للجميع عندما يتعلق الأمر بالكوتشينغ، وافهم الاختلافات الفردية وقدِّرها، واستخدِم ذلك للمساعدة على تطوير تجربة كوتشينغ إيجابية.

7. تعلَّم فن الإصغاء:

غالباً ما ينسى الناس الجزء الهام في تشجيع التواصل المفتوح؛ وهو الإصغاء الفعَّال، ويتضمَّن الكوتشينغ الفعَّال الكثير من الإصغاء وإتاحة مساحة للتعبير عن المشاعر والسماح للأطفال بالتحدث عن أفكارهم دون إصدار الحكم عليهم، فاحرص على الإصغاء إليهم أكثر من التحدُّث إليهم.

إقرأ أيضاً: أهم أسئلة الكوتشينغ لتحقيق أهداف ذكية (SMART)

8. لا تنتقد وكن إيجابياً: 

قد يكون من السهل جداً السير في طريق النقد، ولا سيما أنَّنا اعتدنا على التعرُّض إلى الانتقاد بصورة متكررة، فاحرص على أن تكون التغذية الراجعة التي تقدمها بنَّاءة ومفيدة، وتُظهِر الأبحاث أنَّ هذا الأمر يشجع على تقدير الذات بصورة أفضل من النقد.

9. أدِر توقعاتك وعواطفك:

إنَّ تقديم كوتشينغ للأطفال لإدارة توقعاتهم وعواطفهم يعني أنَّك بحاجة إلى إدارة توقعاتك وعواطفك أولاً. ككوتش أنت تمثل نموذجاً قوياً يُحتذى به، ولتقديم كوتشينغ فعَّال عليك تجسيد السلوك الذي تريد أن تراه في أطفالك.

10. انتبه إلى القيود:

تعني تجربة الكوتشينغ الرائعة معرفة متى تضع حداً، ومتى تعلن عن استراحة، ومتى تؤجل التدريب حتى وقت آخر، ومن هنا يمكن أن يساعد الإصغاء إلى طفلك وإدراك شخصيته الفريدة على ضمان أنَّها تجربة إيجابية للجميع.

إقرأ أيضاً: أهم النصائح للتحضير لجلسة الإشراف على الكوتشينغ

11. لا ترفض الانتصارات:

في حين أنَّه من الهام التأكُّد من أنَّ الأطفال يفهمون ويحترمون الفشل، فمن الهام أيضاً عدم الاستخفاف بنجاحهم. احرص على توفير توازن جيد للاحتفاء بنجاحهم، واختر جوانب محددة لما فعلوه والتي ساعدتهم على تحقيق النجاح وأثنِ عليها أكثر من النتيجة النهائية.

12. احصل على تغذية راجعة:

لا تفترض إحساس الطفل بمشاعر معينة حيال الكوتشينغ. اسأله عن تغذيته الراجعة، وما الذي يستمتع به في هذه التجربة، وما الذي يرغب في تغييره، وهل يشعر بأنَّ الكوتشينغ يساعده، وهل يعتقد أنَّه يمكنك فعل شيء أفضل؛ إذ سيؤدي طرح هذه الأسئلة إلى زيادة ثقة طفلك وتواصله معك، ومساعدتكما على فهم طريقة الاستمرار في جعل هذه التجربة رائعة.

في الختام:

نأمل بعد قراءة هذا المقال أن يكون لديك إحساس متجدد بمفهوم الكوتشينغ، وما هي القيمة التي يمكن أن يحققها لكل من الكوتش ومتلقي الكوتشينغ وكيف يمكن أن يكون مفيداً للأطفال الصغار.

الأمر الأساسي الذي نريد منك أن تستخلصه من هذا المقال - إذا كنت تفكر في تقديم الكوتشينغ لأطفالك أو الشباب عموماً - هو أنَّه لا يوجد نموذج يناسب الجميع، ويدور الكوتشينغ حول إظهار أفضل ما في كل شخص تدعمه بالطرائق التي تناسبه بصورة أفضل، وتختلف مقاييس النجاح والسعادة بصورة كبيرة حسب الفرد.

المصدر: مدرب إيلاف ترين المعتمد




مقالات مرتبطة