كل ما يحتاج الآباء إلى معرفته حول لقاح التهاب السحايا من نوع (B)

إنَّ الحفاظ على سلامة أطفالنا وصحتهم في الوقت الذي تعدُّ فيه التسلية والنظافة والتربية الجيدة أموراً يُستحسَن القيام بها، من أهم أولويتنا كآباء؛ وهذا هدف لا يتلاشى بمجرد ذهاب الأولاد إلى الجامعة، أو انتقالهم إلى منزل جديد مع الأصدقاء أو رفاق السكن، أو زواجهم؛ حيث يضمن التلقيح سلامتهم مدى الحياة. لا يمكنك التواجد دائماً للتأكد من أنَّ أطفالك يأكلون طعاماً صحياً، وينامون جيداً، ويمارسون الرياضة بانتظام بدل جلوسهم للعب ألعاب الفيديو طوال النهار؛ ولكن يمكنك بفضل اللقاحات تحصينهم وحمايتهم ضد أمراض معينة، بما فيها التهاب السحايا من نوع (B)؛ وذلك حتى لو غادروا منزلك يوماً ما. إليك ما تحتاج إلى معرفته حول أهمية حماية أطفالك من التهاب السحايا من نوع (B).



التهاب السحايا من نوع (B) مرض نادر، ولكنَّه خطير للغاية:

يوضح موقع مايو كلينيك (Mayo Clinic) أنَّ التهاب السحايا عبارة عن التهاب يصيب الغشاء المحيط بالدماغ والحبل الشوكي (المعروف بالسحايا)، ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC): ينتج التهاب السحايا من نوع (B) عن نوع من البكتيريا التي تُدعَى "النيسيريا السحائية"، ويُشار إلى الأمراض التي تسببها هذه البكتيريا على نطاق واسع باسم "أمراض المكورات السحائية".

يشير الحرف B بالإنكليزية في "التهاب السحايا من نوع (B)" إلى النمط المصلي، وهو نوع فرعي من النيسيريا السحائية (N. meningitidis)، وقد أُضيف هذا الحرف لتمييز هذا النمط عن بقية الأنماط المصلية الأخرى للجراثيم نفسها؛ إذ إنَّ هناك خمس مجموعات مصلية أخرى تسبب مرض المكورات السحائية، وهي: A وC وW وX وY.

توضح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أنَّ بكتيريا النيسيريا السحائية تتعايش بالفعل داخل الفم والبلعوم لنحو 10% من السكان دون التسبب بأيِّ مشكلات، ويمكن أن تنتقل عن طريق البصاق واللعاب إلى الآخرين؛ ولكنَّها أقل قدرة على العدوى من الفيروسات المسببة لأمراض مثل: نزلات البرد الشائع، أو الإنفلونزا؛ إذ يتطلب الأمر اتصالاً وثيقاً وطويلاً لنقل العدوى، مثل: تقبيل شخص حامل للجراثيم المسببة للالتهاب السحائي من نوع (B)، أو البقاء معه في الغرفة نفسها لفترة طويلة من الوقت، والتعرض إلى رذاذ السعال والمفرزات التنفسية لشخص مصاب أو حامل للمرض.

إنَّ حالات تفشي انتشار هذا المرض نادرة؛ ولكن من الممكن أن يزداد احتمال تفشيه بين الأشخاص الذين يعيشون في أماكن ضيقة، مثل: ثكنات الجيش، أو السكن الجامعي المشترك.

هذه هي الأعراض الرئيسة للإصابة بهذا المرض كما حددتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، ولكن قد يتظاهر هذا المرض أحياناً بطرائق مخاتلة:

  • الحمى.
  • الصداع.
  • تصلب الرقبة.

يشرح الدكتور جاتين فياس (Jatin Vyas)، الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد، والذي يعمل أيضاً في قسم الأمراض المعدية في مستشفى ماساتشوستس العام: "كلَّما تلقى شخص مصاب بالتهاب السحايا من نوع (B) العلاج الطبي بشكل أسرع، كان إنذار المرض أفضل".

يمكن أن يكون التهاب السحايا من نوع (B) خطيراً جداً، بل ومميتاً أحياناً؛ حيث تقدِّر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) معدل الوفيات بـ 10 إلى 15% من المرضى الذين يتلقون العلاج لمرض المكورات السحائية؛ في حين يعاني 10 إلى 20% من الناجين من عواقب ومضاعفات صحية تغير حياتهم، بما في ذلك: فقدان السمع، وتلف الدماغ، وفقدان الأطراف.

