كل تجربة تستحق عناء المرور بها

هل تشعر بالدافع لتجربة الحياة لأقصى درجة ممكنة؟ وهل تشعر أنَّك بحاجة إلى فعل المزيد في الحياة؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن أنَّ كل تجربة تستحق عناء المرور بها.

لدى كثير من الأشخاص قائمةٌ فيها كثير من الأشياء الرائعة للقيام بها، وهم يطاردون هذه الأشياء بيأس، لكن أرى أنَّني لست بحاجة إلى شراء سيارة جديدة أو الحصول على وظيفة مرموقة؛ بل أريد أن أحصل على تجارب رائعة، فعندما توقفت عن عادتي الاستهلاكية وخرجت من هذه الدوامة لتحقيق هذه الأمور كلها أصبحت هذه عقليتي، فقد كنت أقرأ كتباً عن الفلسفة والتنمية الشخصية التي ألهمتني للعيش بأسلوبٍ مختلف.

ملايين من الناس في جميع أنحاء العالم قرروا ترك المعتقدات التقليدية وفضلوا العيش بطريقة مختلفة؛ فقد يريدون السفر حول العالم والاستمتاع بصحبة الآخرين والمشي لمسافات طويلة في الجبال وعيش تجارب مميزة، فنحن نسعى وراء التجارب؛ لكنَّنا نفقد تجربة الحياة الحقيقية.

التجارب هي الرغبات:

عندما تحاول جاهداً تجربة شيء مميز في الحياة فأنت في الواقع تطارد رغباتك دون أن تكون على دراية بها، وأدركت هذا الشيء عندما بدأت أتأمل أكثر؛ فقد لاحظت أنَّ كثيراً من أفكاري كانت تدور حول أشياء معينة أردت القيام بها، وظننتُ أنَّ هذا هو الهدف من العيش في الوقت الحاضر؛ أي الاستمتاع بالأشياء بطريقة أكثر عمقاً؛ لذلك فكرت في النشاطات التي يمكنني القيام بها مع الأشخاص الموجودين في حياتي أو وحدي؛ فعلى سبيل المثال أردت الانتقال للعيش في إسبانيا (Spain)؛ وذلك لأنَّني ظننت أنَّه سيكون لدي تجارب كثيرة مختلفة هناك، لكن هذه مجرد رغبة.

يتحدث الكاتب "مايكل سينجر" (Michael Singer) عن هذا المفهوم في كتابه "الروح المتحررة" (The Untethered Soul): "عليك أن تفهم أنَّ محاولتك للحصول على تجارب خاصة في الحياة، تجعلك تفوِّت تجربة الحياة الفعلية؛ فالحياة ليست شيئاً تحصل عليه؛ إنَّما شيء تختبره".

الشيء المضحك هو أنَّك عندما تحاول جاهداً الحصول على تجارب خاصة في الحياة، فإنَّك تفوِّت كلَّ ما هو أمامك مباشرة؛ فالحياة لا تتعلق بالأشياء التي تحصل عليها، إنَّها شيء تختبره بصرف النظر عما تفعله؛ وهذا يعني أنَّ كل تجربة تستحق العناء سواء أكانت شيئاً تريد تجربته أم لا.

شاهد بالفديو: 7 حقائق عليك أن تفهمها عن الحياة

أهمية ممارسة التأمل:

أنشأ الكاتب "وليام إيرفين" (William Irvine) مؤلف كتاب "دليل الحياة الجيدة" (A Guide to the Good Life) سلسلة صوتية عن تأملات الرواقية في تطبيق "ذا ويكنغ آب" (The Waking Up) وفي إحدى الجلسات تحدث عن كيفية ممارسة الرواقيون لنوعٍ من التأمل يسمى "تأمل آخر مرة" لتحقيق أقصى استفادة من تجاربهم، والهدف من هذا النوع من التأمل ليس السعي وراء تجارب أفضل؛ بل الاستمتاع أكثر بتجاربك بصرف النظر عن ماهيتها.

ففي الأمور الصغيرة التي تمارسها خلال اليوم تخيل أنَّها آخر مرة ستختبر فيها هذا الشيء الذي تفعله؛ فعندما تشرب فنجاناً من القهوة تخيل أنَّ هذه هي آخر مرة في حياتك ستشرب فيها القهوة وبعد فنجانك الأخير ستختفي حبوب البن من الكوكب، أو عندما تتناول العشاء مع والديك تخيل أنَّ هذا هو العشاء الأخير لك معهما وبعد هذا العشاء والديك لن يكونا معك، ويمكنك القيام بذلك لكل شيء تقريباً.

إقرأ أيضاً: 9 نصائح تساعد على التأمل للمنشغلين بالتفكير الزائد

التغيير اختياري:

يقف سعينا إلى التغيير في طريق عيش حياة سعيدة أيضاً؛ فغالباً ما نريد تغيير محيطنا لأنَّنا لا نحبهم ولا مشكلة في محاولة تغيير حياتك، لكن ستتحول إلى مشكلة إذا كان هذا هو الشيء الوحيد الذي تريده؛ فإذا كنت تفكر باستمرار في تغيير وظيفتك ومنزلك وشريكك وأصدقائك وسيارتك وما إلى ذلك، ستصبح قلقاً.

بدلاً من ذلك انظر إلى التغيير بوصفه أمراً اختيارياً، وتحلَّ بالقناعة بحياتك الحالية، لكن إذا استطعت تغييرها سيكون أمراً رائعاً، وبهذه الطريقة تكون جيداً في أي تجربة في الحياة، إنَّها طريقة جميلة للعيش؛ لأنَّك بصرف النظر عما يحدث ستكون سعيداً وراضياً.

المصدر




مقالات مرتبطة