إقرأ أيضاً: 12 عرض لالتهاب السحايا B يجب أن يعرفها الآباء للحفاظ على سلامة أطفالهم

يمكن أن يساعد لقاح التهاب السحايا من نوع (B) في الوقاية من هذا المرض المميت:

لقد أخبرناك بالأمور المخيفة أولاً، وإليك الآن الجزء المطمئن:

إنَّ أيَّ نوع من أمراض المكورات السحائية -بما في ذلك التهاب السحايا من نوع (B)- نادر نسبياً، وقد تراجعت معدلات الإصابة بها في العقود القليلة الماضية، حيث صرَّحت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أنَّ عدد الحالات المُبلَّغ عنها للإصابة بمرض المكورات السحائية كان 350 حالة فقط في عام 2017، ويشكل هذا ما لا يزيد عن 0.11 حالة لكلِّ 100000 شخص.

الخبر السار الآخر هو أنَّ بإمكانك تقليل خطر إصابة طفلك بالتهاب السحايا من نوع (B) من خلال إعطائه اللقاح النوعي ضده.

يقول مدير قسم أمراض الأطفال المعدية في جامعة نيويورك - لانغون، والأستاذ المساعد في كلٍّ من قسم طب الأطفال وقسم علم الأحياء الدقيقة في الجامعة نفسها، الدكتور آدم راتنر (Adam J. Ratner): "إنَّ السبب الذي يدفعنا إلى التمنيع ضد بعض الأمراض هو أنَّها خطيرة رغم ندرتها".

يقدم لقاح التهاب السحايا من نوع (B) جزءاً معيناً من البكتيريا لجسمك، بالإضافة إلى "عامل مساعد" -مادة إضافية تساعد على تعزيز فعالية الاستجابة المناعية- ليتعلم جسمك إنتاج الأجسام المضادة التي تستهدف تلك البكتيريا؛ ويوضح بخصوص ذلك الدكتور فياس: "لا يتعرض جسمك إلى البكتيريا بأكملها؛ لذا من المستحيل أن تنتقل العدوى من اللقاح بحد ذاته".

يتوفر أكثر من لقاح ضد التهاب السحايا من نوع (B)، وتتطلب جميعها أخذ جرعتين على الأقل لتحقيق أقصى قدر من الفعالية.

إقرأ أيضاً: 5 أمراض خطيرة تنقلها لسعة البعوض

مَن يجب أن يحصل على لقاح التهاب السحايا من نوع (B)؟

توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) حالياً أيَّ شخص يبلغ من العمر 10 أعوام وأكثر بالحصول على اللقاح في الظروف التالية:

  1. الأشخاص الذين لديهم تلف في الطحال، أو الأشخاص الذين استُئصِل طحالهم بالفعل؛ بما في ذلك الأشخاص المصابين بمرض فقر الدم المنجلي.
  2. الأشخاص الذين لديهم اضطراب مناعي نادر يُسمَّى "عوز عناصر المتممة الدائم".
  3. الأشخاص الذين يتعاطون أدوية معينة، مثل عقار إيكوليزوماب (eculizumab).
  4. الأشخاص الذين يعيشون في منطقة ينتشر فيها التهاب السحايا من نوع (B).
  5. الأشخاص الذين يتعاملون بشكل روتيني مع التهاب السحايا من نوع (B)، كالأطباء وعلماء الأحياء الدقيقة.

تذكر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أنَّ هذا اللقاح قد يكون مفيداً للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم من 16-23 عاماً، وخصوصاً الذين تتراوح أعمارهم من 16-18عاماً.

تذكَّر أنَّ التهاب السحايا من نوع (B) أكثر شيوعاً بين الناس الذين يعيشون في أماكن ضيقة مثل: مساكن الطلبة، وثكنات الجيش؛ وهذا هو سبب تعرض الأشخاص في هذه الفئة العمرية إلى خطر الإصابة بشكل خاص.

لذا إذا أردت تقليل خطر إصابة طفلك بالتهاب السحايا من نوع (B) وأشكال أخرى من مرض المكورات السحائية، تحدث إلى طبيب طفلك بخصوص التلقيح؛ فأنت تمتلك كلَّ المعلومات اللازمة الآن، ويمكنك أن تقرر أفضل طريقة لحماية طفلك بدءاً من هذه اللحظة وحتى المستقبل.

 

المصدر




مقالات مرتبطة